أظهرت وثيقة سرية مسربة من المخابرات العسكرية، أنه كان هناك شخص متطوع من تلقاء نفسه في حلب، كان يُبلغ جهات تابعة للنظام عن المساعدات التي كانت تقصد مناطق خاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية"، بهدف منعها من الدخول إليها.
وبيّنت الوثيقة التي تعود إلى عام 2015، والتي حصل عليها "اقتصاد" من مصادر خاصة، أن أحد سكان حلب ويدعى، نزار عاشوري، قام بإرسال رسالة إلى "رئيس الجمهورية بشار الأسد"، يشرح فيها بالتفصيل وبالأسماء والوقائع، الأشخاص الذين وصفهم بأنهم يتاجرون بالمعونات الإغاثية في حلب، وتواطئ الجهات المعنية مع هذه "المافيات" وغض الطرف عنهم، حسب وصف كاتب الرسالة.
وأوضح كاتب الرسالة، أنه بتاريخ 27/4/2015، قامت دورية من مديرية التموين في محافظة حلب بمصادرة سيارة شاحنة من مكتب الشحن في منطقة حلب الجديدة محملة بمواد إغاثية وكميتها 48 طناً وثمانون فرشة مسجلة بأنها مرسلة باسم أسامة عبو الشاعر، مشيراً إلى أن المذكور وأخوته هم أفراد عصابة المافيا في حلب، وأنهم كانوا بصدد إرسال تلك المواد إلى ما أسماها بـ "العصابات المسلحة" في الباب والحسكة.
وأضاف كاتب الرسالة أنه بتاريخ 11/7/2015، قامت الضابطة الجمركية بمصادرة سيارة كبيرة أخرى من مكتب عبو للشحن السريع بمنطقة حلب الجديدة محملة بالمواد الإغاثية ومكتوب عليها أنها غير معدة للبيع، وتم إحالة الشاحنة إلى مديرية جمارك حلب وهي تحتوي على 4528 كغ معكرونة منشأ تركي و 4550 كغ حمص حب و 8400 كغ من مادة الرز و 466 كغ من مادة الفول المعلب منشأ الإمارات، لافتاً إلى أنه تم توقيف صاحب البضاعة، المدعو عبد الفتاح الحمدو، الذي هو أحد أفراد "العصابة" التي ترسل المواد إلى "المسلحين"، بحسب وصف كاتب الرسالة.
وتابعت الوثيقة أن المذكور اعترف بأنه يشتري المواد الإغاثية ويرسلها للحسكة، حيث تم إيقافه وإحالته إلى القضاء.
واتهم كاتب الرسالة الجمعيات الخيرية في حلب بأنها تتعاون مع هذه "العصابة" وتتاجر بالمواد الإغاثية التي تأتي للناس، موضحاً أن أبرز هذه الجمعيات هي جمعية "الإحسان"، وجمعية "أهل الخير".
كما شكّك كاتب الرسالة بالجهات الأمنية في حلب، مؤكداً علمه، ومن مصادر موثوقة في مكتب الشحن في حلب الجديدة، أن المواد الإغاثية لا تزال تذهب وبشكل يومي وبكميات كبيرة إلى منطقة الباب ومناطق أخرى في الحسكة وبعلم الجهات المعنية، إلا أنه لم يتم حتى الآن محاسبة مكاتب الشحن أو الجمعيات الخيرية ومراقبتها ومتابعتها.
ووصل الاتهام بكاتب الرسالة إلى محافظ حلب، الذي لم يسمح حسب قوله بتوزيع المواد الإغاثية المصادرة على الأهالي أو على أبناء "الشهداء" أو مقاتلي الجيش السوري، ما أدى إلى تلفها بعد فترة وهي لاتزال في مخازنها.
ويظهر من الوثيقة أن كاتب الرسالة يطلب من رئيس الجمهورية التدخل لوقف هذه التجاوزات، حيث قام بإرسالها إلى القصر الجمهوري الذي قام بدوره بتحويلها إلى المخابرات الجوية للتحقق من صحتها.
عن "اقتصاد" - أحد مشاريع "زمان الوصل"
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية