عرّاب الروس في سوريا، والنائب الاقتصادي في حكومة الأسد قبل هروبه المزعوم من سوريا يحتج على السلوك المنحاز لدي مستورا لمنحه امتيازات لمنصة الرياض على حساب منصات موسكو والقاهرة و"حميميم".
هذا بالضبط محتوى البيان الذي أصدره حزب قدري جميل من قلب العاصمة دمشق، حيث ما زال يعمل حزبه (المعارض) "التغيير والتحرير" بعد أن فقد أبرز أعضائه إما قتلاً أو اعتقالاً وبقي ما بقي في عهدة النظام يلعبون لعبة خبز الشعب، وهو يغرد من موسكو حول المعارضة وحفاظه على مؤسسات الدولة، وكأن لدولة الأسد مؤسسات تعمل.
البيان تضمن فقرتين مهمتين الأولى تتعلق بالحل السياسي وانحياز دي مستورا، حيث جاء في البيان: (بعد سنوات من العمل على خيار الحل السياسي، وبعد أن تثبت هذا الخيار كحل وحيد للأزمة السورية، تعلن قيادة جبهة التغيير عن عدم مشاركتها في الجولة المرتقبة لمفاوضات جنيف بالشروط الحالية، احتجاجاً على سلوك المبعوث الدولي ستافان دي مستورا، ومنحه امتيازات خاصة لمنصة الرياض، وتمكينها من التحكم بالوفد المعارض، رغم خروجها في بيان 11 شباط عن القرار 2254، ورغم مواقفها المعروفة في الجولات السابقة، الأمر الذي يعني نسف كل الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي).
الفقرة الثانية جاءت للتركيز على سلوك المبعوث الدولي، وتحمله مسؤولية عرقلة فرص الحل السياسي: (إن سلوك المبعوث الدولي، ومحاولته إلحاق المنصات الأخرى بوفد الرياض، أو تجاهل وجود منصات بكاملها، يعد مخالفة سافرة لقرار مجلس الأمن2254، وخروجاً عن دوره الحيادي المفترض، وتجاوزاً على أعراف وتقاليد العمل الدبلوماسي والسياسي، ويكشف عن استهتاره بإرادة الشعب السوري، ورغبته الملحة بالوصول إلى الحل السياسي، وإنهاء الحرب الكارثية، وإيقاف نزيف الدم، بما تشكله من خطر على السوريين وبلادهم، وعلى الأمن الاقليمي والدولي، وعليه، فإن قيادة جبهة التغيير والتحرير تحمّل المبعوث الدولي، مسؤولية عرقلة هذه الفرصة التاريخية التي توفرت بإرادة الوطنيين السوريين، وحلفاء الشعب السوري).
بينما يرى مراقبون أن الدور المنوط بـ"قدري جميل" والمنصات التي خلقتها روسيا هي إفشال أي دور موحد للمعارضة السورية، وإبقاء الأسد في كرسي الحكم بداعي الحفاظ على مؤسسات الدولة، والتحذير دوماً من أسلمة الدولة عبر اتهام أطياف المعارضة السورية بانتمائها للتيار الإسلامي المتشدد، ومحاولة الإيحاء بأنها والنظام تمثلان الوجه الوحيد لعلمانية الدولة والمجتمع السوري.
ناصر علي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية