لم يكن السوريون ليحلموا بهذا الكم الكبير من الأعداء، وهم إن كانوا يعتقدون أن هناك من سيقف في وجه التغيير الذي يصبون إليه، إلا أنهم فوجئوا بأعداء اعتقدوا أنهم شركاء في هذا الحراك، وأن من مصلحتهم الخلاص من الديكتاتورية والفساد.
من سوريا ولبنان والعراق...ودول تعاني من ويلات الحروب والفقر تجمع الأعداء في ألوية تحت رايات طائفية قاتلة تدعو إلى إبادتهم ليس فقط لأنهم ثاروا على نظام جائر، وليس لأنهم سوريون فحسب...بل لأنهم أحفاد "يزيد بن معاوية".
حملات الثأر هذه وإن بدأت في العراق، إلا أنها ستنتقل إلى سوريا خصوصاً مع مشاركة أغلب هذه الألوية الطائفية في الحرب السورية، ومساندتهم من ميليشيات محلية سورية تحمل نفس الإرث الحاقد والثأري، وهذا يعني أنه على من بقي من سنّة سورية أن يستعد لمعارك انتقامية جديدة وبشكل فاضح وعلني بعد أن كانت تجري بالخفاء تحت راية علمانية الأسد.
"قيس الخزعلي" قائد ما يعرف ميليشيا "الحشد الشعبي" الطائفي دعا في بداية معركة الموصل في العراق إلى الانتقام وإبادة ما سماهم أحفاد "يزيد بن معاوية"، واليوم يدخل طرف جديد في معركة الثأر، وهو طرف ليس محسوباً على الإسلام بمذاهبه وشيعه بل طرف مسيحي يرى ما يراه الخزعلي من ثأر.
"ريان الكليدار" زعيم ميليشيا كتائب "بابليون"- وهو ما يسمى أيضاً "الحشد الشعبي المسيحي" ويعتبر جزءا من الحشد العراقي- دعا إلى الثأر من أحفاد "يزيد"، وفي مقطع مصور منشور قال الكليدار: (المسيحيون سيأخذون بالثأر في محافظة نينوى، وسوف تكون معركتنا بين أحفاد يزيد ونحن أحفاد جون، المعركة ستكون مسيحية مع أحفاد يزيد... التاريخ يعيد نفسه).
فيما أعلنت قوى مسيحية عراقية براءتها من تصريحات "الكليدار" واعتبرتها لا تمت لأخلاق السيد المسيح بصلة، وأنه لا يمثل المسيحيين بأي شكل، وأنها لا تقبل أن يتكلم باسمهم.
وكل هذا التجييش الطائفي تقف وراءه إيران وأعوانها في العراق ولبنان وسوريا، وتهدف إلى إذكاء الحرب عبر تجنيد العاطلين عن العمل والموتورين، وفي سوريا استطاع النظام منذ الأيام الأولى دب الرعب في قلوب العلويين وإيهامهم بأن ما يحدث ليس ثورة بل انتقام طائفي سنيّ تخطط له قوى خارجية، وهذا ما استدعى تجييش أبناء الطائفة لصالح مشروع إيران في المنطقة، وساعدته في ذلك مرجعيات محلية وإقليمية ودولية.
ناصر علي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية