التنظيم يجهز لحصار الرقة والنازحون ينصبون خياما قرب أطلال منازلهم

شرع تنظيم "الدولة الإسلامية" بتعزيز تحصيناته في مدينة الرقة ومحيطها خلال الأيام الأخيرة مع اقتراب ميليشيات "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة أمريكياً من ضواحي المدينة، فيما يقطن النازحون وأصحاب المنازل المدمرة في الريف الشمالي بمخيمات عشوائية، وسط غياب أي دور للمنظمات الإنسانية.

وشنّ طيران التحالف الدولي غارات جوية عدة خلال اليومين الماضيين، استهدفت مباني المحافظة والمالية ومنطقة الفروسية وقيادة الفرقة 17 سابقاً، نتج عنها دمار واسع في المناطق المستهدفة، وفق ما ذكر نشطاء ومصادر محلية.

وقال الناطق باسم حملة "الرقة تذبح بصمت"، محمد الصالح لـ"زمان الوصل" إن تنظيم "الدولة الإسلامية" كثف عمله بحفر الخنادق حول مدينة الرقة، وزيادة التحصينات بشكل كبير على أطراف الرقة والأجزاء الباقية تحت سيطرته من الريف الشمالي، عقب تقدم ميليشيات" قوات سوريا الديمقراطية" مدعومة بطيران التحالف الدولي.

وأوضح الصالح أن عناصر التنظيم أزالوا المنصفات من الشوارع داخل مدينة الرقة من أجل سهولة حركة السيارات بالشوارع العامة، مشيراً إلى تجهيز أنابيب لملئها بالنفط وإشعالها بغاية التشويش على طيران التحالف الدولي، في المعركة المرتقبة.

ولفت الناشط إلى دفن التنظيم كميات من القمح داخل المدينة في إطار الاستعداد لحالة حصار محتملة في الفترة المقبلة.

أضاف الصالح أن التنظيم منع الخروج من مدينتي الرقة و"الطبقة"، دون الحصول على موافقة يحدد حين طلبها الوجهة وسبب الخروج وموعد العودة.

وفي الريف الشمالي، ذكرت وسائل إعلام كردية تعمل ضمن مناطق سيطرة حزب "الاتحاد الديمقراطي" إن 35 عائلة نازحة وصلت إلى مخيم صغير قرب بلدة "عين عيسى"، ليرتفع عدد القاطنين فيه إلى 57 عائلة، وسط تقاعس المنظمات الإنسانية الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة عن تقديم المساعدات لنازحي الرقة.

ونصبت بعض العوائل خيام قرب منازلهم المدمرة بعد ابتعاد خطوط الاشتباكات بين تنظيم "الدولة الإسلامية" وميليشيات "قوات سوريا الديمقراطية" عنها، كما فعل أفراد عائلتين من قرية "مشيرفة"، الذين نصبوا خيامهم فوق ركام منازلهم التي تدمرت بالكامل نتيجة المعارك، وفق ما أوردت هذه الوسائل.

وكان آلاف النازحين فرّوا من قراهم التي تحولت لمناطق اشتباكات بين ميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية" وتنظيم "الدولة الإسلامية" باتجاه مناطق "تل أبيض" و"عين عيسى" بريف الرقة الشمالي، وذلك مع بداية الحملة العسكرية الهادفة لحصار مدينة الرقة المستمرة منذ 6 تشرين الثاني/ نوفمبر 2016.