حقق طبيبان سوريان نجاحاً مميزاً في مجالي الجراحة التجميلية وجراحة الأوعية والشرايين في روسيا.
ولفت الشقيقان "أمجد" و"نديم اليوسف" الأنظار إليهما من قبل المجتمع الروسي، الذي لا يشجع الغرباء عادة ولا يرحب بهم.
وأفردت وسائل الإعلام هناك حيزاً واسعاً لتسليط الضوء على النجاحات التي حققها كل منهما في مجاله، إذا أن "أمجد" غدا أحد أكثر جراحي التجميل شهرة في روسيا، إضافة إلى أنه يحمل أكثر من 30 شهادة بين روسية وغربية، حصل عليها نتيجة اتباعه دورات تدريبية على أحدث الأجهزة الطبية، التي تُستخدم في الجراحة التجميلية.
أما "نديم" فبرز كواحد من أبرز جراحي الأوعية الدموية، ولهذا دعي للعمل في المركز العلمي لبحوث الجراحة، وتمكن من ابتكار طرق جديدة لإجراء العمليات، ليصار بعد ذلك إلى تعميمها على الجراحين في روسيا والعالم.
ولد "أمجد" في موسكو عام 1981 ودرس الصف الأول والثاني في دمشق، وبعد أن ترك والده الإعلامي "نصر اليوسف" عمله في التلفزيون السوري، وانتقل للعمل في موسكو، التحق "أمجد" بالمدرسة العربية في موسكو.
وبعد أنهى المرحلة الثانوية التحق بالأكاديمية الطبية الموسكوفية" Medical Academy of Moscow" التي تُعتبر أهم منشأة تعليمية طبية في أوروبا الشرقية، حسب ما أكده لـ"زمان الوصل" والده "نصر اليوسف"، المذيع السابق في قناة "روسيا اليوم"، والصحفي تالياً في وكالة "تاس".
وأضاف "اليوسف" أن ابنه البكر تخرج من الأكاديمية المذكورة عام 1999 ثم اتبع كورساً تحضيرياً في الجراحة العامة، ليتخصص في ما بعد بجراحة الوجه والفم والفكين.
وأثناء عمله بهذا الاختصاص في المستشفيات العامة، بدأت تستهويه الجراحة التجميلية، فاتبع عدداً من الدورات في الجراحة التجميلية، وحاز على سمعة طيبة لدى الأطباء والمرضى على حد سواء، ليُعتمد لاحقاً كوكيل لإحدى الشركات الإيطالية المصنعة لأجهزة وأدوات والتجميل في روسيا.
أسس الطبيب "أمجد" مؤخراً مركزاً تخصصياً في الجراحة التجميلية في موسكو أطلق عليه اسم "داماس كلينك" نسبة إلى مدينته الأم دمشق، التي عاش فيها سنوات طفولته. واتخذ من النقش العربي شعاراً لها، الأمر الذي يعكس عمق ارتباطه بوطن الآباء والأجداد، وخُصّص المركز لإجراء رأب الجفن، وتجميل الأنف، ومختلف الإجراءات التجميلية الأخرى. أما العمليات الأخرى التي تحتاج إلى تجهيزات معقدة فيجريها في مستشفيات حكومية تخصصية.
أما الطبيب "نديم"، المولود في موسكو هو الآخر سنة 1985 درس حتى نهاية المرحلة الإعدادية في المدرسة العربية التابعة للسفارة السعودية، ثم انتقل لاستكمال المرحلة الثانوية في مدرسة روسية، وبعد الثانوية انتسب "نديم" إلى الأكاديمية الطبية الموسكوفية ليتخرج منها عام 2008 كطبيب عام ويتخصص فيما بعد في الجراحة العامة، ثم في جراحة القلب والأوعية الدموية.
ويعمل حالياً في المعهد المركزي الروسي لأبحاث الجراحة وكاستشاري في عيادات وزارة الخارجية الروسية.
وحسب والده، فإن "نديم" حقق إنجازين طبيين سجلا باسمه، أحدهما يتعلق بالاستغناء عن قطع عرق "الترقوة"، حيث أوجد طريقة لإجراء عمل جراحي دون قطع العرق الذي يلجأ الكثير من الأطباء لقطعه حتى في أكثر الدول تقدماً في الطب كألمانيا مثلاً، كما أنه حقق إنجازاً طبيباً آخر تمثل باختصار الوقت أثناء قطع الدم عن الرأس، وتمكن –كما يقول محدثنا- من إجراء عمليات في وقت قياسي وأقصر من تلك التي تُجرى في ألمانيا إلى مستوى النصف، الأمر الذي يقلل من احتمال تعرّض أي خلية من خلايا الدماغ للتلف. وأجرى "نديم" ـكما يؤكد والدهـ العديد من العمليات التي تمثلت في إيصال الدم إلى كافة أعضاء الجسم من أخمص القدمين وحتى الدماغ، وذلك عبر فتح الانسدادات في الأوعية الدموية، العادية منها والدقيقة.
ورغم أن الشقيقين المتفوقين في عالم الطب، يقيمان خارج سوريا منذ نعومة أظافرهما، إلا أنهما يشعران بأنهما سوريان خالصان، ويتعاطفان بكل مشاعرهما مع أهلهما السوريين المنكوبين.
ويطمح الشقيقان الطبيبان إلى تحقيق المزيد من التقدم العلمي، والعودة إلى سوريا عندما تكون عودتهما ذات معنى، وتصبح المشافي السورية مؤهلة لتقديم الخدمات المتطورة، وخاصة في مجال تخصص "نديم" الذي يتطلب اختصاصه وجود تقنيات معقدة وحديثة، أما "أمجد"، فيحلم بالعودة إلى سوريا وتقديم خدمات الجراحة التجميلية لأهل سوريا خاصة الذين شوهتهم الحرب.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية