أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

فشل المفاوضات يذكي نار الاشتباكات بين "تحرير الشام" و"جند الأقصى"

الاشتباكات تجددت بين الطرفين مساء اليوم - رويترز

تجددت الاشتباكات بين "هيئة تحرير الشام" ولواء "جند الأقصى"، في عدد من المناطق بريفي إدلب الجنوبي وحماة الشّمالي إثر فشل المفاوضات لإنهاء القتال مساء اليوم الأربعاء.

وعزا ناشط ميداني فشل المفاوضات إلى رفض "جند الأقصى" الخروج بسلاحه الخفيف من ريفي إدلب، وحماة إلى مناطق سيطرة تنظيم "الدولة" في شرق البلاد.

وأشار الناشط، الذي رفض ذكر اسمه، لـ"زمان الوصل" إلى أنّ الاشتباكات تجددت بين الطرفين مساء اليوم، بعد فشل المفاوضات، مؤكدا أن "هيئة تحرير الشام"، تحاصر مقاتلي لواء "جند الأقصى" في عدد من البلدات والمدن بريفي إدلب وحماة، بينها "حيش، خان شيخون، ومورك".

وتحدثت تقارير إعلامية في وقت سابق، عن تراجع حدة الاشتباكات، بعد دخول "التركستان" على خط المفاوضات بين "هيئة تحرير الشام" ولواء "جند الأقصى"، حيث عُرض خلالها على الأخير تسليم كامل السلاح والمعتقلين، مقابل السماح لعناصره الراغبين بالتوجه لمناطق سيطرة تنظيم "الدولة" بريف حماة الشرقي دون التعرض لهم.

وفي سياق قريب، اعتزل مقاتلو قطاع إدلب في تنظيم "جند الأقصى" القتال الدائر بين "هيئة تحرير الشام" و"الجند" في ريفي إدلب، وحماة، والذي ذهب ضحيته حتّى الآن أكثّر من 50 قتيلا، بالتزامن مع حلهم للخلافات مع "جبهة فتح الشّام" وعودتهم لبيعتها.

وأكد مقاتل سابق في فصيل "جند الأقصى" لـ"زمان الوصل" اعتزال قطاع إدلب في الجند، للقتال الدائر بين الجانبين، مشيراً إلى أنهم "لم يتدخلوا في قتال خاسر للمسلمين، ولطرفي النزاع".

ورأى المقاتل أنّ قتالهم للأحرار في إدلب بالسابق، كان لرد الاعتداءات، وليس لتوسيع النفوذ، كما يجري اليوم بين "الجند" و"هيئة تحرير الشّام".

وكانت معارك عنيفة نشبت بين "حركة أحرار الشّام" وفصيل "جند الأقصى" بريف إدلب في تشرين أول أكتوبر الماضي، تدخلت في حينها "فتح الشام"، وحلت الخلاف بضم "الجند" إلى صفوفها.

وأشار المقاتل إلى أنّ لواء "جند الأقصى" أعلن انشقاقه عن "الجند" قبل تشكيل "هيئة تحرير الشّام"، نافياً في الوقت ذاته أن يكون الانشقاق في التنظيم تم على أساس "مهاجرين وأنصار".

وكشف المقاتل أن اللواء الحالي يضم عناصر من حماة وإدلب، وعددا من المهاجرين، لافتا إلى أنّ مقاتلي قطاع إدلب في الجند، هم الآن جزء من "فتح الشّام" التي تشكّل فصيلاً مهماً من "هيئة تحرير الشّام" التي تقاتل "لواء الجند" في ريف حماة الشمالي، وإدلب الجنوبي. وبحسب المقاتل فإنّه بعد إعلان "فتح الشّام" لفسخ البيعة مع "الجند" على خلفية تجدد الاشتباكات كانون الثاني يناير الماضي، لكن قطاع إدلب في "الجند" عاد واجتمع بقادة "فتح الشّام" وتم الالتحاق بها بشكل كامل بعد حل الخلاف.

وكانت "جبهة فتح الشام" أعلنت في 24 كانون الثاني يناير الماضي فصل "جند الأقصى" من صفوفها، لما أسمته في حينه بـ"عدم انصياع الجنود لبنود البيعة".

وكشف المقاتل أنّ لا خيار أمام "لواء جند الأقصى" في الوقت الحالي سوى الانضمام إلى "التركستان" أو الالتحاق بصفوف تنظيم "الدولة" في الرقة، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنّ الصراع الدائر حالياً هو صراع نفوذ فقط.

ورجح المقاتل سبب إعدام "لواء جند الأقصى" لعشرات المعتقلين من مقاتلي الفصائل في محكمة دار القضاء التابعة للهيئة في بلدة "موقا" بريف إدلب الجنوبي إلى اتهام المقاتلين في المحكمة بـ"الردة".

وبث ناشطون أمس الثلاثاء صوراً، تُوثق مقتل العشرات من القوة التنفيذية للمحكمة التابعة لداء القضاء في "هيئة تحرير الشّام"، بعد استعادة الأخيرة السيطرة عليها.

وأعلنت هيئة "تحرير الشام" التي تضم "فتح الشام" كأبرز مكوناتها، عزمها استئصال "لوءا جند الأقصى" في حماة، إثر رفض الأخير الرضوخ لمحكمة شرعية، واستمرار في تكفير المسلمين.

كما جرت مناظرة بين شرعيين في "الهيئة"، وآخرين في "الجند"، انتهت إلى ما بثه أحد الشرعيين في "هيئة تحرير الشام" في شهادته على ما جرى، قائلاً: "قادة الجند وشرعييهم، وعلى رأسهم أبو عبد الله الغزي، يعتبرون أمير هيئة تحرير الشام، هاشم الشيخ، الملقب بأبي جابر مرتدا وكافرا، ولا يرون أن أعضاء الهيئة مسلمون، ولكن لا يكفرونهم في الوقت ذاته".

وأشار الشرعي إلى أنهم طلبوا من "الجند" أن يعلنوا براءتهم من تنظيم "الدولة" في بيانٍ رسمي، وأنهم ليسوا على نهج الخوارج، وأن ينزلوا إلى محكمة شرعية تحكم بينهم، إلا أنهم رفضوا بحجة عدم وجود أي قاضٍ يرتضون دينه، مشيرًا إلى أن خطر "لواء الأقصى" يتمثل في إعاقتهم معركة حماة وإبعاد خطر جماعة "الدولة"، القادم من شرق حماة عن مناطق المجاهدين، في ظل وجود اللواء الذي ثبتت علاقته معهم.

وذكرت تقارير إعلامية في وقت سابق أنّ الاشتباكات بين "هيئة تحرير الشام" و"جند الأقصى" شملت قرى "التمانعة"، "سجنة"، "خان شيخون"، "جبالا"، "معرة ماتر"، و"موقة" في ريف إدلب الجنوبي، إضافة إلى "معرزيتا"، "مورك"، و"كفرزيتا" في ريف حماة الشمالي، على خلفية قيام عناصر من "لواء جند الأقصى" بتفجير أنفسهم في تجمعات تابعة لـ"هيئة تحرير الشام" في منطقة "كفرزيتا"، قبل أن ينسحب "الجند" منها وتسيطر عليها الهيئة، في حين سيطر "الجند" على مقر الحسبة التابع للهيئة في مدينة "خان شيخون" بريف إدلب، وقتلوا وأسروا العناصر المتواجدة داخله، كما سقط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الطرفين.

تزامن الاقتتال بين الطرفين مع إعلان "سرايا الشام" إحدى مكونات "لواء الأقصى" انشقاقها، بالتوازي مع تسليم عدد من عناصر اللواء لأسلحتهم للهيئة في منطقة "كفرزيتا".

زمان الوصل
(100)    هل أعجبتك المقالة (116)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي