أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

فالانتين سوريا.. مازوت وغاز باللون الأحمر وشهداء في درعا

في مناطق سيطرة المعارضة يعيش الحب محاصراً في القلوب والمكان

نعم فللسوريين مثل غيرهم من البشر فالانتين خاص، ولكنه فقط يختلف مع أولئك الذين يعيشون في أوطان مستقرة، وبيوت بلا أحزان، ودون ذكريات عن أحبة فقدوهم بغتة بالرصاص وصواريخ الطائرات وبالكيماوي.

اليوم يحتفل البشر بعيد ربما لا تكون له خصوصية عند الشعوب المسلمة، فكثيرون يعتبرونه بدعة، ولكنه بالتأكيد عيد له مواسمه وطقوسه التي يعيشها البشر ربما بتقديم زهرة حمراء لأحبابهم، أو باقة ورد ملونة على قبر عزيز.

في سوريا الذبيحة يأخذ الاحتفال أشكالاً مختلفة فتحت سيطرة النظام ثمة كثر فقدوا أبناءهم من غير المؤيدين، وحتى أولئك الذين يشكلون حاضنته لهم نحيبهم الكاذب المخادع، وسيمر اليوم عليهم بغير ألوان الحب فهم يعشقون مذهب القتل (النظام والأسد) ويعتقدون أنهم يقدمون دماء أحبابهم من أجل الدفاع عن القيم الكاذبة التي يتبجح بها الأسد وأعوانه.

في مناطق أخرى تحت السيطرة ودون إجماع على أهلية النظام يمرر السوريون اليوم أوجاعهم في وسائل التواصل وستجد لوحة تمثل أجمل هدايا الحب (بيدون مازوت 20 لتر أو جرة غاز)، فالنظام يحرم حتى أولئك الذين يعيشون في كنفه ويهتفون له في برد وعوز وجوع.

في مناطق سيطرة المعارضة يعيش الحب محاصراً في القلوب والمكان، وثمة شموع حزن ستوقد اليوم لذكرى الراحلين...الذين استشهدوا في المعارك أو تحت شتى أنواع القصف، وأولئك الذين غادروا الوطن وماتوا في البحر أو ما زالوا ينتظرون في بلدان اللجوء فرصة للعودة.

في درعا التي جددت ثورتها شهداء من الأطفال والنساء نتيجة قصف الطيران الروسي وبراميل الأسد، وبعد صمت طويل يختار الموت أيام الحب لتعود درعا مزهرة بالدم والثورة.

العالم ما زال يذكر رغم بلادته صورة الزوجين الذين خطا على جدار في حلب الشرقية قبل التهجير بساعات (راجعين يا هوا)...هو الحب في أقصى حالاته، حب عاش وسط الحصار وخرج مضطراً، لكنه سيعود محشواً بالأمل بدل الرصاص والموت.

في عيد الحب...سلاماً على أرواح السوريين الذين ماتوا دفاعاً عن الوطن في وجه الجلاد والمحتل، وسلاماً على كل حبة تراب في الثرى السوري الذي فاض بالدم الأحمر الشريف، وكل عام والسوريون الأشراف في أرجاء الأرض بخير وحلم بالنصر، وعودة ميمونة لبيوتهم رمز الحب والحياة، وخلاص من الطغاة والقتلة.

ناصر علي - زمان الوصل
(186)    هل أعجبتك المقالة (158)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي