أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الصنم ما زال في "عرنوس"

في دمشق ما زال تمثال حافظ الأسد يربض في ساحة "عرنوس"

تصدّر خبر إعادة صنم حافظ الأسد إلى حماة المشهد الإعلامي في الأيام الأخيرة، واعتبره معارضون رسالة من النظام لأهالي المدينة ولمعارضيه في كل البلد -في ذكرى مجزرة حماة- على أنه مستمر في قتلهم وذبحهم، ورأى فيه مؤيدون انتصارا لجيشهم المجرم وقائده.

الرسالة رد عليها ناشطون وإعلاميون بأنها لا تعدو عن كونها رسالة استفزازية من النظام غايتها رفع معنويات من بقي معه سواء من الطائفة أو المرتزقة، ومحاولة للنيل من عزيمة ثورة الشعب السوري، وأن التمثال الي انتزعوه من سنوات ووضعوا مكانه حماراً اليوم يعيد النظام بديلاً عنه تمثال الأسد الأب فلا فارق بين الاثنين.

وأما على الصعيد الشعبي فلا أحد فعلياً اكترث بما فعله النظام، وحتى الردود جاءت من باب المناكفة الإعلامية لا أكثر، فقضية السوريين أبعد من إعادة تمثال البائد الأسد فالزمن والسياسة تجاوزا حقبة حكم آل الأسد، وسوريا في نظر أهلها أضحت بلداً محتلاً من دول مارقة.

في دمشق ما زال تمثال حافظ الأسد يربض في ساحة "عرنوس" عنوان عنفوان للنظام وسيطرته، وفي بداية الثورة كان على الشبيحة أن ينصبوا حوله مفارز الحراسة، ثم فيما بعد وزعوا حوله مقاهي العهر المحشوة بالمخبرين والأمن المتخفي ببائع يانصيب وبائع الجوارب الرخيصة وبسطات الألبسة..كل هذا الحرص على بقاء أكبر التماثيل في العاصمة وحراسته كي لا تسقط هيبة النظام في عقر داره كما يعتقد.

المنافقون والمؤيدون ونسوان التجار وأولادهم بعدما ينتهون من وجبة الشاورما والبيتزا من مطعم "أبو كاسم" بنهاية "الصالحية" يذهبون لتناول الحلويات والشوكولا الساخنة جانب تمثال المجرم، ومن ثم يأخذون الصور مع الصنم كعربون نفاق.

على المرج المحيط به يجلس العشاق وشذاذ الآفاق لسرقة قبلة سريعة أو لمسة يد فهم برعاية القائد الخالد، وفي جوارهم بعض الهاربين من المدن يبحثون عن ظل شجرة ينامون تحتها خلائط من السوريين يرون في المكان أحلامهم وخيباتهم وانتهازيتهم.

ذات يوم في أوساط الثمانينات وضعت في رقبة الصنم علبة (سمنة) كبيرة، وكانت سوريا حينها تعاني من الحصار بسبب عنتريات ووطنيات الأسد، وجاءت علبة السمنة رسالة غضب من طوابير الانتظار أمام مؤسسات الاشتراكية، واشتهاء لعلبة المحارم (كنار) التي حرمتهم منها بطولاته الوهمية، وعلى حساب الدم السوري، والجوع انتشرت تماثيله في مداخل القرى والمدن السورية، وعممت صوره كأيقونة ذعر على جدران المؤسسات والمدارس وكادت تصل إلى المساجد.

ما زال الصنم الكبير في "عرنوس" فلا تحزنوا لعودة مثيله إلى وسط حماة..فالمعركة مستمرة.

ناصر علي - زمان الوصل
(222)    هل أعجبتك المقالة (198)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي