كشف مصدر عسكري في جرود القلمون الغربي لـ"زمان الوصل" عن مفاوضات "غير معلنة" بدأت منذ قرابة الشهر بين ميليشيات حزب الله اللبناني، و"سرايا أهل الشام" أحد الفصائل المرابطة في جرود القلمون الغربي على الحدود السورية اللبنانية.
ونصت مسودة الاتفاق التي خلصت إليها المفاوضات وحصلت "زمان الوصل" على نسخة منها على أن يكون فصيل "سرايا الشام" المفاوض الوحيد مع حزب الله بما يخص اتفاق عودة أهل القلمون إلى قراهم.
والبلدات والقرى المسموح بالعودة إليها بحسب الاتفاق هي "رنكوس، عسال الورد، يبرود، بخعة، الجبة، جبعدين، حوش عرب، رأس العين، المعرة، السحل، جراجير، فليطة"، على أن يبقى حزب الله في مناطق "النبك، قارة، دير عطية، القسطل" فهي خارج الاتفاق.
وأشار الاتفاق إلى أن عودة الأهالي ستتم بعد رفع أسمائهم من قبل لجنة مؤلفة من وجهاء القلمون وممثل عن حزب الله للحصول على عفو عام من النظام، واعتبار مسألة العفو "شرط أساسي".
ونص البند الخامس من مسودة الاتفاق على أن السماح لفصيل "سرايا أهل الشام" بالعودة بسلاحه الخفيف إلى القرى المذكورة وتحت اسم المعارضة السورية أن يسلم سلاحه الثقيل، ويخضع الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و40 عاما للخدمة الإلزامية ضمن فصائل "سرايا أهل الشام" داخل حدود القرى المذكورة ويشمل ذلك المتخلفين والمنشقين والفارين عن جيش النظام.
وجاء في المسودة أيضا "عدم تواجد جيش النظام أو حزب الله ضمن المناطق المسموح للأهالي بالعودة إليها، وأن تكون العناصر المسلحة ضمن السرايا غير محددة العدد، على أن تحصر السلاح بيدها وتكون مسؤولية عن تعيين لجان محلية للبلدات، وإدارة العناصر المسجلين مع الفصيل من مدنيين وعسكريين، وتشكيل لجنة من الوجهاء وحزب الله لحل المشاكل العالقة مع عناصر "الدفاع الوطني" من أبناء القلمون، وإصدار هويات نظامية جديدة لكل عائد لا يملك وثائق ثبوتية، وتفعيل عمل كافة المؤسسات الحكومية الخدمية في المناطق المذكورة، على أن تحصر العودة إلى مناطق القلمون بأهالي القلمون فقط مع سياراتهم.
كما نص أحد بنود مسودة الاتفاق على فتح كافة المعابر باتجاه الأراضي اللبنانية غرباً بموافقة الحزب، ما عدا بلدة "عرسال" التي يتم الدخول إليها بموافقة الجيش اللبناني، أما الضامن للاتفاق بحسب المصدر فهو حزب الله اللبناني نفسه.
وأثار المسودة التي سربت بين سكان مخيمات اللاجئين في لبنان حالة من الجدل، حيث رأى فيه البعض فرصة للعودة إلى أرض الوطن ضمن شروط لا يبدو أنها ستتحسن أكثر من ذلك ضمن الظروف والمعطيات الدولية الراهنة، وبين آخر يرى في الاتفاق عملية استدراج يقوم بها الحزب لسرايا أهل الشام الممثل الوحيد للجيش الحر في جرود القلمون الغربية المتاخمة للحدود اللبنانية للقضاء عليه ومحاصرته داخل تلك البلدات.
وبين الفريقين فريق ثالث يترقب تداعيات ذلك الاتفاق الذي استبعدهم ولم يأت على ذكرهم وهم سكان منطقة القصير وريفها.

زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية