أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بالتزامن مع تقرير "المسلخ البشري".. محتجزو ريف اللاذقية ضيوف شعبة المخابرات بعد صفقة تبادل مع المقاومة

عناصر النظام في ريف اللاذقية - أرشيف

بالتزامن مع تقرير "منظمة العفو الدولية" حول جرائم النظام بحق آلاف المعتقلين في سجن "صيدنايا"، أغلق يوم الثلاثاء الفائت ملف عشرات المحتجزين من مناطق موالية لدى المقاومة السورية في ريف اللاذقية، بعد عملية تبادل تمت بين الأخيرة ونظام الأسد، سلمت بموجبها المقاومة السورية 45 محتجزا هم آخر من تبقى لديها، مقابل 55 معتقلة وطفلا وطفلة من المعتقلين في سجون النظام وفروعه الأمنية.

ويعود تاريخ هذا الملف إلى صيف 2013 عندما شنت المقاومة السورية هجوما واسعا على مواقع النظام العسكرية القريبة من بلدة "سلمى" أحد أهم معاقل الثوار في تلك الفترة، تمكنت خلاله من السيطرة على عدد من المواقع والقرى الموالية للنظام بعد انسحاب مفاجئ لجيش النظام وميلشيا "الدفاع الوطني" منها، تاركين خلفهم أسلحتهم وعتادهم ومئات الأهالي الذين شارك الكثير منهم في العمليات الحربية.

وينتمي سكان تلك القرى إلى عشيرة "الحيدرية" أحد عشائر الطائفة العلوية، حيث فر الكثير منهم في الوديان، بينما احتجز عناصر المقاومة السورية آخرين حينها، وفق ما ذكر لـ"زمان الوصل" أحد المقاتلين الذين شاركوا في تلك المعركة.

حينها حاول النظام استثمار ذلك إعلاميا متهما المقاومة بارتكاب مجازر ضد المدنيين، حتى وصل الكذب وتزوير الحقائق لدى مستشارة الأسد "بثينة شعبان" بالقول إن ضحايا مجزرة الكيماوي التي ارتكبها النظام في الغوطة قرب دمشق هم من الأطفال الذين احتجزوا في ريف اللاذقية.

وتقول مصادر لـ"زمان الوصل" إن النظام نقل المحتجزين المطلق سراحهم إلى شعبة المخابرات في دمشق، حيث جرى هناك استقبالهم والاحتفاء بـ"تحريرهم من يد العصابات الإرهابية والأوباش"، كما ورد في مقطع فيديو ظهر فيها اللواء "محمد معلا" قائلا لهم: "أهلا بكم في شعبة المخابرات".

بينما تجمع أهالي المحتجزين لاستقبالهم عند دوار "الثورة" في اللاذقية أو استقبالهم في أحد الفنادق الفخمة.
ويرى ناشطون أن نقل هؤلاء إلى دمشق وظهورهم في شعبة المخابرات "قد يكون لإنتاج وإخراج مسرحية من تمثيل هؤلاء النساء والأطفال وإخراج المخابرات السورية ربما نراها في الأيام القادمة على شاشة الإخبارية السورية".

ناشطة حقوقية معارضة على إطلاع بهذا الملف قالت في تصريح خاص لـ"زمان الوصل" إن غرض الثوار من احتجاز هؤلاء النساء والأطفال كان مبادلتهم بمعتقلين لدى النظام، إلا أن الأخير تعنت مرارا وتكرارا عن فتح هذا الملف رغم الضغط الكبير من أهالي المحتجزين عليه، حيث سلم النظام هذا الملف للعقيد "كفاح ملحم" من فرع الأمن العسكري في اللاذقية الذي رفض إجراء أي عملية تبادل واصفا الثوار بأنهم "إرهابيون" من الخارج لا يجب التفاوض معهم.

واستطردت الناشطة قائلة إن المقاومة أطلقت عددا من المحتجزين دون مقابل في مبادرة حسن نية، كما كررت المقاومة ذلك وأطلقت 40 محتجزا منهم عام 2014، فيما عرف بعملية تبادل حمص جرت بإشراف الهلال الأحمر السوري، موثقة بمقطع فيديو على "يوتيوب"، إلا أن النظام استمر برفضه إجراء إي عملية تبادل لإطلاق سراحهم بل وحاول قصفهم أكثر من مرة، لقتلهم واتهام الثوار بذلك، كما ذكر أحد أهاليهم لي حيث قال إن مروحيات النظام تحاول استهدافهم بالبراميل المتفجرة.

ورأت الناشطة أن إجراء عملية التبادل في نفس اليوم الذي صدر به تقرير منظمة العفو الدولية عن سجن صيدنايا العسكري "المسلخ البشري" عملية مقصودة للنظام كي يصرف النظر عن التقرير الذي أدانه بالأدلة والوقائع والشهود بارتكاب مجازر إبادة جماعية وتنفيذ إعدامات في سجن صيدنايا لأكثر من 13 ألف معتقل سوري قضوا شنقا حتى الموت.

عروة السوسي - زمان الوصل
(94)    هل أعجبتك المقالة (95)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي