هكذا بكل بساطة تحول شعراء العروبة وفلسطين إلى مدافعين عن بشار الأسد وملالي إيران وحزب الله في حربهم ضد الشعب السوري الذي آواهم عندما جاؤوا إلى بلاده يبحثون عن الأمان فبادلوه بالطعنات في الظهر، وباركوا انغماس لواء القدس وجيش التحرير الفلسطيني في الدم السوري.
ما أثار هذا الشحن -ورغم محاولة الابتعاد عن الدور الفلسطيني في الحرب ضد السوريين نظراً لحساسيتيه، واستغلال المرضى من كل الأطراف له- ما أثاره هو البهجة الغامرة للكاتب الفلسطيني حسن حميد ورفاقه للمكرمة التي منحها لهم وزير الثقافة محمد الأحمد بإعادة إصدار مجلة "الكاتب" الفلسطيني.
يقول حسن حميد: (أكاد لا أصدق...أن مجلة ..الكاتب الفلسطيني تعاود الصدور بعد غياب سنوات طوال...حرم أدباؤها من الحضور والانتشار مثلما حرم قراؤها من المتابعة والمتعة..تعود الكاتب الفلسطيني إلى الصدور بكرم ثقافي كبير...وشعور وطني مرهف...ورؤيا قومية حاذقة من قبل معالي وزير الثقافة محمد الأحمد سليل بيت الثقافة...والأدب...والسياسة، والمجد الذي وجه بطباعة المجلة، وعدّها مجلة من مجلات الوزارة من حيث الرعاية والاهتمام.
معالي الوزير ...شكراً عميماً لسيادتك ومحبتك ...وكرمك الثقافي الجمّ.).
يعدّ حسن حميد من كتاب المجلة وكلهم هللوا للمذبحة السورية بالكلمة والصمت أحياناً، والغالبية منهم عملوا بالصحافة السورية بعد خروج أهم الأقلام من البلاد وانقلابهم على النظام الدموي، وبعضهم كان يحلم بفرصة الاستكتاب في جرائد هامشية صاروا اليوم بفضل هذا التأييد شعراء ونقاد أدب وفن ودراما (عمر جمعة مثالاً)، وهو أحد كتاب الظل في جريدة "البعث".
ومن بين الكاتب وزير إعلام أحمد جبريل البوق "أنور رجا" مدير الدائرة الإعلامية في القيادة العامة، والذي دعا إلى قتل المتظاهرين من ساحة الأمويين، وشاركت فصائل القيادة العامة بقتل المتظاهرين في مخيم اليرموك وحصاره أيضاً.
أما شاعر المقاومة خالد أبو خالد فهو من ضمن القائمة الذليلة، وليست مواقفه بأشرف من البقية فهو الشاعر والضيف الكبير في احتفالات المستشارية الإيرانية ومواسم حزب الله النضالية...والقائمة تطول.
وأما أغلب هؤلاء فمحسوبون على اليسار الفلسطيني الذي انحاز للطميات الطائفية التي جلبتها الميليشيات الشيعية كمظهر مقاوم ضد التيار السني الإرهابي التكفيري، ولكن الانغماس لم يكن مجانياً بالطبع، فهؤلاء هم من زوار إيران قبل الثورة وبعدها، واليوم يتلقون الدعم عبر مؤسسات ثقافية في الظاهر طائفية المضمون والهدف، وكل هؤلاء اليساريين لبسوا خواتم الإمامة والتبعية الشيعية، وجمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية ما هي إلا واحدة من تلك المظاهر التي تساهم بقتل السوريين وتشييع بقية طيف المقاومة الكاذب.
فقراء فلسطين الذين سكنوا أطراف العاصمة في مخيمات "جرمانا" و"سبينة" و"اليرموك" و"فلسطين" هم شركاء الدم السوري، وتعرضوا للذبح كما أشقاءهم في الوطن، ودفعوا ثمن مواقفهم من النظام تشرداً جديداً ومنافٍ جديدة، ولكن بعضهم وهم قلة منتفعة ما زلت مستفيدة من شعارات المقاومة والتحرير الزائفة، ووجدوا ضالتهم في نظام مجرم قاتل يحمل نفس الشعارات لأهداف لا تخدم سوى أعداء فلسطين والأمة العربية...فطوبى لشهداء فلسطين في سوريا الحرة.
ناصر علي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية