لا يزال مشهد مقتل المقاتل "مثنى الحسين" (أبو المقدام) المعروف بلقب "قناص الدبابات" على يد تنظيم "الدولة" ماثلاً في الأذهان رغم مرور أكثر من سنتين ونصف على الحادثة، وذلك للطريقة المؤلمة والبشعة التي استخدمت في الاقتصاص منه، حيث جُزّّ رأسه وفُصل عن عنقه، رغم أنه لم يشارك على الإطلاق في القتال ضد التنظيم وهذا ما كان عليه جميع عناصر لوائه.
وكان أبو المقدام كما يروي مقربون منه أفضل رام لصواريخ "كورنيت" المضادة للدروع في منطقة القلمون بريف دمشق، ونجح في تدمير أكثر من 30 دبابة ومدرعة لقوات النظام، قبل أن يأسره التنظيم في ريف حماة -قرية "عقيربات"، وسط البلاد وإعدامه بطريقة ليست بعيدة عما اعتاد عليه التنظيم -كما يقول صديقه "أبو عبدالله القلموني".
يقول "القلموني" لـ"زمان الوصل" إن "مثنى عبد الكريم الحسين" المعروف بلقب "أبو المقدام" ولد ونشأ في بيئة محافظة ومتدينة في مدينة "سراقب"، والتحق بصفوف الثورة السورية منذ بدايتها ليتظاهر مع من خرج من أبناء مدينته ضد نظام الأسد، ثم انضم بعدها إلى المعارضة المسلحة، وتولى قيادة كتيبة "الفرقان" العاملة في ريف إدلب، وأجاد استخدام معظم أنواع الأسلحة، وكان له -كما يقول محدثنا- عدة مهارات في تفجير الألغام والعبوات الناسفة، ثم التحق بالجناح العسكري لـ"حركة أحرار الشام" الإسلامية ضمن ما سُمي بـ"الكتيبة الخضراء" ليتولى بعدها قيادة لواء المدفعية والصواريخ في "أحرار الشام".
ولفت "القلموني" إلى أن صيت "مثنى الحسين" ذاع في ميادين المعارك باسم "قناص الدبابات" لكثرة الدبابات والمدرعات التي دمرها مستخدماً العديد من الوسائل، ومنها صواريخ الكورنيت"و"الكونكورس"، وكان يتصدى لأرتال دبابات النظام التي كانت تتوجه لمدينة حلب وتمر بالقرب من مدينة سراقب.
وأكد محدثنا أن أبا المقدام "تم أسره في الشهر الخامس من عام 2014 بمنطقة عقيربات بريف حماه الشرقي وهو عائد من القلمون الشرقي على يد عناصر من تنظيم الدولة".
وتابع "القلموني" أن شبيحاً يُدعى "محسن حيدر" من قرية "الفوعة" الموالية كان في صفوف الثوار باسم "حسين الخالدي" هو من وشى بابي المقدام لتنظيم "الدولة"، مشيراً إلى أن أبا المقدام "بعث بعد أيام من أسره برسالة إلى مقر الكتيبة الخضراء في سراقب يعلمهم فيها أنه وقع أسيراً من قبل عناصر الدولة بريف حماة طالباً منهم عدم ذكر هذا الأمر لأي شخص كي لا يُفتضح أمر انتمائه لـ"حركة أحرار الشام".
وأعرب محدثنا عن اعتقاده بأن تحركات "أبو المقدام" كانت مراقبة في حينها من قبل النظام الذي سبق أن رصد -كما يقول-ملايين الدولارات لمن يأسره أو يقتله.
وكشف القلموني أن شخصاً يُدعى"أحمد عضيد" مسؤل الشرطة لدى تنظيم "الدولة" في "العقيربات" هو من المسؤول المباشر عن تصفية الحسين، وكان على علاقة بنظام الأسد كما قتل أناساً كثر من غير وجه حق، وكان -كما يقول- يسرق كميات كبيرة من أسلحة التنظيم ويخبئها في جبل "البلعاس" بريف حمص الشرقي.
وأضاف أن من قام بذبح أبي المقدام بالسكين عنصر درزي يدعى "عماد غرز الدين" من "صلخد" بريف السويداء ومنخرط في صفوف التنظيم بمدينة حمص.
فارس الرفاعي -زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية