أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

وثائق "سي آي إيه": نظام الأسد الأب قدم دعما سخيا لـ"بي كا كا"

كشفت وثائق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه)، أن نظام الأسد الأب قدَّم خلال ثمانينيات القرن الماضي، جميع أنواع الدعم لمنظمة "بي كا كا".

ووفق التقارير الصادرة عن السفارة الأمريكية في دمشق، في حزيران 1985، وتحمل ختم "سري للغاية"، لم يكن النظام مرتاحا بسبب بدء تركيا ببناء سد أتاتورك على نهر الفرات عام 1983، وأن دمشق وفرت جميع أنواع الدعم لـ"بي كا كا"، من أجل الضغط على تركيا في المسائل الخلافية. 

وكانت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، أعدت تقريرًا آخر مكونا من 12 صفحة، في 26 أغسطس/آب 1985 حول المنظمة وتضمن التقرير تاريخ "بي كا كا"، وبنيتها الأيديولوجية والتنظيمية، والقضية الكردية في تركيا، والهجمات الإرهابية للمنظمة، و"الدعم الخارجي" الذي تتلقاه. 

والتقرير نفسه تم تسليط الضوء على مخاوف أنقرة المتعلقة بالدعم الخارجي الذي تتلقاه منظمة "بي كا كا"، فضلاً عن معلومات تشير إلى تلقي المنظمة دعمًا غير مباشر من ليبيا. 

وأظهرت التقارير أو الوثائق التي رُفعت عنها السرية، العلاقة القوية والتحالف الذي يربط بين منظمة "بي كا كا" والحزب الإسلامي الكردي الذي ينشط شمال العراق والمدعوم من جانب إيران.

وأضافت وثيقة أخرى أعدتها وكالة المخابرات المركزية في 12 فبراير/شباط 1986، حملت عنوان "التهديد السوري"، وتناولت فيها معلومات حول العلاقة بين تركيا وسوريا، أن الخلافات السياسية بين البلدين من الممكن أن تتخذ "بعدًا خطيرًا". 

وذكرت الوثيقة أن الولايات المتحدة أبلغت تركيا، أن سوريا وبالتعاون مع الاتحاد السوفييتي، تقدم دعمًا للمنظمات المعادية لتركيا، وعلى رأسها المنظمات الكردية والأرمنية. 

وأضافت الوثيقة الأمريكية: "السوريون يؤوون جهارًا نهارًا المجموعات المعارضة لتركيا، ونحن نثق بأن سوريا تغض الطرف عن الأنشطة الإرهابية التي تستهدف تركيا"، مشيرة إلى أن سوريا قدمت أيضًا الدعم لمنظمة "بي كا كا" في العراق. 

ولفت تقرير جرى إعداده في 14 شباط 1986، أن قضيتي السدود المقامة على نهر الفرات وتقاسم المياه، هما القضيتان الخلافيتان الأبرز بين البلدين.

وأضاف التقرير، وفق الوثائق: "لدينا معلومات مستقلة حول علاقات سوريا مع المنظمات الإرهابية، ونعلم أن دمشق زادت من دعمها الكبير لتلك المنظمات، ومن المرجح أن تكون دمشق بصدد استخدام الدعم لتلك المنظمات كورقة ضغط، تأمن من خلالها إجبار تركيا على تقديم تنازلات في الملفات الخلافية". 

كما تناول التقرير معلومات حول المنظمات التي تحظى بدعم سوريا، وخص "بي كا كا" و"أصالة" الأرمنية، بالذكر.

وفي نفس التقرير، تمت الإشارة إلى المساعي التي تبذلها سوريا من أجل إقامة علاقات قوية مع اليونان وبلغاريا لاستخدام تلك العلاقات ضد تركيا، حيث أملت دمشق وقتها في أن يشكل "الجيش اليوناني جبهة ثانية ضد تركيا إضافة لسوريا". 

وفي تقرير آخر حول الإرهاب، جرى إعداده في 7 أيّار 1987، وحمل عنوان "الدعم السوري للإرهابيين الأكراد"، جاء أن سوريا زادت من دعمها لمنظمة "بي كا كا"، وأن واشنطن "تتابع ما يجري عن كثب". 
ومما جاء في بداية التقرير: "سوريا شرعت بتقديم دعم يتضمن التدريب العسكري، والمأوى، وتوفير الأسلحة والأموال لمنظمة بي كا كا منذ مطلع الثمانينيات".

كما تضمن التقرير معلومات أخرى تشير إلى تقديم سوريا دعمًا لـ"بي كا كا"، يشمل توفير دعم مالي، ومعسكرات للتدريب العسكري، وأسلحة، ومعلومات استخبارية، كما قدمت لعناصر "بي كا كا" جواز سفر توفر لهم سهولة التنقل. 
وأشار التقرير إلى أن سوريا أغلقت في وقت لاحق معسكرات تابعة لـ"بي كا كا"، وأخرى تابعة لمنظمة "أصالة"، كوسيلة لتجنب تدهور العلاقات مع تركيا، إلا أنها في الواقع نقلت تلك المعسكرات من الشمال السوري إلى وادي البقاع في لبنان.

ومنظمة "أصالا" الإرهابية (الاسم المختصر لما يسمى الجيش الأرمني السري لتحرير أرمينيا) وهو منظمة يسارية متطرفة مسؤولة عن مهاجمة أهداف تركية في الخارج، بين عامي 1975 و1985 وطالت عددا من الدبلوماسيين وانتهى نشاطها عام 1994 بعد انفصالها لعدة مجموعات صغيرة افتقرت للدعم. 

وتنشر وكالة الاستخبارات الأمريكية، "سي أي إيه"، في موقعها على شبكة الإنترنت، وثائقها التي مر عليها 25 عاماً على الأقل، وترفع عنها صفة السرية.

الأناضول
(99)    هل أعجبتك المقالة (90)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي