أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

35 عاما على مجزرة حماة .. جرح نازف يكرره بشار في باقي المدن السورية

ما قام به بالأسد الأب والشقيق من إجرام، يتابعه ومنذ 6 أعوام الوريث بشار الأسد - ارشيف

تملأ الدماء الأفواه وتعمى العيون بمشاهد وصلتنا أناتها ولم تصلنا صورها مع الذكرى السنوية للموت الذي نشره نظام الأسد الأب في مدينة حماة في الثاني من شباط فبراير من العام 1982، ففي مثل هذا اليوم أطبقت قوات حافظ الأسد وميليشيات شقيقه رفعت الذي يرفل بنعيم "الإنسانية" الغربية، أطبقت على حماة لترتكب واحدة من أسوأ مجازر العصر، بحصيلة تجاوزت 40 ألف قتيل، جلهم من الشباب تم قتلهم بشكل جماعي، ونحو 100 ألف معتقل، بينما وصل عدد من هم في عداد المفقودين إلى أكثر من 15 ألف إنسان.

في صباح الثاني من شباط في عام 1982، شنّ جيش حافظ الأسد حملة عسكرية واسعة، ضد ما أسماه حينها عصيان جماعة "الإخوان المسلمين" في المدينة، واستمرت 27 يوماً فقد طوّق المدينة وقصفها بالمدفعية والدبابات والطيران، ومن ثم اجتاحها برياً.

ورغم مضي ثلاثة عقود، فإن ما شهدته تلك المدينة، التي تتوسط سوريا ويقطنها قرابة 750 ألف نسمة، يعتبر الأكثر مرارة وقسوة قياساً إلى حملات أمنية مشابهة في ذلك الزمان، فقد استخدمت حكومة حافظ الأسد سرايا الدّفاع بقيادة رفعت الأسد، واللواء 47/ دبابات، واللواء 21/ ميكانيك، والفوج 21/ إنزال جوي (قوات خاصة)، فضلاً عن مجموعات القمع من مخابرات وفصائل حزبية مسلّحة، ومنح النظام القوات العسكرية الصلاحيات كاملة لضرب المدينة.

النظام فرض أخفى جريمته بتعتيم إعلامي كامل، إلا أن الصحفي البريطاني الشهير "روبرت فيسك"، زار المدينة المنكوبة، ودون في أحد تقاريره: "في حماة منذ عدة أسابيع، تم قمع الانتفاضة الشعبية بقساوة نادرة في التاريخ الحديث..لقد غزا حافظ الأسد المدينة بمثل ما استعاد السوفييت والأمريكيون برلين، ثم أجبروا من بقي من الأحياء على السير في مظاهرة تأييد للنظام".

مضت عقود ثلاثة على المجزرة وتكاد لا تخلو عائلة في حماة إلا وفيها قتيل أو مفقود أو مهاجر جراء تلك المجزرة، هذا بالإضافة إلى غضب النظام على هذه المدينة وأهاليها؛ إذ قام بعد تلك المجزرة بتهميشها والتشديد على أهاليها ومعاملتهم كخونة ومنبوذين.

ما قام به بالأسد الأب والشقيق من إجرام، يتابعه ومنذ 6 أعوام الوريث بشار الأسد الذي أوجد في كل مدينة سورية مجازر لا تقل بشاعة عن مجزرة أبيه وعمه في مدينة أبي الفداء.

زمان الوصل
(136)    هل أعجبتك المقالة (122)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي