تثير تحركات تنظيم "الدولة" باتجاه أكثر من مطار حربي للنظام في نفس الوقت.. تثير الانتباه والاستفهام عن مغزى هذه التحركات المتزامنة، وهل هي بالفعل محكومة بخطة واحدة ومدروسة تهدف للسيطرة على بعض هذه المطارات، أم إنها هجمات "محلية" فرضتها الوقائع الميدانية في هذه المنطقة أو تلك.
فبعض مهاجمته لمطار "تي فور" في ريف حمص ومحاولته إطباق الحصار عليه، شن التنظيم هجوما واسعا على مطار "السين" بريف دمشق، وهو أكبر مطارات النظام الحربية مساحة، ما اضطر النظام لاستقدام تعزيزات لحمايته.
وفي نفس الوقت ما زال التنظيم يحاول تضييق الخناق على مطار دير الزور، الذي يعد بمثابة الرئة الجوية الوحيدة للنظام في شرق سوريا، كما إنه القاعدة الأكثر تسليحا وتحصينا في هذه المنطقة.
ولكن الخطوة الأكثر مباغتة، والأشد تدليلا على نوايا التنظيم وخططه، جاءت مع شنه هجوما مباغتا على مقر الكلية الجوية في ريف حلب، المعروفة باسم مطار كويرس، وهو المطار الذي خضع للحصار سنوات، قبل أن يقوم النظام بفك الحصار عنه قبل نحو 16 شهرا، مدعيا بأن محيطه آمن ومؤمن تماما ضد الهجمات.
وجاء الهجوم الأخير على "كويرس" ليوصل رسالة إضافية، مفادها قدرة التنظيم على بلوغ حصون النظام الجوية، بطريقة من الطرق.
ورغم أن الهجمات المتكررة على مطارات دير الزور والسين وتي فور وأخيرا كويرس، لم تحقق المهمة النهائية لها، والمتمثلة بالسيطرة على مقر إحدى المطارات أو أكثر، فإن التنظيم كبد النظام ومرتزقته خسائر بشرية مهمة، جراء تلك الهجمات، مبقيا شبح اقتحامها قائما.
ومن شأن السيطرة على مطار أو أكثر من مطارات النظام الحربية أن يمنح التنظيم جائزة مادية ومعنوية مؤثرة، فمن الناحية المادية يمثل الاستيلاء على قاعدة جوية فرصة لاغتنام كميات من السلاح والعتاد، من غير المستبعد أن يكون بينها سلاح نوعي، أما الجرعة المعنوية التي يمكن أن يقدمها سقوط مطار حربي بيد التنظيم، فتبدو حاجة ملحة في هذا الوقت الذي لاتسير فيه رياح معارك ريف حلب والرقة بما يشتهي قياديو التنظيم.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية