اللهم لا شماتة..أم اللهم شماتة باللاهثين لكسب ود الروس في موسكو، وهؤلاء اليوم يمارسون على بعضهم في السباق إلى تقبيل يد (بوغدانوف) نائب وزير الخارجية الروسي- الإقصاء، وعدم الموافقة على حضور وجوه تشبههم في اللهاث لحجز مكان فيما يعتقدون أنها سوريا الجديدة التي وقفوا في وجه ثورة أبنائها بدعوى الأسلمة.
أغلبهم من أبناء الأقليات الدينية والشعبية والحزبية، وبعضهم صعد نجمه بسبب ثورة أبناء الريف وهم من أشد المتنكرين لهم، والمتعالين عليهم فقط لأنهم يصلون ويرفعون رايات لا يرضون عنها، وخطاب شعبي لا يرقى لعلمانيتهم التي لا تعني أكثر من التبرج، والدفاع عن طوائف البلد على أنها من قامت ضدهم الثورة، ووجوه العلمانية هذه ليست سوى أنصاف فنانين ومثقفين وبعض أصحاب الصوت العالي ممن يعملون بإمرة أجهزة أمن النظام أو بعض الأجهزة الأمنية الدولية.
عادت "ميس كريدي" إلى "حضن الوطن" بسيارة السفير الروسي، وهي التي خرجت في بداية الثورة لتهتف بحجاب لم يجبرها على ارتدائه أحد في مظاهرات "برزة" و"القابون"، ومن ثم تعود إلى "جرمانا"، حيث تسكن وتخلعه ومن ثم انتقلت إلى بعض العواصم علّ جهة معارضة تتبناها بعد أن استعلت على معلمها الأول حسن عبد العظيم وانشقت عنه مع المعارض "محمود مرعي".
مدرسة الابتدائي أرادت أن تكون معارضة وشاعرة وأديبة على غرار بعض المؤيدات اللواتي كن يحلمن بكتابة خبر في جريدة سورية لكن خروج أغلب الصحفيين المحترفين ترك المجال لثلة كانت تلاحق الاستكتابات وبعض المواد الخفيفة لتضع اسمها في دفتر شروط اتحاد الصحفيين السوريين البائد.
اليوم تعلن "ميس كريدي" بحنق عن أولئك المعارضين الذين رفضوا حضورها معهم في موسكو أمام بوغدانوف رغم توجيه الخارجية دعوة لها للحضور، لكن هناك من لا يرغب من أمثالها في وجودها بينهم لأنهم يعتبرونها خارج السياق، و(مشرشحة) كالسجالات التي دارت سابقاً بينها وبين المعارض البعثي العلوي "نضال نعيسة"، وصورها الفاضحة مع الشيخ "نواف الملحم" التي أثارت عاصفة من السخرية حينها.
بغض النظر عن تصرفات مجانية لمعارضة لا تريد من سوريا محطمة سوى كراسٍ جديدة، وبعض دستور بنكهة روسية تلغي الأغلبية، إلا أن هكذا معارضة لا تمثل سوى هؤلاء الأشخاص الذين لا تعترف بهم حتى الأقليات التي ينتمون إليها، وأما الشيوخ من أمثال "نواف البشير"، فليس أبعد من تاجر مصالحات وملفات أمنية يتقاسم ثمنها مع أجهزة المخابرات السورية، وبقية الأسماء من نفس الطينة حتى أصحاب اللاءات الأولى الثلاث من أمثال "حسن عبد العظيم" و"قدري جميل" فقد فقدوا رصيدهم الشعبي، واستبقوا على بعض المنتفعين من يسار مثقف ويمين متخلف تواطأ مع النظام لأسباب مختلفة.
هذا أيضاً ليس صك براءة لمعارضة الخارج التي ارتهنت بدورها لأجندات الدول المتدخلة، وانقسمت على نفسها سياسياً وعسكرياً، وهنا تلتقي كل المعارضات السورية المختلفة في كونها أدوات للآخرين ولم ترتقِ بعد لطموحات الشعب السوري الذي دفع وحده الضريبة الأكبر في الداخل والخارج.
ناصر علي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية