أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الجوار العنصري العربي ضد السوريين

من وقفة احتجاجية في بيروت - ناشطون

(أخي العامل السوري عذراً...أنا أحق منك بالعمل في هذا البلد..ربيع البربور) بكل تهذيب هذه المرة يرفع لبناني صوت عنصريته، وبدون أي شتائم وتحقير، فيما كانت لافتات تجار سوق الجمال تدل على وجع أصحابها من قدرة السوري على التأقلم والعمل، وفي نفس الوقت عن دعوة مضمرة لطرده.

اللافتات تقول (الدكنجي سوري..التاجر سوري..التاكسي سوري..بياع الفلافل سوري..بدك الرئاسة)..بكل بساطة يريد هؤلاء من السوريين أن لا يعملوا، وحتى إن تسولوا سينالون نفس القسط من الشتائم واللعنات، بينما لافتة أخرى (عفواً لأنك لبناني ما إلك شغل...سوري تفضل أهلاً وسهلاً فيك)، وكأن السوري جاء فقط ليسرق فرصة اللبناني الكسول الذي اعتاد على الشغالة والفن، ولم يأت هارباً من الموت والتهجير القسري.

الأصوات المنصفة خافتة على قلتها لا أحد يسمعها في لبنان الشقيق، وأما بيوت السوريين الذين يدفعون إيجارها مئات الدولارات تحت وطأة الحاجة والاستغلال لا يكاد يوم يمر عليها دون مداهمات وإذلال.

في الأردن الشقيق الجار تمارس أقسى مظاهر العنصرية ضد السوري، وبات على السوري الجريح أو المريض أن يموت في جوار الحدود خصوصاً أولئك الذين كان يطلق عليهم الأردنيون صفة الإخوة من سكان درعا التي تماثلهم عادات وتقاليد، وقربى.

المخيمات المجاورة للشريط الحدودي (الركبان –الحدلات) من أفقر مخيمات اللجوء السورية، وأكبرها حيث يضم مخيم "الركبان" وحده ما يقرب من مائة ألف مهجر، ومع ذلك لا مساعدات ولا ممرات إنسانية بل على العكس ينظر لهذه الكتلة البشرية البائسة على أنها خطر يتهدد المملكة.

أما "الزعتري" فحدث ولا حرج عن حجم الانتهاكات والحصار والبقاء في شبه إقامة جبرية، وكذلك الخروقات الأمنية والأخلاقية، وفتاوى تزويج القاصرات السوريات، والحيث عن شبكات الدعارة السرية السورية خرجت من الجارتين العزيزتين لبنان والأردن، وإيقاع اللوم على السوريين في الوضع الاقتصادي المتردي فيما تظهر صور وفيديوهات قادمة من هناك حجم الفقر المنتشر الذي سببه السياسات الحكومية وفقر الثروات.

في مصر تتكرر حوادث الاعتداء على محلات السوريين في 6 أكتوبر، وكأنها انتقام من الأوضاع المزرية للمصريين، وآخر الحوادث البشعة هي الاعتداء الذي أسفر وجرحى وتدخل للشرطة المصرية بسبب خلاف على قطعة كنافة أدى لهجوم عشرات المصريين وتكسير واجهات المحال السورية رغم ما تدره من أموال للخزينة المصرية وتشغيل للعمالة المصرية العاطلة، وهي ليست المرة الأولى، أضف إلى ذلك رفع إيجارات البيوت والمحال باعتبار السوريين هم من ذوي الدخل الجيد برأي الغالبية، ولكن هذا أيضاً لا ينفي أصوات مناهضة لهذه العنصرية، ودعوات من وجوه فنية وإعلامية وشعبية لاعتبار السوريين حالة تحفيز واحترام وقدوة.

في تركيا يجري حالياً التضييق على تنقلات السوريين رغم حالة الراحة والتكيف التي يعيشها 3 ملايين سورية في أنخاء تركيا، وهذا التضييق يشكل سجالاً بين السوريين، إذ يعتبره البعض حالة طبيعية وحقاً للأتراك الذين يعانون من الضغط الإرهابي، وطبيعة علاقاتهم مع أوروبا وانخراطهم عميقاً في الأزمة السورية، فيما يراه البعض اجحافاً بحقهم خصوصاً أن أعلى الاستثمارات في البلاد هي سورية.

بشتى الأحوال تبدو أوضاع السوريين في دول الجوار ليست بخير، وبالتحديد في الدول العربية مما يدفع الكثيرين منهم للهجرة أو البحث عن بدائل أكثر أمناً، وأن هذا الجوار أخطأت في إدارة أزمة اللجوء والنزوح السورية، وكان من الممكن استثمارها، هذا عدا عن فرض تأشيرات دخول على السوريين من كل الدول العربية باستثناء السودان الذي ما زال يفتح أبوابه لهم.

السوريون ليسوا بخير في بلدان شقيقة خذلتهم بعد أن كانت دمشق وفق التعبير البعثي (قلب العروبة النابض)، وهي كذلك قبل البعث اللعين...واليوم يعامل أبناؤها على أنهم خطيرون وشذاذ آفاق.

ناصر علي - زمان الوصل
(440)    هل أعجبتك المقالة (341)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي