أمست "قوات سورية الديمقراطية"، التي يقودها حزب "الاتحاد الديمقراطي" على أعتاب مباني منشأة سد الفرات قرب مدينة "الطبقة" بريف الرقة الغربي، بعد تقدمها خلال الأسابيع الماضي مدعومة بطيران التحالف الدولي، وسيطرتها على جميع القرى المحصورة بين ضلعي نهر الفرات من الجنوب وبين قناة "السلحبية العليا" المتصلة بخزان مياه السد بالشرق.
وقالت ميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية" على حسابها في مواقع التواصل الاجتماعي إنها صدت هجوماً جديداً على قريتي "سويدية صغيرة" و"سويدية كبيرة" شنه عناصر تنظيم "الدولة" من ناحية السد استمر حتى صباح أمس، مشيرة إلى اندلاع اشتباكات بين الطرفين أوقعت قتلى وجرحى.
وسبق أن قالت المتحدثة باسم غرفة عمليات "غضب الفرات" التابعة لميليشيا "سوريا الديمقراطية"، جيهان شيخ أحمد إن عناصرهم أغلقوا جميع منافذ تنظيم "الدولة الإسلامية" إلى سد الفرات بعد السيطرة على قرية "السويدية الكبيرة" قبل يومين، وفق الموقع الرسمي لحزب "الاتحاد الديمقراطي" (PYD).
تنظيم "الدولة" من جهته، عرض شريط فيديو يظهر دمارا واسعا في أبنية كثيرة في مدينة "الطبقة"، وعمليات علاج لأشخاص قال إنهم مدنيون سقطوا ضحايا غارات جوية للتحالف الدولي.
وأشار في أكثر من مناسبة إلى تكرار استهداف الطيران الدولي لمداخل السد بغارات جوية. وكثف طيران التحالف الدولي خلال الأيام القليلة الماضي القصف على مدينة "الطبقة" ومحيطها وبلدة "المنصورة" ومحيطها، ما يشكل خطر على سدي "الطبقة" و"المنصورة"، وفق مصدر عسكري.
وقال المصدر العسكري لـ"زمان الوصل" إن الغارات الجوية على "الطبقة" وقرية "الصفصافة" قربها، يرجح أن يكون الهدف منها إفراغ المدينة ومحيطها من المدنيين لتسهيل استهداف عناصر التنظيم، مشيراً إلى أن المرحلة الثالثة من حملة "غضب الفرات" قد تكون في الريف الشمالي الشرقي لإخراج التنظيم من شرق نهر البليخ، كما تم إخراجه من مناطق غرب قناة "السلحبية".
*سد الفرات
في سياق قريب نفت حملة "الرقة تذبح بصمت" الأنباء المتداولة حول فتح تنظيم "الدولة" شلالات المفيض أي البوابات القوسية العليا من سد الفرات، الأمر الذي أدى لارتفاع منسوب مياه النهر 10م، ونقلت عن أحد الفنيين العاملين في السد، أن أي تصريف يفوق 400 م3 /ثا سيغرق المناطق المحاذية لسرير النهر.
سد الفرات المشيّدعلى نهر الفرات قرب مدينة الطبقة، يبلغ طوله مع جناحه الأيسر 4500 م ويبلغ ارتفاعه 60 عند المنسوب 308 م، ويبلغ العرض الأعظمي في القاعدة 512 م والعرض في القمة 19م، وكان عدد الفنيين السوريين والعمال في السد 13 ألف عامل، وعدد الفنيين والخبراء السوفيت 2500 خبير، وفق الهيئة العامة لسد الفرات.
ويحتجز سد الفرات خلف جسمه بحيرة ضخمة طولها 80 كم وتبلغ مساحتها 640 كم2 وحجم المياه في البحيرة بعد مشروع التعلية 14.5 أي بزيادة 2.5 مليار م3 ومنسوب التخزين الطبيعي في البحيرة 300 م ومنسوب التخزين الفيضاني 304 ومنسوب التخزين الأدنى 285 م ويستفاد من البحيرة في تنمية الثروة السمكية.
*تَشْيِيدِ السد
بدأ العمل في بناء السد من عام 1968 م على نهر الفرات تنفيذاً للاتفاق الموقع مع الروس في العام 1966 تم واستمر نحو خمس سنوات تقريبا بجهود وتقنيات عالية تم إنجاز مشروع السد العظيم على مراحل، ارتفاع الأبنية الضخمة وجسم السد والمنشآت ومحطات التحويل والمحطة الكهرومائية لتوليد الطاقة الكهربائية وتحويل مجرى النهر والأقسام الثابتة من المولدات الكهربائية ومجموعات التوليد الكهرومائية، على الترتيب التالي:
-عام 1966 تم توقيع برتوكول بناء سد الفرات مع الاتحاد السوفيتي.
-نهاية عام 1968 بدأ العمل في مشروع بناء سد الفرات
-في الخامس من تموز عام 1973 تم تحويل مجرى نهر الفرات باتجاه المحطة الكهرمائية.
-في عام 1974 بدأت مرحلة تخزين المياه في البحيرة الجديدة للسد لتبدأ عملية تشغيل ثلاث مجموعات توليد بالتتالي في نفس العام وهي الثانية والثالثة والرابعة.
-في عام 1976 تم تشغيل المجموعتين الخامسة والسادسة
-وفي عام 1977 تم تشغيل المجموعتين السابعة والثامنة
-أما المجموعة الأولى تم تشغيلها عام 1978 قبل الاحتفال بانتهاء العمل في مشروع سد الفرات في 8 آذار عام 1978.
ويولد سد الفرات (880 ميغا واط ساعي) عبر مجموعاته الثماني، التي تبلغ استطاعة المجموعة الواحدة منها نحو110 ميغا واط، وتعتبر محطة سد الفرات أول محطة كهرومائية في سوريا، كما يحوي كتلة ضخمة من المباني على الكتف الأيمن، مؤلفة من15 طابقا.
وكانت من أهداف بناء السد العظيم إلى جانب تنظيم الجريان وتوليد الكهرباء وإنتاج الثروة السمكية، الهدف الأهم وهو ري مساحات واسعة من الأراضي تبلغ 640 ألف هكتار على أحواض ممتدة من حلب غربا وحتى مدينة البوكمال شرقا ومن الحدود السورية شمالا حتى سهول الرصافة جنوبا، في مناطق وادي الفرات، حوض مسكنة، وحوض البليخ، حوض الرصافة، وحوض الخابور الأسفل، سهل الميادين، وهو ما لم يتحقق على الأقل في المنطقتين الأخيرتين شبه الصحراويتين.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية