اتهم تقرير حقوقي نظام الأسد باعتقال ما لا يقل عن 9 عائلات من أهالي مدينة "داريا" ممن اختاروا الذهاب إلى منطقة "حرجلة" في اليوم الأول من عملية الإجلاء.
وذكر أن النظام لم يفِ، حتى تاريخ هذا البيان بتعهداته، ولم يُنفِّذ بنود الاتفاق المتعلِّقة بالإفراج عن النساء والأطفال والكشف عن مصير معتقلي المدينة، مؤكدا تسجيل اعتقال النظام 25 شخصا بينهم طفلان و16 سيدة في الفترة بين 1 – 15/ كانون الأول/ 2016، ومعظمهم من عائلات "العبار"، "الحجازي"، "خشفة" و"نجار".
وجرَت عملية إجلاء الأهالي في 26 و27 آب/ 2016 بمراقبة وفد من الأمم المتحدة ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري، حيث تمّ بموجبها نقل قرابة 3500 شخص من مدنيين ومسلحين إلى مدينة إدلب بينما نُقِلَ قرابة 2000 شخص إلى مراكز الإيواء في منطقة "حرجلة".
التقرير الصادر عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان، والذي اطلعت "زمان الوصل" عليه أكد أن معظم المعتقلين كانوا قد أجروا "تسويةً أمنيَّة" بعد خروجهم من المدينة، وقد جرت الاعتقالات أثناء عبورهم على نقاط التفتيش التابعة للنظام القريبة من مدينة دمشق، وتركزت في مناطق صحنايا والقطيفة بريف دمشق.
وقالت الشبكة السورية "لدينا عدة تجارب مريرة لحالات شبيهة، فقد وثقنا في تقرير سابق ما حصل أثناء عملية إجلاء الأهالي في أحياء حمص القديمة، وقد كانت التسوية بين النظام السوري ومقاتلي المعارضة داخل تلك الأحياء، وبرعاية الأمم المتحدة، لكن بالرَّغم من ذلك، قام النظام بالغدر ونقض العهد، فقد تعرض جميع الأهالي لعمليات اعتقال وتحقيق مُذلة، ومن بي قرابة 1000 شخص، أفرج النظام السوري بعد التحقيق عن 250 فقط، واختفى قسرياً الـ 750 البقية، وقد حذَّرنا من تكرار ذلك أيضاً أثناء إجلاء المدنيين من أحياء حلب الشرقية في كانون الأول/ 2016 حيث وثَّقنا اعتقال عدد من الأشخاص أثناء عملية الإجلاء، من هنا لابُدَّ لأي اتفاق داخلي من رعاية دولية، وإلَّا فلا أحد يُمكنه أن يضمنَ النِّظام السوري أو الميليشيات المحلية أو الإيرانية الأجنبية".
ونصَّ الاتفاق الشفهي بين اللجنتين المفاوضتين على خروج جميع العسكريين الموجدين في مدينة داريا نحو مدينة إدلب وخروج جميع المدنيين الموجودين في المدينة نحو مراكز إيواء تابعة للنظام في منطقة "حرجلة" التابعة لمدينة "الكسوة" الخاضعة لسيطرة النظام، ثم تسوية أوضاعهم، وذلك مقابل إفراج النظام عن 30 ما بين سيدة وطفل معتقلين من مدينة داريا في مراكز احتجازه وكشف مصير بقية معتقلي المدينة.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية