أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

من هو "لولا".. الحزب الذي منع سقوط الأسد وضم الشلي ولافروف وسليماني

8 مرات على الأقل صرحت إيران بـ"لولا" فجة، لكن المؤيدين لم تزعجهم إلا "لولا" لافروف - ارشيف

- يحاذر الموالون أن يجيبوا على سؤال يقول: ما هي قيمة أسدنا وجيشنا لولا وجود تيار "لولا"

- هناك باء لاتجر إلا حمارا و باء أخرى أصلية، ولكن النظام يصر على المساواة بينهما

لم يكن وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف"، أول من صرح بـ"لولا"، وهو يمنّ على بشار الأسد ونظامه وجيشه ومواليه ويزدريهم، لكن "لولا" الوزير الروسي أحدثت ما لم تحدثه غيرها من "لولات" أخرى سبق لشخصيات مختلفة أن قالتها سرا أو علناً.

بحصة "لولا" التي بقّها "لافروف" في وجه النظام ومواليه، كان وقعها عليهم أثقل من جبل، وكانت بمثابة حجر كبير ألقي في بركة التحالفات فكشف عن بعض ما تخبئه تحت مياهها، لاسيما أن التصريح الروسي ضرب على أكثر من وتر.

ولعل أسرع من بادر للرد على تصريح "لافروف"، الذي أكد أن دمشق كانت على وشك السقوط لولا تدخل بلاده، كان "الإعلاميان" حسين مرتضى ورضا الباشا، فقد هاجم الأول "لافروف" وسخر منه معتبرا أن "الجيش السوري وحزب الله" هما من منعا سقوط موسكو بيد الأوكرانيين، أما الثاني (الباشا) فكان رده أطول، ومزايدته أشد وهو يعلق: "عندما دخلت روسيا الحرب في سوريا، كانت جبهة الجنوب شبه محسومة، دمشق آمنة، معارك القلمون منتهية ومحسومة، حمص خالية من الإرهاب، الريف الدمشقي ومطار العاصمة آمن، الجنوب الحلبي لم تشارك في معاركه روسيا، جبهة كويرس كانت من اختصاص قوات النمر بمفردها، وجبهة الريف الشمالي في حلب لم يشارك الطيران الروسي فيها بل كانت مشاركته إلى جانب الأكراد في الدخول إلى تل رفعت وكفرنايا ودير الجمال... لولا الجيش السوري وحزب الله لكانت داعش تطرق أبواب عواصم العالم، خاصة طهران وموسكو وبكين".

*باعه
رغم أن هناك من قال أكثر من "لولا" موسكو، بل وكرر "لولاه" مرات ومرات، فقد كان الحنق الشديد من تصريحات "لافروف" واضحا، لاسيما عند موالي إيران، الذين فهموا رسالة الوزير الروسي جيدا، حيث اعتبروا "لولاه" ناسفة لكل "لولا" سبق للإيرانيين أن قالوها وهم يضخمون دورهم في دعم النظام ومنع سقوطه، ليأتي "لافروف" ويزري بكل كلامهم، مشددا على أن تدخل بلاده وحدها هو الذي وقى بشار الانهيار، وليس تدخل أي جهة أخرى.

هذا الجدل المصحوب بالحنق لدى فئة من موالي النظام على "لولا" موسكو، مقابل تغاضيهم عن "لولا" أصرح كررها الإيرانيون وتابعوهم بمنتهى العنجهية، يثير في الذاكرة نكتة تراثية عن رجل ساذج سأله صديق له: "ما فعل فلان بحماره؟"، فرد الساذج: "باعِه (بكسر العين)"، فصحح له صديقه: "قل باعَه (بفتح العين) ولا تقل باعه (بكسر العين)"، فرد الساذج بسؤال استنكاري لا يصدر إلا عن شخص من طينته: "وما الذي جعل باءك تجرّ وبائي لا تجر؟!"، أي كيف جرت الباء كلمة "حماره" في سؤالك وامتنعت عن جرّ كلمة "باعه" في جوابي!.. وربما يكون هذا هو السياق الذي يجادل ضمنه موالون، وهم يحاولون "جرّ" النقاش إلى "لولاهم" أي "لولا الجيش السوري وحزب الله".

فـ"لولا الجيش السوري وحزب الله" التي بالكاد تعادل قوة باء "تجرّ" حمارا، هي في عيون الموالين مثل "لولا" الجبروت الروسية التي تماثل قوة باء من أصل الفعل يستحيل الاستغناء عنها، بل إن "لولا" الموالين -في نظرهم- أقوى بدرجات، فهي ليست أولى بمنع سقوط دمشق وحسب بل وحتى بتحصين موسكو وبكين!

إن الخلاصة التلقائية لاستعراض تاريخ "لولا" ودورها في منع سقوط النظام، تكشف أن الجميع له أثر في وقف هذا الانهيار وكبح جماح "التنظيمات الإرهابية"، إلا بشار وجيش بشار، وليت أمر "لولا" يقتصر على الدول لكان محلا للنقاش وربما القبول، لكنه يمتد إلى المليشيات، بل وأحيانا إلى الأفراد، وفق ما هو ثابت بتصريحات أكثر احتقارا للموالين وجيشهم وسيادتهم، سبق لهم أن تغاضوا عنها، بينما وقفوا عند "لولا" لافروف الذي كان هنا يقول جزءا كبيرا من الحقيقة، فصدق هذه المرة وهو الكذوب في كثير من تصريحاته المتعلقة بالشأن السوري.


فقد سبق لإيران أن صرحت أكثر من مرة وعلى لسان أكثر من مسؤول رفيع، وفي مقدمتهم رئيسها، أنه "لولاها" لسقطت دمشق، وسبق لربيبتها مليشيا "حزب الله" أن قالت كلاما بنفس الفحوى، لا بل إن إيران ذهبت إلى "لولا" تجسد منتهى الازدراء وغاية الاستهتار بسوريا الأسدية وقائدها وجيشها، عندما ربطت منع سقوط دمشق برجل واحد فقط، فاعتبرت أن وجوده كان كافيا لإبعاد شبح هذا السقوط.

*إلى متى؟
هذا جزء مما تم التصريح به، أما ما خفي فقد يكون أدهى على الموالين لو أرادوا الخروج من منطق "باء جر الحمار"، وعرفوا لكل "لولا" وزنها، فاعترفوا أن "لولا" الشبيحة والمرتزقة يمكن أن يكون لها وزن في منع سقوط حاجز أو حارة، و"لولا" إيران لها وزن في مدّ النظام بتعليمات وطرق أكثر وحشية وطائفية، و"لولا" حزب الله وما شابهها من المليشيات لايمكن أن تكون أكثر من "برغي" في الماكينة الإيرانية، أما "لولا" الروسية التي أزعجت الموالين وجعلت عرق السيادة والكرامة "ينقح" عليهم، فهي التي منعت سقوط النظام إلى حين، وليس هذا نوعا من التخرص، ولا الإشادة بالدور الروسي، الذي يبقى قبيحا مهما جمّل نفسه، بل هو قراءة من كتاب الواقع.

فالوقائع الميدانية تقول إن النظام واجه الثورة السورية بمخابراته فلما لم تسعفه لجأ إلى جيشه، فلما أدرك انهيار الجيش استعان بمرتزقته وشبيحته، مشكلا لهم عشرات الفصائل ومطلقا عليهم طيفا من التسميات، فلما عجز شبيحة الداخل، جاء دور الشبيحة المستوردين فاستقدم مختلف المليشيات من لبنان والعراق، فلما توقفت هذه المليشيات عند حدها، وبان ثقلها الحقيقي، لم يكن هناك بدّ من تدخل إيران بكل طاقتها، ولكن "لولا" الإيرانية لم تفلح في درء خطر السقوط عن بشار، فجاء دور الروس.

وهكذا فإن عدم نجاعة كل خيار أو تدخل، كانت تدفع للذهاب إلى خيار آخر، وهذا هو مكمن انزعاج الموالين والإيرانيين ومليشياتهم من "لولا" الروسية، لأنها تمدّ لسانها لهم طويلا، وكأنها تقول: لقد فشلت كل "لولا" قلتموها أو راهنتم عليها، وبقيت "لولانا".

شخصيا، لست أدري إلى أي أجل سيتمكن الروس من المفاخرة بـ"لولاهم" قبل أن يأتي طرف آخر ليفرض "لولاه"، ولكن ما أعلمه يقينا أن هناك أطرافا كثيرة أهانت بشار وجيشه ومواليه، ومن ضمنهم أشخاص استلوا سيف "لولا" وضربوا به، وصرحوا بعبارات مختلفة في وجه النظام وقفاه، مضمونها واحد يقول: لولانا لسقطتَ، لولانا لما بقيتَ، ما دفع بعض الموالين للتندر بمرارة وهم يروون مثلا عن شبيح متوسط الوزن مثل "علي الشلي" (مرتزق تابع لمليشيات سهيل حسن) قوله: "لولاي سقطت دمشق .. لشو مينقو عليي (لماذا يلاحقونني ويصدعون رأسي)"، علما أن لـ"الشلي" المرتزق الصغير صاحب صيت كبير في الإجرام والسرقة والتعدي حتى على مخابرات الأسد التي وظفته، وسبق لنا أن كشفنا بعضا من تجاوزاته بالوثائق (اضغط هنا)

وعلى هذا المنوال، فإن "لولا" التي منعت سقوط بشار ونظامه تمتد من "علي الشلي" وربما ممن هم دونه لتصل إلى روسيا، عبورا بإيران ومليشياتها، دون أن تمر قطعا بـ "القيادة الحكيمة" و "الجيش الباسل" أو تقيم لهما اعتبارا.


*سجل "لولا"
حتى يبقى الكلام ضمن إطاره الموثق والموثوق، فقد اخترت أن أقدم لنفسي وللقراء لائحة بأهم الأطراف والدول التي نطقت بعبارة "لولا" وهي تتحدث عن منع سقوط بشار، مستعينا بمصادر تابعة للنظام وحلفائه وداعميه، متجنبا الاستعانة بأي من وسائل الإعلام "المغرضة والشريكة في سفك الدم السوري"، كما يحلو للنظام وصفها كلما أراد التشكيك.

7 تشرين الأول/أكتوبر 2014
وكالة أنباء النظام (سانا) تنقل خبرا عن بطريرك الموارنة في لبنان "بشارة الراعي" يقول فيه: "لو سئل المسيحيون في لبنان اليوم عن رأيهم بما يجري من تطورات، لرددوا جميعا أنه لولا حزب الله لكان تنظيم داعش الإرهابي قد أصبح في جونية (لبنان)".

12 تشرين الأول/ أكتوبر 2015
وفي أعقاب مقتل كبير جنرالات إيران في سوريا (العميد حسين همداني)، نشرت وسائل إعلام إيرانية مختلفة، ومنها "وكالة شبستان" نبأ عن مشاركة زعيم مليشيا الحرس الثوري في جنازة القتيل.
ومما ورد في الخبر: "القائد العام لقوات حرس الثورة الإسلامية اللواء محمد علي جعفري، أشاد لدى مشاركته في مراسم تشييع جثمان الشهيد حسين همداني، بالعميد الشهيد همداني مؤكدا: لولا وجود هذا الرجل المجاهد لسقطت دمشق".

17 تشرين الثاني/نوفمبر 2015
نقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية عن مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية "حسين أمير عبد اللهيان" قوله: "لولا دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية والدور الذي لعبه مستشاروها العسكريون لكانت دمشق سقطت خلال السنوات الثلاث الأولى من تعرضها لهذه الفتنة و المؤامرة".

19 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015
وبعد يومين من "لولا" عبداللهيان، نشرت وكالة "تسنيم" خبرا عن "لولا" أخرى من مسؤول يعد عمادا من أعمدة نظام الملالي، وهو "علي أكبر ولايتي" وزير خارجية إيران الأسبق، وكبير مستشاري المرشد "خامنئي" يقول فيه: "لولا إيران لسقطت دمشق وبغداد... لا أحد دعم الرئيس السوري بشار الأسد كما دعمته الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وحتى روسيا لم تقدم ذلك الدعم اللازم".

5 نيسان/أبريل 2016
نائب زعيم مليشيا حزب الله نبيل قاسم يقول: "مشاركة حزب الله في سوريا حمت لبنان واستقراره، ولولا هذه المشاركة لكان داعش قد وصل إلى بيروت وجونية".
وربما يكون لافتا مقدار تشابه تصريح "قاسم" مع تصريح لبطريرك الموارنة في لبنان (بشار الراعي) أدلى به عام 2014.

19 نيسان/أبريل 2016
رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية " كمال خرازي"، يشدد بصريح العبارة: "لولا تعاون واستشارات القوات الإیرانیة في سوریا والعراق لكانت دمشق وبغداد قد سقطتا في أیدي عصابة داعش الإرهابیة".

23 نيسان/أبريل 2016
الرئيس الإيراني، حسن روحاني، يعلنها بكل وضوح وصراحة قائلا: "لولا إيران لسقطت العراق وسوريا بيد داعش"، وفق ما نقلت كبرى وسائل الإعلام الإيرانية، وفي مقدمتها لسان حال نظام الملالي جريدة "كيهان".

28 أيار/مايو 2016
أشهر ضباط نظام الملالي وذراعهم الضاربة في بلدان المنطقة "الجنرال قاسم سليماني" يؤكد أن "صمود إيران" كان العامل الرئيس في عدم سقوط بشار، قائلا: "لا صمود الجمهورية الإسلامية الإيرانية بوجه هجمات التكفيريين لأربع سنوات لكانت داعش قد شكلت حكومة في سوريا".

1 أيلول/سبتمبر 2016
زعيم مليشيا "النجباء" أكرم الكعبي يؤكد أن إيران منعت سقوط نظام بشار وحليفه العراقي، قائلا: "لولا مساعدات الجمهورية الإسلامية لكانت اليوم بغداد ودمشق محتلتين من الإرهابيين".
17 كانون الثاني/ يناير 2017
وزير خارجية روسيا.. العاصمة دمشق كانت على بعد أسبوعين من السقوط بيد الإرهابيين، لولا تدخلنا.

*اعتاد على اللطم
من خلال استعراض التصريحات السابقة، يمكن للقارئ أن يلاحظ معي أن:
• 8 من أصل 10 تصريحات تخص "لولا" المانعة لسقوط بشار ونظامه، صدرت من إيران وأطراف محسوبة عليها.
• 6 من أصل التصريحات الثمانية قيلت خلال عام 2016، في دليل صارخ على سقوط بشار من عيون ملالي طهران مع مرور الأيام.
• تصريحات إيران كانت الأشد وضوحا ووقاحة وتعدياً على الكائن الهلامي الضبابي السوريالي الذي يحبذ الموالون تسميته بـ"السيادة الوطنية"، حتى إنها نسبت منع السقوط مرة لمليشيا ومرة أخرى لشخص واحد!
• معظم تصريحات إيران ومليشياتها كانت واضحة ومباشرة، باستثناء تعبيرها عن سقوط النظام بكلمة "سيطرة داعش"، وهي عبارة لازمة من أجل تعويم وتوسيع نطاق البروباغندا الإيرانية، وليس إكراما للأسد.

ومع كل ذلك، يبدو أن التشديد على "لولا" وتكرار طهران لها كل حين، لم يزعج موالي النظام بقدر ما أزعجتهم "لولا" واحدة صدرت عن موسكو، مع إنها لم تكن "لولا" الأولى وربما لن تكون الأخيرة، لدى نظام اعتاد خده على لطمات "لولا" منذ زمن بعيد.

وإنه لفي منتهى العجب أن يصدّع النظام رأس مواليه وحلفائه بأسطوانة الجيش الباسل والنظام المتماسك والرئيس المحبوب والمدعوم من شعبه، فيما هو يتسول ليل نهار "لولا" من هناك وأخرى من هناك، تبدأ من مرتزق بوزن "علي الشلي" وما دونه، وتنتهي مؤقتا عند حدود الكرملين، دون أن يثور في عقول الأسديين سؤال من قبيل: ماذا لدى أسدنا وجيشنا و"دمشقه" من وزن وقيمة، إذا كان لا يستطيع منع سقوطه وسقوطها إلا بـ"لولا" من خارج حدوده وجيشه؟، وماذا لدى بشارنا من مصداقية وهو يقدم نفسه بصفة المحارب الأول لـ"الإرهاب" إن كان كل من هبّ ودب يقول إنه المانع لتمدد "الإرهاب" وسيطرته.

ويبقى الأعجب من كل هذا وذاك، والذي يمكن اعتباره ذروة السخرية في مسلسل "لولا"، أن تكون "الفلوجة" التي اعتبر النظام سقوطها بيد حليفه الطائفي في العراق قبل أشهر "نصرا" يستوجب التهنئة.. أن تكون في نظر بشار الأسد نفسه وإلى قبيل اندلاع الثورة السورية، هي المدينة التي منع صمودها سقوط دمشق.. واسألوا "جورج حجار" إن شئتم.

إيثار عبدالحق-زمان الوصل
(158)    هل أعجبتك المقالة (134)

OMAR OMAR

2017-01-23

لولا الكلاب لما كان هذا الجرو.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي