اعتقلت مجموعات مسلحة تابعة لحزب "الاتحاد الديمقراطي" (PYD)، خلال اليومين الماضيين، عشرات المدنيين بينهم نساء من قرى "الجوالة" جنوب بلدة "القحطانية" بريف القامشلي شمال الحسكة.
وأفاد مصدر أهلي من أقارب المعتقلين، فضل عدم ذكر اسمه خشية اعتقاله، بمداهمة مجموعات مسلحة من الميليشيات المتعددة التابعة لحزب "الاتحاد الديمقراطي" لقرى منطقة "الجوالة" التابعة لناحية "القحطانية"، وطوقوا قريتي "تل الطحين" و"خويتلة جوالة" واعتقلوا العشرات من أهالي القريتين بينهم فتاة، على خلفية احتراق منزل أحد الأشخاص ممن لهم علاقات مع "الاتحاد الديمقراطي" يوم الخميس الماضي، مشيراً إلى أن "هذا الشخص اتهم أهالي القرية بتفجير بيته، فاستجاب له "أبو شهاب" القيادي في مليشيات "PYD"، الذي يضمر العداوة للأهالي ويبحث عن ذريعة لتهجيرهم.
وقال المصدر لـ"زمان الوصل" إن بين المعتقلين أكثر من 20 شاباً من أقاربه إلى جانب الفتاة، مشيراً أن المسلحين جددوا اليوم السبت مداهمة القريتين ودخلوا إلى إحدى حظائر الأغنام وادعوا أنهم وجدوا متفجرات، وحالياً يطالبون بتسليمهم سيدتين من الأهالي.
ولفت المصدر إلى أن مسلحي الحزب لم يتركوا أحد من شباب قرية "تل الطحين"، إلّا واعتقلوه، وهم يبحثون عن النساء حالياً.
وأكد الناشط ملاذ الوسف لـ "زمان الوصل" أن مسلحي "PYD" أغلقوا طريق البترول وطوقوا القرى عند مفرق "القحطانية"، ومنعوا الدخول والخروج منها، وحتى المرور بجوارها، خلال عمليات الدهم والتفتيش عن الشباب والنساء.
وقال الناشط إن ميليشيات "آساييش" و"الحماية المجتمعية" و"الاستخبارات العسكرية" و"المقنعين" المعروفة بـ (هات) التابعة لحزب "الاتحاد الديمقراطي"، يشاركون عادة بمثل هذه المداهمات، بمساعدة معلومات يحصلون عليها من مسؤولي وأعضاء "الكومينات"، وهي مجالس تابعة للحزب في القرى، تأخذ دور حلقات البعث الحزبية سابقاً.
وتابع قائلاً إن "مسلحي هذه الميليشيات يحرصون على إعطاء أهالي القرى العربية جرعة ضخمة من الإذلال والخوف واليأس، بعد أن يشعر كل شخص بعجزه عن حماية بيته، الذي يستر أهله وأطفاله، فتلاحقه هواجس الاعتقالات في أي لحظة بتهم معلبة وجاهزة دائما، هي "التعامل مع تنظيم الدولة"، ليترك المنطقة أو يذعن لهم ويصبح من اتباعهم.
وأشار الناشط إلى أن هذا ما حصل خلال عملية إذلال أهالي بلدة "الإغيبش" والاعتداء عليهم خلال عودة جزء منهم إلى البلدة المدمرة، قبل نحو أسبوع، على يد مسلحي الحزب وانصاره في هيئة "عوائل الشهداء"، التي تعتبر بمثابة وزارة بإدارة "الاتحاد الديمقراطي الذاتية"، رغم تعهدات "حميدي الدهام الجربا"، الذي يشغل حاكم "كانتون الجزيرة" بعودة جميع من سماهم "الأبرياء" إلى البلدات والقرى العربية المهجرة.
وتجري هذه المداهمات، بالتزامن مع احتفال حزب "الاتحاد الديمقراطي" PYD وحلفائه اليوم، بالذكرى السنوية الثالثة لتأسيس لإدارته الذاتية بصالة "بيلسان" في عاصمة الإدارة مدينة "عامودا" شمال الحسكة، بحضور رئيسي الحزب صالح مسلم وآسيا عبد الله، إضافة لـ"حميدي الجربا".
وبداية عام 2014، أعلن "الاتحاد الديمقراطي" عن تأسيس "إدارة ذاتية"، لها أجهزتها الأمنية والعسكرية، ومحاكمها، ومؤسسات شبيهة بمؤسسات الدول، في 3 مقاطعات هي "عفرين" و"عين العرب" و"الجزيرة" (شمال الحسكة)، ألحقت بها مناطق شمال الرقة وحلب وجنوب الحسكة، بقيت في معظمها بعيدة عن قصف طائرات النظام ومروحياته العسكرية.
الحسكة - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية