أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

عن مصطفى الشيخ ووسوف والبشير .. وزوار إسرائيل

جورج وسوف - أرشيف

المعارضة السورية في طورها العبثي الأخير وصلت إلى التخوين بعدما خاضت غمار التشكيك تارة وسوء الطوية فيما بينها تارة أخرى.

وبعد كل نداءات التوحد- العودة إلى النهج الأول في سلميّتها ووحدتها- التي لم تنفع قط رغم كل المآسي والانهيارات ها هي اليوم تدخل في نفق ربما بعده يمكن إعلان وفاتها على الأقل سريرياً...فالشطر الأهم الباقي في قلوب السوريين لا يمكن انتزاعه وإن انتزع اللسان.

يحذر ميشيل كيلو في مقاله الأخير من التساهل حيال من أسماهم زوار إسرائيل (العدو)، وأن من الضروري إصدار موقف رسمي عن "الائتلاف" والفصائل وهيئات المجتمع المدني، يمنع هذه الزيارات، ويعاقب من يقوم بها، والسبب كما يورد كيلو في مقالته في (العربي الجديد) هو ليس لأن من يقوم بهذه الزيارات "يهين مشاعر شعبه، وينتهك قيم ثورة هذا الشعب، وإنما كذلك لئلا تصبح الخيانة موقفاً تحميه الحرية، يستسهل مرتكبوها القيام بها".

يربط كيلو في هذا المقال بين مصير سوريا وفلسطين التي هي قضية العرب الأولى، وحماية إسرائيل لنظام الأسد وأنهم (أي السوريون): "يدركون أن مصير وطنهم مرتبط بفلسطين، وأن انتصارها سيمهّد لإطاحة نظام الأسد، عدوها اللدود. بهذا المعنى، لا يجوز لأي نصير للثورة السورية مجاراة الأسد في إقامة علاقة مع إسرائيل".

نمط من الخونة يدلل عليه كيلو كنمط يتناسى تضحيات فلسطينييّ سوريا وشهداءهم، وهو نمط يشبه الأسد في تعاونه مع العدو وإن كان من فوق الطاولة ولحجج تبدو رخيصة وهامشية.

النمط الثاني من حمى التخوين بالرغم من أحقية الأولى والسخرية التي تثيرها الثانية، إلا أنها نموذج أسس له النظام منذ اللحظة الأولى لصيحة حرية، والآن صار من حق أي معتوه يهتف لبشار وسلالة الأسد أن يتهم من يشاء بالخيانة كونه فقط ضد قتل السوريين، ولم تكن مواقفه لتصل إلى الهمس بإسقاط الأسد ونعته بالمجرم والخائن والعميل...وهذا ما صدر عن "سلطان الكبريهات الرخيصة"،كما يصفه البعض، والذي لم يعرف وطناً "جورج وسوف" عندما نعت "أصالة نصري" بالخائنة والتي تنكرت لليد التي مدّت إليها من حافظ الأسد، وأرسلها للعلاج على حسابه عندما كانت من أصحاب الحاجات الخاصة (يشير إلى نفسه)، نمط من أهل الفن والولاء كرسهم النظام لخدمة كرسي السيد المعاق الآخر في قصر المهاجرين.

نموذجان فريدان آخران التحقا بقائمة الخونة عن عمد وبدون إخضاع او تهديد، أحدهم تحت مسمى العودة إلى حضن الوطن والقائد، ونعت الثورة بأفظع الصفات، ولعنها، وبأنها ثورة إخوان مسلمين ولصوص، وهذا ما تفوه به شيخ مشايخ عشائر البكارة "نواف البشير" على قناة "العالم" الإيرانية ثم وليمته وخطبته في فندق (داما روز).

النموذج الأكثر وقاحة هو من خرج من المؤسسة العسكرية ليحمل صك البراءة للقاتل الروسي، ويتمنى عليها أن تفعل ما فعلته بمدينة حلب وتعممه على سائر الأراضي السورية، وهي دول عظمى وليس لها أطماع استعمارية في سوريا، وأن ما سمعه من كبار الشخصيات الروسية لا يمكن أ يكون كذباً...لماذا يكذبون علينا؟.

الصحفي محمد منصور اختصر القصة بجملة واحدة: "ما فعله الروس في سورية أوضح وأجلى من أن يكون وجهة نظر تستحق النقاش.. ولا يرحب به إلا كل نذل... فاقد مروءة... وفاسد ضمير!".

بالمحصلة يبدو أننا أمام تحدٍ جديد سيفاقم من مشكلات السوريين بعد موت الجبهات ونزاع الفصائل وخذلان الأصدقاء...لكنها في الوقت ذاته ربما تكون بارقة أمل في خلاص من شائبات السنوات الست المتعثرة... (وَأَمَّا مَا يَنفَعُ الناس فَيَمْكُثُ فِي الأرض).

ناصر علي - زمان الوصل
(90)    هل أعجبتك المقالة (99)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي