(فاز أوباما ... سقط ماكين )..؟!!.... خليل صارم

انتهت الانتخابات الأمريكية .. فاز أوباما ... وصل أسود إلى البيت الأبيض .. جيد .. هذا بالفعل أكثر من جيد , أن يصل أسود في دولة كان يضطهد فيها السود إلى وقت قريب جداً وماتزال بعض الولايات تتعامل معهم بعنصرية مكتومة .. ومايزال هناك بعض النخبة الأمريكية ترفض تغيير النظرة الدونية للسود ..!! .. مع ذلك وصل أسود إلى البيت الأبيض .. قبل ماكين العنصري المتشدد بالهزيمة وبارك لأوباما معلناً استعداده للتعاون معه . .. جيد .. جيد .. جيد .
- هذا في الشكل .. هذا في الواجهة الأمريكية التي أطلت فيها على العالم .. ( لطفاً لاتنسوا تاريخ هذه الدولة المخزي القريب والذي لايذهب بعيدا ً في الزمن لأكثر من مائتي عام .. ولاتنسوا سجلها الأسود عالمياً ومحليا ً ) .
- ماذا عن العرب ..؟!! العرب الذين في أحسن الأحوال ( يسكرون من زبيبة ) .. خرجوا على الفضائيات .. أسرع (المتفذلكون) والمتفلسفون وزاعمي الثقافة والتحليل السياسي والناشطين والمتأسلمين والمتشدقين بالليبرالية والديمقراطية ..و..( الفريدوم ) . يحللون ويستقرؤون والبعض منهم يحاول استرداد شيئاً من ماء الوجه بعد أن غرق في الوحل قائلا ً ( هكذا تكون الديمقراطية ) ..؟
- أيها السادة نتمنى أن تكون (هكذا الديمقراطية ) حقاً .. ولكن هل تعلمون .. أن هذه الديمقراطية كلفت فريق أوباما ( ثلاثة وأربعون ) مليار دولار ..؟!!! ترى كم دولة فقيرة قادر مثل هذا المبلغ على تغيير اقتصادها وجعله مزدهراً وبالتالي يطعم جياعها ويكسو فقرائها ويوفر لهم فرص عمل ..؟!! . هلا وضعتم مثل هذا التساؤل في الحسبان ... ترى هل يملك أوباما مثل هذا المبلغ ..؟!! بالتأكيد لا.. إذاً من وفره ..؟ .
- بالطبع كلكم شاهدتم أوباما في القدس وهو يضع القلنسوة اليهودية ويقف أمام مايسميه الصهاينة حائط المبكى وهو حقيقة ( حائط البراق ) ولاعلاقة لهؤلاء الأوباش به أو بذرة تراب من فلسطين ..!! .
- أوباما قال أنه سينسحب من العراق خلال ستة عشر شهراً ولكنها نفس المدة التي يطرحها هذا الغبي المجرم بوشت .؟.
- نعم قد يتراجع العنف في عهد أوباما ولكن هذا لايتأتى عن رغبة أمريكية حقيقية ولكنها بسبب الجراح التي أثخنت جسد الثور الأمريكي المصاب ( بجنون البقر ) والعجز المالي , وبمناسبة العجز المالي .. ترى هل يستطيع ( أوباما ) أن يقف بوجه مجرمي
( وول ستريت ) الأكثر حقارة وقذارة وعنصرية هؤلاء الصهاينة المحتالين الذي مارسوا أكبر عملية نصب واحتيال في التاريخ الإنساني والتي طالت غالبية دول العالم ونهبت أرصدة النفط والفساد والشفط العربي والعالمي وتهدد الآن اقتصاديات أقوى دول العالم اقتصادياً ... لاأعتقد أن بمقدرة أوباما القيام بذلك ولكن من مول حملته هذه ..؟!! .
وعلى العرب أن لاتأخذهم السكرة بعيدا ً ويذهبوا في الحماقة والكذب على الذات وعلى هذه الشعوب إلى الحد الأقصى وحسب العادة .
هناك فترة صمت قادمة قد تستغرق المدة الرئاسية كلها .. ( مكانك راوح ) ويبقى الحال كما هو عليه مع تمادي إسرائيلي في الضفة وغزة وتنامي المستوطنات (بموافقة عربية) والاستيلاء على القدس كلها و(بموافقة عربية ) وهدم المسجد الأقصى(بموافقة عربية) وتحديدا ً بموافقة الدولة العربية التي تزعم أنها مرجعية الإسلام زورا ً وبهتاناً ونفاقاً وحامية الحرمين .. نعم بموافقتها سيتم هدم الأقصى وبعهد أوباما سيعلن اعتراف أمريكا بالقدس عاصمة أبدية لقطعان المستوطنين القادمين عبر البحار . وبموافقة عربية ستعلن يهودية كيان اسرائيل وسيطرد عرب الثمانية وأربعين ..هذا ماوافقت عليه غالبية الأنظمة العربية .
بالطبع لن نعتب على أوباما كما لايجب أن نتمادى في العتب على هذا البوشت لأن ماحصل قد تم بموافقة عربية تامة وبصموا عليها بالعشرة .
مالذي يستطيع أن يفعله أوباما ..؟.. في الواقع لاشيء .. لن يستطيع أن يفعل شيئاً إلا مايريده أولئك القابعين وراء الستار التابعين لمافيا وول ستريت الصهيونية .. قد يخففون جرعات القتل لنا تماشياً مع الحالة السائدة في أمريكا ( المجتمع الأمريكي ) الرافض للحرب ومسايرة له وليس لنا على الإطلاق فهم لايأخذون مايصدر عن العالم العربي كله بعين الاعتبار .. لأنه لايصدر عنه سوى الثغاء والرغاء وفي أفضل الأحوال نهيق بعض الحمير .. ويحكم هل راقبتم قطعان الغنم ..حتى الذئب يخشى الاقتراب منها عندما تتضامن أكباشها وتتحد قرونها وتحيط بالقطيع .. ويحكم أن قرون أكباشكم تصلح للتباهي كأي ( ديوث ) لكنها لاتصلح للقتال .. ألا ترون كيف أن قرون الأنظمة تتحول إلى دلالات وإشارات طرق للذئاب تدلها على الزرائب العربية .
هؤلاء الحمقى والتيوس سيغرقونكم بالتحليلات والوعود بالمن والسلوى على يدي أوباما ولكن أوباما بالنتيجة مسكين لاحول ولا قوة ... وليته يستطيع تنفيذ ولو جزء بسيط من قناعاته ... أما إذا أصر على قناعاته .. هذه بسيطة .. سيحولونه إلى المسلخ وينتهي الأمر بكل بساطة .. يقف العالم مشدوهاً للحظات ثم تتابع الحياة حركتها ويتولى نائبه تماماً كما حدث أيام كنيدي .. لاتنسوا أن الديمقراطية الأمريكية هي الأكثر اغتيالا ً لرؤسائها .. وأعتقد أن أوباما يعي خلفيات هذه الديمقراطية تماماً لذا فإن دوره لن يتعدى الدعاية للواجهة التي قدمته فيها كأسود ..وأنها ليست عنصرية , وهي في الحقيقة الأكثر عنصرية في العالم .
صدقوني لاتنخدعوا بكل هذه التحاليل لأن الأنظمة الخانعة وقوى العمالة والخيانة هي من سيغرقكم فيها . .. و.. (عقلك في راسك ..تعرف خلاصك ) .


كاتب سوري
(101)    هل أعجبتك المقالة (106)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي