اعتبر ناشطون معارضون أن العميد المنشق عن النظام "مصطفى الشيخ" في طريقه للعودة إلى حضن الوطن، بعد التصريحات الأخيرة التي أطلقها من موسكو، والتي وصفها بأنها "صديقة" للشعب السوري، موضحا أن "الفصائل الإسلامية لا يمكن التعامل معها إلا بالقوة".
وأعلن الشيخ في مؤتمر صحفي من العاصمة الروسية "موسكو" ترحيبه بالدور الروسي في المنطقة، متمنياً أن تُعمم تجربة حلب، على كافة المناطق السورية، نافياً أن يكون الوجود الروسي في سوريا "احتلالاً"؛ كون ما يربطها بـ"الشعب السوري" أكبر بكثير من ذلك، وكونها دولة عظمى لا تحتاج إلى سوريا كي تحتلها.
ولم يُنكر الشيخ ما يتسبب به القصف الروسي من دماء بحق الشعب السوري، إلا أنّه في الوقت ذاته حمّل مسؤولية ما يحصل إلى فصائل المعارضة، واصفاً إياها: "بعديمة الفهم".
وأبدى الشيخ ترحيبه الكبير بمؤتمر "الأستانة"، مشيراً إلى أنّه إذا لم يخرج سوى بوقف "إطلاق النار"فهو "إنجاز يحسب للوطن، والشعب السوري".
وحمّل الشيخ من وصفهم بالإسلاميين والإخوان المسلمين، مسؤولية ما يحصل في البلاد من دمار وخراب، دون أن يوجه أدنى إدانة لنظام الأسد الذي شرّد الآلاف من الشعب السوري.
وتأتي تصريحات "الشيخ" في ختام زيارته، مع عدد من الضباط المنشقين إلى العاصمة الروسية "موسكو" حيث التقوا بعدد من المسؤولين الروس، من بينهم نائب وزير الخارجية الروسي "ميخائيل بوغدانوف".
تصريحات العميد "مصطفى الشيخ" لاقت استياء كبيراً من قبل معارضي نظام الأسد، معتبرين تلك التصريحات مقدمة للعودة إلى حضن الوطن (الأسد).
وقال المحامي "محمد حاج عبدو" في منشور له، عبر صفحته على "فيسبوك": "العميد مصطفى الشيخ يتم تجهيزه في الحمام الروسي، قبل دخوله على سيده القديم في المهاجرين".
من جهته، أبدى "عباس علاء الدين" امتعاضه من تصريحات الشيخ، حيث قال في منشور له عبر "فيسبوك" أيضا: "حاولت متابعة المؤتمر الصحفي للمدعو مصطفى الشيخ، ولكن أحسست بالإقياء بعد3 دقائق فقط، عندما بدا كلمته مهنئا فيها القيادة الروسية، والمتمثلة بالزعيم الروسي فلاديمير بوتين بأعياد الميلاد ومهنئا الشعب الروسي بعام جديد".
وأضاف "علاء الدين": "الظاهر انك أيها الرجل نسيت ان تبدأ بسم الله ونسيت أن تترحم على شهداء الثورة السورية ونسيت القصف الروسي على الشعب وقتله وتشريده لآلاف السوريين بعد أن وضعت الكرافيتة الحمرا وجلست على كرسي روسي وتسلطت عليك الأضواء".
وتابع: "نسيتم الدين ونسيتم الوطن ونسيتم الشهداء مجرد أن قالو لكم إنكم سياسيون وصدقتم أنفسكم بذلك".
وتابع "ارتجاف يديك وارتعاشها، وأنت تمسك الورق وتتلو البيان أكبر دليل على أنك مجرد إمعة، لا تقول إلا ما يقولونه لك مقابل منصب أو مركز في حكومة ما".
من جهته، شبّه الناشط في مجال توثيق انتهاكات حقوق الإنسان، وجرائم النظام في سوريا "أحمد محمد" العميد "الشيخ" بـ"حفتر ليبيا"، معتبرا في حديث لـ"زمان الوصل" أنّ تصريحات الشيخ الأخيرة، تُدلل على أن "روسيا" تُحضره ليكون "حفتر سوريا" –في إشارة إلى العقيد الليبي الموالي لنظام القذافي المنهار.
وأشار الأحمد إلى أنّ العميد الشيخ يزوّر الحقائق، من خلال عدة نقاط، أولها: "الرجل اعتبر روسيا غير محتلة، وهو عكس ما يعرفه كل العالم عن إجرام الروس منذ اليوم الأول لدخولهم سوريا، من أجل مساعدة النظام الفاقد للشرعية"، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنّ الروس أكثر إجراماً من تنظيم "الدولة" كون الأخير لم يقتل خلال الستة أعوام الماضية، ما قتله الروسي خلال عام.
وربط الأحمد بين كلام "الشيخ" وشبيحة "الأسد" من خلال ادعائه بأنّ الفصائل لا تفهم سوى بالقصف، وكلام الشبيحة بأنّ لا تعامل مع المتظاهرين إلا بالبوط العسكري.
واستهجن الناشط في المجال التوثيقي "محمد الأحمد" ما صرّح به الشيخ من أنّ روسيا تريد التقريب بين أطراف الشعب السوري، مشيراً إلى أنّ التقريب لا يمكن أن يكون تحت الضغط والتهديد بالقصف، وقتل السوريين، وضرب فصائل الثوار، بل بالحوار والنقاش، وليس بالأسلوب الذي ذكره "حفتر سوريا الجديد".
وأعلن العميد مصطفى الشيخ، انشقاقه عن النظام في 16 كانون الأول ديسمبر/2011، مع ابنه الملازم "ضرار"، حيث اعتبر في حينها، أرفع رتبة عسكرية تنشق عن النظام، وكان يشغل ضابط أمن فرع الكيماء في المنطقة الشمالية.
واتهم "الشيخ" بخلق شرخ بين الضابط المنشقين عن النظام، بعد إعلانه تشكيل المجلس العسكري للجيش السوري الحر، وذلك في تحدٍ للعقيد رياض الأسعد، الذي انشق قبله عن النظام، وأعلن عن تأسيس الجيش السوري الحر.
لم يعمل "الشيخ" في العمل المسلح منذ انشقاقه، لكنه لعب دوراً مناطقياً في الصراع ما بين المقاتلين الأكراد في منطقة "عفرين" بريف حلب، ومقاتلي المعارضة في الشمال السوري، لم يُكتب له النجاح، ليلجأ مع عائلته فيما بعد إلى السويد، منذ بداية عام 2014.
*خالد الشيخ
شهد الشهر الأول من عام 2012 عودة ابن شقيق العميد "مصطفى الشيخ" إلى حضن الوطن، وهو ملازم مجند حاصل على إجازة في الصيدلة، ويدعى "خالد الشيخ"، عبر تسليمه لنفسه لمفرزة الأمن العسكري في معبر باب الهوى الحدودي، وبصحبته عدد من الأشرطه والفلاشات لاجتماعات الضباط المنشقين في مخيم الضباط بـ"يالاداغ" في مدينة انطاكيا بتركيا، ليقتل بعد 6 أشهر في منطقة الغوطة بريف دمشق.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية