أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"المميزون" تستمر في احتضان أيتام حلب بعد الإجلاء

دار المميزون .. حضنٌ يضم أيتام حلب ويحميهم من وطأة الحرب

أنشأت مؤسسة "أفكار" للأعمال الإنسانية عام 2015 داراً لرعاية الأطفال الأيتام في القسم الشرقي من مدينة ‏حلب، وتتولى الدار التي أُطلق عليها اسم "المميزون" إيواء هؤلاء الأطفال في محاولة لمساعدتهم على مواصلة حياتهم في ظروف الحرب الصعبة، والأخذ بأيديهم للوصول إلى مرحلة الاندماج في مجتمعاتهم حتى يصبحوا قادرين على الاعتماد علـى أنفسهـم بشكل كامل.

وتم تحويل أحد المباني في حي "صلاح الدين" إلى مأوى ومكان لدراسة الأطفال فيما تم نحويل الطابق الأرضي منه إلى ملجأ يقيهم نيران غارات الطيران والقصف، ومع اشتداد الحصار نزح أطفال الدار مع غيرهم من آلاف الحلبيين إلى ريف إدلب بشكل مؤقت ريثما يتم تجهيز مدرسة ودار خاصة بهم في ريف حلب الشمالي.

افتتحت دار المميزون، التي تُعتبر الأولى من نوعـها في مدينة حلب في 20/5/ 2015، وتم استقبال 40 يتيماً في الدار حتى تاريخ 20 /5/ 2016 أعمارهم ما دون 14، وتتم رعايتهم رعاية كاملة في جميع نواحي الحياة وتسعى المؤسسة إلى رفد الدار بأيتامٍ لم يتم الوصول إليهم بعد -كما يقول مدير مكتب ريف حلب في مؤسسة "أفكار" الناشط "أحمد حميدو".


ويضيف "حميدو" لـ"زمان الوصل" أن القائمين على الدار أجروا إحصائيات مطولة عن عدد فاقدي الأب أو الأم أو كليهما ووجدوا أعداداً كبيرة من هؤلاء الأطفال، لافتا إلى أن الدار كانت تستوعب حوالي 150 طفلا، لكن الموجود حوالي 50 طفلا وطفلة.

وأشار إلى أن الدار كانت تحوي بناء من 4 طوابق، وتضم أقساماً للمنامة ومطعماً ومرافق صحية، ونادياً للألعاب والترفيه وقاعة من أجل الدراسة.

وتتولى العديد من المشرفات والأخصائيات والمرشدات النفسيات الاهتمام بهؤلاء الأطفال من عمر الصغر حتى 13 من أعمارهم. 

مع اشتداد القصف واقتراب قوات النظام والقوات المقاتلة معه من المناطق المحررة سابقا في مدينة حلب، كان لابد من إجلاء أطفال الدار مع آلاف المدنيين من أبناء المدينة.

وأكد الناشط "حميدو" أن القائمين على الدار كانوا خائفين على الأطفال الذين كانوا في أوضاع إنسانية سيئة وكانت عملية إجلاء أطفال الدار في منتهى الصعوبة والخطورة لأن قوات النظام وميليشياته لم تلتزم بأي معايير إنسانية، حسب قوله، وجرى إجلاؤهم بالتنسيق مع فريق العمل الموجود في تركيا وإدلب.

وأوضح أن الدار اتخذت مكاناً جيداً مؤقتاً تم تجهيزه بكل الاحتياجات الأزمة لاستقبال الأطفال والكادر المرافق لهم، وهم الآن بمكان آمن تحت رعاية متميزة من كل النواحي بما فيها الطبية والتعليمية بالإضافة الأنشطة الثقافية والترفيهية التي كانت توفرها الدار بإشراف كادر مميز يمتلك خبرة في رعاية الأيتام.


ومن المزمع أن يتم إنشاء مدرسة ودار خاصة للأيتام في ريف حلب –كما أكد محدثنا الذي تحفظ على مكانها لأسباب عدة –كما قال- مكتفياً بالقول إن الدار ستكون نموذجية وتتوفر على كل الخدمات التي يحتاجها الأطفال الأيتام. 

وتشير إحصاءات محلية من الجمعيات الإنسانية العاملة في المنطقة، إلى وجود أكثر من 30 ألف يتيم في مناطق سيطرة المعارضة في حلب، فيما لا يتجاوز عدد المكفولين منهم 7 آلاف بكفالة مالية شهرية تقدر بين 40 -50 دولاراً لليتيم الواحد وسط غياب أي اهتمام من المنظمات الإنسانية. 

ومؤسسة "أفكار" هي مؤسسة مستقلة (غير حكومية) حيادية إغاثية إنسانية غير ربحية، تهدف إلى رفع المعاناة عن المنكوبين والمحتاجين في سوريا، وترعى المؤسسة أيتام الداخل السوري ضمن مشروع "كهاتين" وبلغ عدد الايتام المستفيدين من هذا المشروع 291 يتيماً في مدينة حلب وإدلب وريفهما.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(197)    هل أعجبتك المقالة (253)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي