تشهد اليمن ومن قبل ثورتها قدوم أعداد كبيرة من الطلاب السوريين المبتعثين للدراسة في اليمن، الذين ازداد عددهم مع بدء الثورة السورية والتهجير القسري لكل من وقف مع الثورة السورية وعارض النظام، حيث يفوق عدد الطلاب السوريين الدارسين في جامعة العلوم والتكنولوجيا فقط 200 طالب وطالبة.
ويواجه اولئك الطلاب العديد من الصعاب والمعوقات يرويها بعضهم لـ "زمان الوصل" من خلال لقاءاتنا في صنعاء.
*سفارة استخباراتية
تقوم سفارة النظام في صنعاء بفرض العديد من القيود على السوريين، كما في العديد من البلدان العربية،
هذه القيود على غرار تكتيم الحريات أو مراقبة تحركات السوريين.
تقول الطالبة تغريد "ف" طالبة طب أسنان لـ"زمان الوصل" "للأسف السفارة تفرض علينا قيودا كثيرة لعل أبرزها هو إجبارنا على إبداء حبنا للنظام الظالم في سوريا، فعندما نتحدث عن وجهات نظرنا الشخصية، قد تتخذ ضدنا إجراءات عقابية، وقد توجه رسائل للجامعات اليمنية بعدم قبولنا فيها كما حصل لأحد زملائي الذي كتب تغريده على "تويتر" ندد فيها بقصف حلب، فاستجوبته السفارة هنا وأقصته من جامعته".
وتضيف "تغريد" أيضا "نحن لا نستطيع التحرك بشكل طبيعي لأن السفارة تخضعنا لمراقبة صارمة جداً ما يضطرنا أن نبقى محصورين في مكان معين".
*قبل وبعد الثورة
سفارة النظام في صنعاء لا تقوم بمهامها نحو الطلاب السوريين من خلال دعمها لهم ومساندتهم، كما هو المعتاد في كل السفارات أو الأنظمة الدبلوماسية، يقول "يونس فضة، وهو أيضا اسم مستعار، إن "سفارة النظام في صنعاء لم تساعد السوريين هنا قبل الثورة، فما بالك اليوم نحن ومن قبل الثورة نساعد أنفسنا بأنفسنا، السفارات السورية المتواجدة في العديد من الدول مهمتها الرئيسية هي الاستخبارات على رعاياها، كان الأحرى أن تقف السفارة معنا لا سيما وبلدنا يشهد أعمال عنف بسبب تعنت النظام المستبد وتحسسنا بأن لنا سفارة تحكي باسمنا، لكن للأسف الشديد السفارة لا تحمل إلا الاسم".
*اختلاف المناهج
"علي طيشيري" طالب سوري في إحدى الجامعات اليمنية بعد محاولات كثيرة من قبلنا لإظهار معاناتهم كطلاب وامتناعه عن الإجابة خوفاً من سفارة النظام التي تُمارس رقابة عليهم وافق أن يتحدث معنا باسم مستعار، يقول لـ"زمان الوصل" إن الاختلاف بين المناهج بين اليمن وسوريا، أهم عائق يواجه العديد من الطلبة السوريين، حيث "كنت قد درست سنة جامعية هناك، وأتيت لأتمم في اليمن، ولكن وصلت وذا المنهج مختلف للغاية".
*تسهيلات من اليمنيين
تقدم العديد من الجامعات والمدارس اليمنية الكثير من التسهيلات للطلاب السوريين سيما في التسجيل والمعاملة ورسوم الدراسة، تقول طالبة سورية تدرس لغات "الجامعات اليمنية تسهل لنا الكثير، وتعاملنا كوضع خاص في كافة التعاملات".
وتضيف أيضا "نجد أنفسنا نحن في اليمن كمان كما لو أننا يمنيون، فالطلاب يتعاملون معنا بلطف والأساتذة كذلك، فلا فرق في التعامل بيننا وبين الطلاب اليمنيين".
رغم كل الظروف التي تشهدها اليمن، إلا أن الطلبة السوريين يحاولون التكيف مع طبيعة الأوضاع، ويواصلون تعليمهم في ظل بعض التسهيلات المتاحة لهم.
لكن ما يحز في نفوسهم أن سفارة بلدهم تتعامل معهم بنوع من الفرز والانتقائية وتحاول تتبع تفاصيل ملفاتهم وشؤون حياتهم، في مهمة رقابية واستخباراتية تتنافى مع طبيعة العمل الديبلوماسي ومقتضياته.
الياس محمد – زمان الوصل – صنعاء
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية