شرعت الشرطة العسكرية التابعة لقوات النظام، مع بداية العام الحالي، بتنفيذ حملات دهم واعتقالات شملت موظفي عدد من المديريات في مدينة الحسكة، فيما هدد حزب "الاتحاد الديمقراطي" بالقضاء على أي ميليشيا لا تعمل تحت إمرته رداً على هذه الخطوة التي تنافس مشروعه المدعوم أمريكياً في المنطقة.
وقال الناشط "محمود الأحمد" لـ"زمان الوصل" إن الشرطة العسكرية التابعة للنظام داهمت مديريات الثقافة والتربية والزراعة والصحة بمدينة الحسكة، خلال الأيام الماضية، واعتقلت عدداً من الموظفين، وهم الفئة الوحيدة من الشباب التي لم تهاجر لارتباطها بالوظيفة، وذلك بحجة أنهم مطلوبون لـ"الخدمة العسكرية لاحتياطية".
وأضاف "الأحمد" أن الحملة الأخيرة استهدفت الموظفين الذين تتراوح عمرهم بين 18 -42 عاماً، بعد مطالبتهم بمراجعة شعبة التجنيد، التابعة لقوات النظام بالحسكة، مشيراً إلى إبلاغ المئات من العاملين في الشركة السورية للنفط بـ"رميلان" للالتحاق بـ"الخدمة الاحتياطية".
وأكد الناشط أن معتمدي الرواتب قالوا للموظفين إن فرع الأمن العسكري سيرسل لهم قوائم بأسماء المطلوبين من الموظفين لدى الدولة في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام المباشرة أي مناطق تنظيم "الدولة الإسلامية" وحزب "الاتحاد الديمقراطي"، وذلك للالتحاق بـ"الفيلق الخامس -اقتحام"، المشكل برعاية روسية.
في سياق متصل، ذكرت مصادر محلية، أن بعض موظفي حقول نفط الجبسة تم فرزهم إلى الفوج 123 في جبل "كوكب" ضمن عمليات التجنيد الاحتياطي.
وقالت المصادر إن النظام يعمل بشكل سري على تجنيد المزيد من الشباب ضمن ميليشيا يعتقد أنها "حشد الجزيرة والفرات"، وزار بعض الدعاة للانتساب بصفوف هذه الميليشيات مناطق "الشدادي" و"الهول" و"تل حميس"، والتقوا بعض وجهاء العشائر والمرتبطين بحزب البعث، وعرضوا عليهم الانضمام إلى هذا التشكل الجديد مقابل راتب شهري مقداره 210 دولار لكل عنصر.
تبعت هذه الدعوات والنشاطات السرية حملة دهم واعتقالات نفذها مسلحو حزب "الاتحاد الديمقراطي" شملت أصحاب رؤوس الأموال ووجهاء عشائر وشخصيات مرتبطة بحزب البعث سابقاً، في حركة لإجهاض هذا المشروع، وفق المصادر.
جاء رد حزب "الاتحاد الديمقراطي" الصريح على لسان "جوان إبراهيم" القائد العام لميليشيا "آساييش"، حين قال في مقابلة على قناة "روناهي" الناطقة باسم الحزب: "إن النظام السوري وأعوانه يخططون لتشكيل قوة جديدة تحت اسم الفيلق الخامس، لكن لن ندع هذا يحصل"، مشدداً "وسأقولها بالعربية لن نسمح أبداً تشكيل أي قوة أو منظومة تابعة للنظام، أياً يكن الحشد الشعبي أو دفاع وطني، وسنلحق الهزيمة بهم دون شك مثل المغاوير".
واندلعت مواجهات مرات عدة بين الميليشيات التابعة لقوات النظام وبين الميليشيات التابعة لحزب "الاتحاد الديمقراطي" أوقعت عشرات القتلى والجرحى من الطرفين ومن المدنيين، كانت أعنفها في آب/اغطس 2016 بمدينة الحسكة، وفي نيسان/أبريل من العام ذاته في مدينة القامشلي على خلفية سعي النظام لتجنيد الشبان لرفد قطعه العسكرية بالمحافظة، انتهت باتفاق رعته روسيا تضمن شرطاً ينص على عدم تسليح قوة مشكلة من أبناء العشائر العربية بشكل كامل.
ويتقاسم السيطرة على مناطق الحسكة، الأذرع العسكرية لحزب "الاتحاد الديمقراطي" بأكبر المساحات، وقوات النظام في المربعات الأمنية في مدينتي الحسكة والقامشلي والقطع العسكرية قربهما، فيما يسيطر تنظيم "الدولة الإسلامية" على بلدة "مركدة" وهي آخر معاقله في المحافظة.
الحسكة - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية