اشتباك تطور لإطلاق الرصاص مساء الخميس بين دورية مشتركة من الشرطة العسكرية والأمن العسكري من جهة وبين بعض سكان حي "الدعتور" شمال شرقي اللاذقية على خلفية محاولة اعتقال بعض المتخلفين عن الخدمة الاحتياطية في جيش النظام.
شاهد عيان من الحي المذكور أكد لـ"زمان الوصل" امتناع بعض الرجال المطلوبين للخدمة الاحتياطية عن صعود السيارات والذهاب مع الدورية المشتركة، الأمر الذي أدى لتشابك بالأيدي تطور إلى إطلاق نار في الهواء أسفر عن إصابة سيدة كانت تراقب المشهد من شرفة منزلها، مما دفع الدورية لمغادرة الحي على الفور خوفا من ردة فعل السكان.
*حي مرهق
حي "الدعتور" تسكنه غالبية من أتباع الطائفة المرشدية في اللاذقية، ويمتنع كثير من شبابها ورجالها عن الالتحاق بجيش النظام لأداء الخدمة الإلزامية والاحتياطية، وشهد الحي عدة اعتراضات سابقة على محاولات الأمن اقتياد هؤلاء عنوة إلى الجيش.
ورغم وجود عدد كبير من أبناء الطائفة في جيش النظام وفروعه الأمنية إلا أن مرشد الطائفة وجه منذ بداية الثورة بعدم تطوع الشباب المرشديين في مؤسسات النظام العسكرية، دون التوجيه لمن هم فيها أصلا لمغادرتها.
توجيه المرشد لم يمنع انتساب بعض أبناء الطائفة لاحقا إلى جيش النظام، لكن كثيرين امتنعوا وباتوا بحكم المتخلفين عن الخدمة، يعمل النظام بين الفينة والأخرى على ملاحقتهم والقبض عليهم واقتيادهم عنوة إلى الخدمة.
لا يرقى امتناع بعض شباب الطائفة عن الالتحاق بجيش الأسد للوصف بأنه تمرد مرشدي على النظام رغم وقوع حوادث اعتراض أخرى في الحي لغايات مختلفة.
*اعتراض مختلف
فقد تحدث الناشط الإعلامي "محمد الساحلي" عن قيام سكان الحي الأسبوع الماضي بإرغام سائق صهريج مازوت تحت تهديد السلاح على التوقف في الحي وإفراغ محتويات الصهريج من الوقود بعبوات بلاستيكية توزعوها فيما بينهم.
وأضاف الساحلي لـ"زمان الوصل" "يعاني سكان الحي كما بقية أحياء المدينة من نقص وقود التدفئة، غير أنهم تجرؤوا على الحصول على المازوت رغما عن مؤسسات الدولة فيما لم تتجرأ بقية الأحياء على القيام بعمل مشابه".
وأشارت صفحة "حي الدعتور" على "فيسبوك" إلى أن الحي "من أكثر الأحياء المظلومة في اللاذقية، ولا تصله الكهرباء إلا نادرا، وتنقطع لساعات طويلة جداً، ومعظم سكانه من الفقراء وذوي دخل محدود ولديهم أطفال في المدارس بحاجة إلى غاز للطعام ومازوت للتدفئة وكهرباء للدراسة".
واستبعد "مرهج نعوس" أحد سكان الحي في حديث هاتفي مع "زمان الوصل" أن تتصاعد احتجاجات أهل الحي لتصل إلى الوقوف في وجه النظام، ورجح التركيز على المطالبة بتحسين واقعهم الخدمي، واستخدام السلاح لتحقيق ذلك إن اقتضت الضرورة أسوة بما حدث للحصول على مادة المازوت.
اللاذقية – زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية