فرّ الشاب "نافذ سفر" من "قلعة الحصن" بريف حمص الغربي قبل سنوات كباقي السوريين الذين لجؤوا إلى لبنان مشياً على الأقدام بصحبة عائلته الصغيرة المكونة من زوجته ووالديه بحثاً عن الأمان، وهربا من قذائف الأسد وميليشياته الطائفية.
ولم يكن في حسبان الشاب الثلاثيني أن يكون المرض الخبيث له بالمرصاد، وعمل "نافذ" كعامل عادي في مدينة طرابلس اللبنانية، ومنذ أسابيع بدأت تظهر عليه علامات المرض ولكن دون معرفة نوع المرض وبعد المراجعة للطبيب والتحاليل تبين أنه مصاب بالسرطان بالغدد اللمفاوية.
ونظراً لأن المرض كان في بدايته قرر الطبيب إدخاله إلى المشفى وإجراء الجرعات المكثفة لمدة 6 أشهر بمعدل جلسة كل أسبوعين لاستئصال المرض.
ووفق تقرير طبي صادر عن مركز طبي خيري فإن نافذ "يعاني من تضخم وانتشار الغدد اللمفاوية وتضخم الطحال".
ويعيش الشاب المريض -كما يروي صديقه الناشط "محمد القصاب"- في منطقة "أبو سمرا -تل الضاهر"، بطرابلس ويعاني ظروفاً معيشية صعبة لا تسمح له بمتابعة العلاج، علماً أن تكلفة الجلسة الواحدة من العلاج -كما يؤكد- تتجاوز 300 دولار، وعليه البدء فورا بالجلسات حتى يتماثل للشفاء قبل تفاقم هذا المرض الخطير عدا تكاليف الصور الشعاعية، مما اضطر عائلته الصغيرة إلى مناشدة المنظمات الإغاثية وأهل الخير لإنقاذ حياته من الموت المحتم، لاسيما أنه وحيد لأهله الذين باتوا بلا معيل بعد مقتل شقيقه في سوريا.
وأضاف محدثنا أن ذوي نافذ "تواصلوا مع منظمات إنسانية وطبية وأولها أطباء بلا حدود وكذلك الجمعيات الخيرية التي صمّت أذانها عن معاناته، وحتى مفوضية اللاجئين التي يُفترض أن تهتم به وبأمثاله، اعتذرت عن تغطية نفقات علاجه لارتفاع تكاليفها، لتغدو حال "نافذ" مثل مئات غيره من المصابين بالسرطان في مهب الريح.
وتغيب الإحصائيات الرسمية عن عدد اللاجئين السوريين المصابين بمرض السرطان في لبنان الذي يحتل المرتبة الأولى بين الدول العربية من حيث نسبة انتشار المرض فيه، وتتراوح التكلفة الوسطية للعلاج ما بين 30 إلى 35 ألف دولار مما يشكل عقبة كبرى بين المرضى والعلاج المؤمل، وتتوزع هذه الكلفة بين جلسات العلاج الكيميائي والإشعاعي التي يصل عدد كل منها إلى عشر جلسات، إضافة إلى العملية الجراحية الخاصة باستئصال المرض مما يجعل تأمين العلاج للمصابين به من اللاجئين حلماً صعب المنال.
ويعد سرطان الغدد الليمفاوية من أشرس أنواع السرطانات فتكاً بالإنسان، حيث توضح الدراسات أن هذا النوع من السرطانات يقتل ما يقارب 200 ألف شخص سنوياً، وأن هناك أكثر من مليون شخص مصابون بسرطان الغدد الليمفاوية، حيث يحتل سرطان الغدد الليمفاوية من نوع "لا هودجكين" نصيب الأسد بينه، إذ زادت نسبة الإصابة به 80% منذ أوائل السبعينات، وهذا الرقم في ازدياد مستمر.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية