رغم تراجع وتيرة المعارك في سوريا بشكل عام، إلا أن خروقات النظام للهدنة لم تتوقف منذ الإعلان عنها قبل أيام، فقد سجل ناشطون وحقوقيون ومنظمات مدنية وشهود عيان استمرار قصف النظام والميليشيات على جبهات ريف حمص الشمالي، حيث سقط شهيدان في مدينة الرستن، وفي ريف حماة وريف اللاذقية فقد استهدف قرية "الكبانة" بعشرات القذائف الصاروخية والبراميل المتفجرة، وكذلك الحال في ريف حلب الجنوبي والغربي.
ويبقى الاختراق الأكبر في "وادي بردى"، حيث يستهدفه النظام على مدار الساعة بصواريخ "غراد" وقذائف المدفعية، وسط أنباء عن حشود متزايدة لميليشيات حزب الله، ومحاولات مستمرة لاختراق الوادي والسيطرة على قرية "عين الفيجة".
وأشار ناشطون إلى مقتل أربعة مدنيين بقناصات عناصر حزب الله يوم الثلاثاء.
وعن سبب عدم التزام النظام والميليشيات بالهدنة أشار "مصطفى سيجري" عضو الوفد العسكري المفاوض إلى أن إيران تقف وراء ذلك وهي لا تريد الالتزام بالتهدئة، وقد أوعزت للميليشيات الإيرانية واللبنانية والعراقية وجيش النظام لخرقها، وهو ما يحصل على مساحة الجغرافية السورية.
ويرى سيجري أن إيران هي التي تعرقل العملية السياسية في سوريا وأن الضغط الروسي عليها لم يجد نفعا حتى اللحظة في وقف خرق الهدنة، وأشار إلى أن فصائل الجيش الحر مستعدة للتعامل مع كل الاحتمالات.
وكانت فصائل الجيش الحر أعلنت توقيف مناقشة الحل السياسي احتجاجا على خرق إيران والنظام والميليشيات للهدنة، وأنها لن تستأنف مناقشة الحل السياسي حتى التزام الطرف المقابل بالهدنة.
وفي رده على سؤال حول دقة المعلومات التي تشير إلى استثناء "جبهة فتح الشام" من الهدنة، أكد أن الجبهة مشمولة بالهدنة وأن الترجمات المختلفة للاتفاق قد تكون أوردت معلومات خاطئة عن استثنائها إلى جانب تنظيم "الدولة"، ولم يستبعد أن تكون روسيا هي من اعتمد أكثر من ترجمة بما يتناسب مع إجرامها.
وتحدث "السيجري" عن غدر محتمل من الجانب الروسي وتنصل من بنود الاتفاق الأصلية وتجيير الترجمات لتحقيق أهدافها، مشيرا إلى أن المفاوضين السوريين لا يثقون بالجانب الروسي ويتوخون الحذر الشديد في التفاوض معه وفي صياغة أي كلمة.
وأخيرا أكد "السيجري" أن الهدنة تشمل كل الأراضي السورية بما فيها "وادي بردى"، نافيا الإشارات التي أوردتها بعض وسائل الإعلام إلى أن مستثنى منها.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية