اعتبر المحلل العسكري "اسماعيل أيوب" أن خمسة أسباب جوهرية دفعت روسيا إلى فرض اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا بالتعاون مع تركيا رغم وصفه بـ"الهش" من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ورأى "أيوب" في تصريح لـ"زمان الوصل" أن فشل العملية العسكرية الروسية على المستوى الاستراتيجي وتعرض سلاح الطيران الروسي إلى نكبات كبيرة جداً كانت أهم أسباب دفع روسيا لوقف إطلاق النار.
وذكر المحلل العسكري أن القوات الروسية خسرت خلال عدوانها على السوريين 11 مروحية قتالية و3 طائرات حربية، فضلا عن الخسائر البشرية الأخرى، رغم عدم وجود عدو في سوريا يمتلك جيشا منظما أو سلاحا ثقيلا أو سلاح طيران أو حتى سلاحا مضادا للطيران، مؤكدا أن تلك الخسائر أظهرت سلبيات الجيش الروسي.
وقال "أيوب" إن الكلفة الباهظة للتواجد العسكري الروسي في سوريا مع تنفيذ حملات جوية مستمرة، غير معروفة النهاية، فضلا عن باقي أنواع الأسلحة والذخائر التي يستخدمها الجيش الروسي وخاصة سلاح الطيران في سوريا، كل ذلك كان سببا إضافيا لفرض روسيا وقفا شاملا لإطلاق النار.
وحسب المحلل العسكري، فإن قناعة روسيا على المستوى العسكري والاقتصادي بأن "النظام لا يمكن أن يستمر في الحياة دون السيروم الروسي، وذلك من خلال التواجد العسكري المباشر والاحتكاك المباشر مع جيش النظام الذي بات ألعوبة بيد الميليشيات الشيعية والقادة العسكريين الروس وقناعة روسيا بأن هذا النظام لا يمكنه الصمود في حال توقف الدعم الجوي والعسكري الروسي في الحال، وذلك نظرا لدراسات عسكرية في وزارة الدفاع الروسية، تؤكد عدم استفادة قوات النظام والميليشيات الشيعية من الجهد الجوي الروسي طيلة اكثر من 16 شهرا.
كما عزا "أيوب" رعاية روسيا للهدنة إلى حرصها على مصالحها الجيوسياسية والاستراتيجية ومصالحها الاقتصادية في المنطقة في ظل التهديد الدائم من قبل الغرب والولايات المتحدة بفرض المزيد من العقوبات الاقتصادية على روسيا نتيجة سياساتها الصدامية في سوريا واوكرانيا.
وأضاف أن خوف الروس من السياسة المجهولة التي سيتبعها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة حيال القضايا الخلافية بين البلدين روسيا وأمريكا والدول الغربية برمتها، كان عاملا مهما في حساب السياسة الروسية التي تخشى من إغراق الغرب لها في سوريا، تجنبا لتكرار تجرية أفغانستان، لذلك، والكلام مازال للمحلل العسكري، فضلت القيادة الروسية وفي ظل غياب الدور الغربي والأمريكي بشكل خاص ان تفرض واقعا جديدا في سوريا، بعد قناعتها بأن نظام بشار الأسد أشرف على نهايته، لولا تدخل الميليشيات الشيعية التي تقودها إيران.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية