حدثان منفصلان وقعا يوم الثلاثاء الماضي في اللاذقية وطرطوس، تناولتهما شبكات إعلام موالية للنظام، وحظيا باهتمام شعبي كبير نظرا لأهميتهما وتأثيرهما المباشر على حياة الناس.
اللافت أن الجهات الرسمية في المحافظتين نفتا الحدثين رغم تأكيد مقربين منهما وشهود عيان وشبكات إعلام موالية وأطراف على علاقة بالحدثين على صحتهما، إنه استمرار اللعب على بسطاء الناس من الحاضنة الشعبية للنظام.
*في اللاذقية
مصادر متعددة اتفقت على نقل خبر اعتداء أحد أقرباء بشار الأسد على مجموعة من الأطباء والممرضات في مشفى "تشرين" الجامعي، أعقبه تنفيذ إضراب في أقسام الإسعاف والعناية المشددة والداخلية والجراحة، استمر لساعات، قبل أن ترغم قوى الأمن المضربين على متابعة عملهم.
مراسل "شبكة إعلام اللاذقية" محمد الساحلي روى لـ "زمان الوصل" تفاصيل الحادث حسب إفادة أحد الأطباء الذين تعرضوا للشتم والضرب على يد قريب الأسد، الطبيب قال: "في قسم الإسعاف طلب المعتدي بوقاحة واضحة فحص صورة شعاعية تخص إحدى المريضات، وبما أني لست الطبيب المختص بحالة المريضة طلبت منه التوجه إلى القسم المسؤول عنها، إلا أنه ضربني مع موجة من الشتائم غير الأخلاقية".
وبدا الحزن على وجه الطبيب عند إشارته إلى أنه توجه إلى مفرزة أمن المشفى طالبا الحماية وردع المعتدي أو اعتقاله ربما، "لكن المفاجأة كانت بأنه لحق بي، وصرخ بعناصر المفرزة (بعدولي لكسرلو راسو)، وكانت المفاجأة أكبر مع ردة فعلهم حيث طلبوا مني الاعتذار له لعله يسامحني، يبدو أنهم يعرفون من يكون وقريب أي شخص هو".
ويضيف الطبيب: "ذهبت مع رئيس القسم وأطباء وممرضات إلى مدير المشفى نخبره بما جرى، لا يمكن أن تتوقعوا ماذا كان رده، استرخى على كرسيه الدوار مقهقها بصوت عال، وقال "عادي بدكن تتعودوا، لسا بتنضربوا كتير"، بينما كان "الأزعر" يضرب ويشتم الجميع في قسم الإسعاف.
لم يجد الأطباء أمامهم بعد ردة الفعل المخزية من مفرزة الأمن ومدير المشفى سوى الإضراب عن العمل مدة 4 ساعات دون أن تهتم أي جهة لمطلبهم بضبط ومعاقبة المعتدي، ليحضر عدد من عناصر فرع الأمن العسكري إلى المشفى ويرغمونهم على متابعة عملهم تحت تهديد السلاح، حسب قول "الساحلي".
وأكد مراسل "شبكة إعلام اللاذقية" أنها ليست الأولى التي يستخدم فيها الشخص ذاته سلطة قريبه بشار لفرض ما يريد في المشفى التي يزورها باستمرار لعلاقته بإحدى الممرضات فيها، وأشار إلى أنه حضر مرة يحمل رشاشا وقنابل لم تمنعه المفرزة من إدخالها.
هذا ما حدث، وشهده كثيرون وتناقلته وسائل إعلام النظام باختلافات بسيطة، إلا أن مدير المشفى الدكتور عثمان هو الوحيد الذي لم ير أو يسمع شيئا فقد صرح لوسائل إعلام تتبع النظام أن المسألة مجرد مشادة كلامية حدثت بين أحد الأطباء وأحد المراجعين وصفه بـالمحتاج "وصاحب الحاجة أرعن" انتهت بهروب المراجع مع وصول عناصر المفرزة الذين حضروا على الفور.
مدير المشفى أكد عدم قيام أطباء أو ممرضين أو إداريين بأي إضراب، كذلك عدم تدخل الأمن لإرغام أحد على العمل "فالعمل قائم على قدم وساق".
*في طرطوس
صرح العقيد "أكرم محمد" معاون رئيس فرع الأمن الجوي لوسائل إعلام محلية أن فرعه تمكن من ضبط وتفكيك سيارتين مفخختين يوم الثلاثاء الماضي، كانتا معدتين لاستهداف مواقع وصفها بالحساسة في المدينة.
وأردف تصريحه بمعلومات عن أن تفخيخ السيارتين جرى داخل المدينة ولم تعبرا الحواجز الأمنية على مداخلها.
التصريح أثار الرعب في المدينة، عكسته صفحات الموالين على وسائل التواصل الاجتماعي وحالة انكماش في حركة المواطنين، لكن محافظ طرطوس ما لبث أن خرج على وسائل إعلام النظام في اليوم التالي للتصريح بعدم دقة المعلومة والخبر الذي نقله العقيد "أكرم".
حادثتان متشابهتان شكلاً، تعبران بوضوح عن إصرار النظام وأزلامه على الاستمرار في استغباء أنصاره الذي يبدو أنهم راضون بذلك، ولا يزالون يسيرون خلفه دون أن يفكروا في المصير الذي سيؤولون إليه.
اللاذقية – زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية