أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الحسكة 2016 .. عام الوجود الأمريكي والترويج للفدرالية

مقاتلتان كرديتان في ريف الحسكة - أرشيف

ظهرت في عام 2016 أولى أعراض الاحتلال الأمريكي لمناطق نفطية في الحسكة، بعد توسع مناطق سيطرة حليفها حزب "الاتحاد الديمقراطي"، الذي تحول من الدعوة لتطبيق نظام "الإدارة الذاتية" إلى الترويج لـ"النظام الفدرالي" بشكل مفاجئ، وسمح لآلاف المهجرين بالعودة إلى منازلهم بعد أن كان ينكر حصول عمليات التهجير.

*زيادة عدد المطارات والمهابط الأمريكية
استولت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها في "الإدارة الذاتية" الكردية، على مساحة 200 هكتار من أراضي الأهالي بمحيط المطار الزراعي، الواقع قرب قرية "الجفال" بمنطقة "رميلان" النفطية شمال شرق الحسكة، وذلك دون أي تعويض لأصحابها، وشرعت بتأسيس قاعدة جوية لها هناك وأنهت تجهيزها في مطلع عام 2016، قبل أن تتوسع لتجهز مطارات زراعية أخرى بهدف استخدامها لأغراض عسكرية، قرب قرى "الحكمية" و"روباريا" (الرحيية) في منطقة المالكية في المثلث الحدودي بين سوريا والعراق وتركيا، عززتها بمهابط للمروحيات في مناطق "جبل عبد العزيز" و"الشدادي" بالريفين الغربي والجنوبي، لتصبح الحسكة غرفة عمليات كبيرة تصل إليها الأسلحة وتعد فيها الخطط وتعقد فيها الاجتماعات للتنسيق بين الولايات المتحدة وحلفائها على الأرض، فيما أمست القوات الأمريكية تتحكم بمنطقتين نفطيتين في المحافظة، هما "رميلان" و"الشدادي".

*الترويج للنظام الفدرالي والإحصاء
تحول حزب "الاتحاد الديمقراطي" من الترويج لمشروع "الإدارات الذاتية" إلى الترويج لـ"النظام الفدرالي" شمال سوريا بشكل عام وفي الحسكة بشل خاص خلال عام 2016، فتابع مسؤولو الحزب ضمن "الإدارة الذاتية" الكردية، الترويج لمشروع "الفدرالية" بين العشائر العربية بريف الحسكة، فعقدوا عشرات الاجتماعات مع الأهالي على أساس عشائري، ضمن سلسلة اجتماعات عقدت في مناطق العشائر العربية بهدف الترويج للنظام "الاتحادي الديمقراطي لشمال سوريا"، الذي أعلن عنه خلال اجتماع عقد في مدينة "رميلان" يومي 16-17 آذار/ مارس 2016، معتبرة هذه الاجتماعات موافقة على هذا المشروع.
وبعد أشهر من طرح "الفدرالية"، وجهت إدارة "pyd" الذاتية دعوة لنحو 160 شخصية لحضور منتدى حواري في مدينة "رميلان" خلال الفترة بين 30 أيلول/سبتمبر وحتى 1 تشرين الأول/أكتوبر، لمناقشة "الطرح الفيدرالي".

وفي الاجتماع الثاني لما يسمى "المجلس التأسيسي للنظام الاتحادي الديمقراطي لروج آفا-شمال سوريا" اليوم الأربعاء، 28 كانون الأول، 2016، قرر المجتمعون بالإجماع تغيير اسم الفيدرالية إلى "النظام الاتحادي الديمقراطي لشمال سوريا" بدلا من "النظام الاتحادي الديمقراطي الفيدرالي لروج آفا- شمال سوريا"، وفق ما تتطلب المرحلة، حسب مصادر كردية حضرت الاجتماع.

وكان "المجلس التأسيسي للنظام الفدرالي" بدأ عملية إحصاء شاملة بالحسكة، في 19 أيلول/سبتمبر وانتهت في 23 تشرين الأول/أكتوبر، شملت 18 مدينة وبلدة على مراحل، قال إنه حصل على استمارات إحصائية تحوي بيانات نحو 350 ألف عائلة.

*التوسع العسكري على حساب التنظيم
توسعت سيطرت حزب "الاتحاد الديمقراطي" لتشمل نواحي ريف الحسكة الجنوبي في بداية عام 2016، وذلك بعد سيطرته على أرياف المحافظة الشمالية والغربية والشرقية خلال الأعوام الماضية، وجاءت سيطرت مسلحي الحزب على ناحيتي "الشدادي" و"العريشية"، بعد إطلاق ميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية" التي يقودها، ثالث حملاتها العسكرية، تحت اسم "غضب الخابور" استمرت بين 16 وحتى 22 شباط فبراير الماضي، وأعلنت هذه القوات المدعومة أمريكياً، عن انتزاعه مدينة "الشدادي" النفطية، من يد تنظيم "الدولة الإسلامية" في 19 من الشهر ذاته، بعد مواجهات أوقعت قتلى وجرحى من الطرفين، إلى جانب سقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين نتيجة الغارات الجوية لطائرات التحالف الدولي بينهم عمال فرن "الشدادي" الآلي الكبير، الذين دمر بشكل كامل في اليوم الأول من الحملة، فيما يزال تنظيم "الدولة" يسيطر على بلدة "مركدة" آخر معاقله جنوب الحسكة. 

قضى 16 شخصاً وجرح نحو 30 آخرين، بتاريخ 5 تموز/، 2016، بانفجار استهدف فرن "الصالحية" بمدينة الحسكة، فيما قتل 80 شخصا وأصيب نحو 200 في انفجار شاحنة مفخخة 27 تموز/ يوليو الماضي، قرب مركز لميليشيا "آساييش" بمدينة القامشلي، ثم قتل وأصيب 15 شخصاً في انفجار دراجة نارية مفخخة، بداية آب/أغسطس في بلدة "العريشة" جنوب مدينة الحسكة.

وقتل 34 شخصاً وجرح 90 غيرهم، يوم 3 تشرين الأول/ أكتوبر، جراء تفجير استهدف صالة "السنابل" للأفراح في على طريق صفيا –الحسكة، وجميعها تحمل بصمات تنظيم "الدولة الإسلامية"، إضافة إلى انفجار عشرات العبوات الناسفة والألغام والدراجات المفخخة بحواجز ودوريات لحزب "الاتحاد الديمقراطي".

*عودة المهجرين إلى قراهم ومنع دخول النازحين
سمح مسلحو حزب الاتحاد الديمقراطي" لنحو 2000 عائلة عربية بالعودة إلى قراهم في ناحيتي "الهول" و"تل براك" بالريف الشرقي، ومناطق "جبل عبد العزيز" و"المبروكة" بالريف الغربي، بعد أشهر طويلة من التهجير، رغم نفيه سابقاً لجميع الاتهامات حول عمليات تهجير السكان.

وحسب مصادر إعلامية وبيانات رسمية من جهات تابعة لحزب "الاتحاد الديمقراطي"، فإن 1200 عائلة عادوا في نيسان ابريل الماضي، إلى منازلهم في "الهول"، فيما عادت نحو 500 عائلة إلى ناحية "تل براك" باستثناء أهالي المقاتلين في الفصائل العسكرية والمرتبطين بها، كما عادت أكثر من 100 عائلة إلى بلدة "المبروكة"، إضافة إلى عودة عشرات العائلات إلى مناطق "جبل عبد العزيز" و"الشدادي".

كما منعت حواجز ميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية"، التي يقودها "الاتحاد الديمقراطي"، وصول آلاف النازحين عن مناطق سيطرة تنظيم "الدولة" في دير الزور إلى المحافظة وطلبت منهم إيجاد كفيل، وبقيت لأسابيع في الصحراء قرب حاجز "رجم الصليبي"، الذي يستمر وصول مجموعات من العائلات الهاربة من مدينة الموصل ومحيطها في محافظة نينوى العراقية إليه أيضاً، ونقلوا على دفعات بعد تدخل الأمم المتحدة إلى مخيمي "الهول" (أعيد افتتاحه في 9 آذار/مارس) وروج شرق الحسكة، ويعيشون خلال فترة الانتظار ضمن ظروف غاية في السوء، وزادت أعدادهم منذ بداية الحملة العسكرية للقوات العراقية والميليشيات المساندة لها ضد التنظيم في 17 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

*العلاقة بين النظام وحزب الاتحاد الديمقراطي
شهدت العلاقة بين قوات النظام وبين حزب "الاتحاد الديمقراطي" توترات عدة، تحولت إلى مواجهات كانت كلفة بعضها كبيرة من أرواح العشرات من المدنيين وعناصر الطرفيين، خاصة اشتباكات النصف الثاني من شهر آب أغسطس الماضي، التي استخدم فيها النظام طائراته لأول مرة ضد PYD، لكنها انتهت بسيطرة ميليشيات الحزب الكردي على معظم أحياء مدينة الحسكة، بما فيها الأحياء العربية جنوب نهر الخابور، قبل أن تنتهي باتفاق توسطت به روسيا، يقضي بإفراغ المدينة من القوات العسكرية من الطرفين والإبقاء على قوات الشرطة والأمن التابعة للنظام وحزب "الاتحاد الديمقراطي".

وخسرت قوات النظام خلال هذه المواجهات السيطرة على أحياء "النشوة" و"غويران" و"الليلية" و"الزهور" من المدينة، إلى جانب قرى "الرحية، والمسعودية، وخراب البير، والطالعة، الرشيدي، تل بيزارا، والذيبة" بالريف الشرقي.

وقُتِل وجُرِح العشرات في اشتباكات اندلعت في 20 نيسان/أبريل الماضي، بين قوات النظام ومسلحي حزب "الاتحاد الديمقراطي" استمرت 3 أيام في مدينة القامشلي، وانتهت باتفاق عقد خلال لقاء بين الجانبين في مطار القامشلي، تبعته عملية تبادل أسرى، لكن قوات النظام خسرت فيها أيضاً سجن "علايا" بأطراف المدينة الشرقية.

*عسكرة المجتمع
استمرت عمليات مداهمة الأحياء في المدن والقرى من قبل ميليشيات "وحدات الانضباط العسكري" و "آساييش" و "الحماية الجوهرية" التابعة لحزب "الاتحاد الديمقراطي"، بشكل شبه يومي، بهدف اعتقال الشباب بين 18 عاما و30 عاما، ونقلهم إلى معسكرات التجنيد التابعة للحزب، قبل زجهم في جبهات القتال ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، دون أي يلقى ذلك أي انتقاد جدي من المجتمع الدولي أو المنظمات الحقوقية.

ويأتي عمليات التجنيد القسري للقتال ضمن ما يطلق عليه "PYD" "واجب الدفاع الذاتي" عن كانتونات "الإدارة الذاتية"، والمستمرة منذ صيف عام 2014، والتي ساهمت في هجرة معظم شباب المحافظة إلى تركيا ولبنان والعراق، خوفاً من التجنيد للقتال.

*العلاقة بين المجلس الوطني الكردي و"PYD"
صعد حزب "الاتحاد الديمقراطي" ضغوطه ضد أنصار "المجلس الوطني الكري" خلال العام 2016، حيث فرق مسلحوه يوم 2/12/2016 اعتصاماً نظمته أحزاب المجلس الوطني الكردي في مدينة القامشلي بريف الحسكة، طالب خلاله المعتصمون بإطلاق سراح مجموعة من المعتقلين السياسيين الكرد، كانوا قد اعتقلوا ضمن حملة اعتقالات واسعة شملت عدداً من السياسيين الأكراد في الفترة ما بين 15 آب/أغسطس وحتى نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بينهم سكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني–سوريا، "محمد اسماعيل" وعضو المكتب السياسي "نشأت ظاظا" وأعضاء اللجان المركزية "عبد الكريم حاجي" و"نافع عبد الله"، كما نفت رئيس المجلس الوطني الكردي "إبراهيم برو" إلى إقليم "كردستان العراق" بعد اعتقاله من وسط مدينة القامشلي في 13 آب/أغسطس.

وتكررت حالات احراق واغلاق مكاتب المجلس الوطني الكردي وأحزابه في مدن "القامشلي ورأس العين والدرباسية وعامودا القحطانية والجوادية"، وأتلفت محتوياتها وأنزلت الأعلام من فوقها، وكانت هذه المكاتب نفذت اعتصامات وإضراب عن الطعام في النصف الأول من شهر أيلول/سبتمبر احتجاجاً على ممارسات "PYD".

*التعليم والمناهج الجديدة
أعلنت إدارة "الاتحاد الديمقراطية" عن تحويل المناهج الابتدائية خلال العام الحالي بالكامل إلى اللغة الكردية، ويتم التعليم بهذه المنهاج في 1500 مدرسة، تضم 165 ألف طالب وطالبة، يشرف على تدريسهم 10746 معلماً ومعلمة، أعدتهم في 12 معهداً بغض انظر عن الشهادات التي يملكونها، وسط تخوف لدى الأهالي على مستقبل دراسة أبنائهم في مراحل التعليم الجامعي وما قبل الجامعي بسبب "أدلجة" هذه المناهج.

وصلت نسخ المنهاج الجديد إلى المناطق ذات الغالية العربية في مناطق سيطرة حزب "الاتحاد الديمقراطي"، ويدرّس حالياً 5 آلاف معلم ومعلم بهذه المناهج في تلك المناطق، وكان آخرها منطقة "جبل عبد العزيز" التي بدأت بتدريس المنهاج الجديد قبل أسبوعين تقريباً.

الحسكة - زمان الوصل
(96)    هل أعجبتك المقالة (110)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي