جرافات تركية تتوغل شمال "جسر الشغور" وتقتلع الأشجار

أفاد ناشطون أن آليات تركية توغلت في ريف جسر الشغور وقامت بتجريف الأراضي وإقتلاع مزروعات الأهالي، وأظهر شريط فيديو إحدى الجرافات من بعيد وهي تقتلع أشجار الزيتون في قرية الحسانية، وبدا الى جانب الجرافة عدد من الجنود الاتراك، ويعتزم أهالي قرى وبلدات "هتيا" و"الزوف" و"فرجين" و"العدنانيه" و"الناصرة" في ريف جسر الشغور تنظيم تظاهرة سلمية إحتجاجاً على توغل الجرافات بحماية الجندرمة التركية وتجريف المزروعات وأشجار الزيتون بهدف الاستيلاء على حوالي 1500 دونم-كما أكد ناشط فضّل عدم ذكر اسمه لـ"زمان الوصل"- مشيراً إلى أن الهدف من هذه التظاهرة ايقاف عملية التوغل وليس التصادم مع القوات التركية وسيرفع المتظاهرون –كما قال الأعلام التركية أثناء المظاهرة للدلالة على سلمية احتجاجهم وعلاقات الأخوة مع الشعب التركي.
وروى محدثنا أن جرافتين وعدد من حرس الحدود الأتراك توغلوا يوم الاثنين الماضي في الريف الشمالي لجسر الشغور بعمق تراوح بين 200 و 700 متر علماً أن كل الأراضي الزراعية في هذه القرى تعود ملكيتها للأهالي بسندات رسمية، وأكد محدثنا أن وفداً تم تشكيله من أهالي القرى المتضررة ذهبوا إلى قائد الحرس التركي ولكنهم لم يطمئنوا لكلامه الذي حمل صيغة الاستهتار بالأمر، وتابع الناشط أن أحد الأهالي طالب بحقه فكان رد العسكري عليه: "خلي دولتك تعطيك حقك". وأردف محدثنا أن الجرافات التركية توغلت أكثر في اليوم التالي، وتوقف عملها يوم الأربعاء بسبب الأحوال الجوية والعاصفة الثلجية ولكن الجرافات-كما يؤكد-لازالت موجودة لاستئناف العمل.
وأعرب محدثنا عن اعتقاده بأن الحكومة التركية تنوي بناء جدار حدودي يفصل بينها وبين المعارضة، ورسمت حدود جديدة بغرض قضم أراضي بالمساحات التي تم تحديدها آنفاً، مشيراً إلى أن "الجرافات ابتلعت أشجار الزيتون في المكان الذي قُرر لبناء هذا الجدار حتى أن عائلتين نازحتين تم إخلاؤهما من المنزلين اللذين يسكنانهما جرّاء الهدم والتجريف.
ولفت الناشط إلى أن قوات الجندرمة لم تبلغ الأهالي بهذه الخطوة مسبقاً بل تم إبلاغهم بصوت الجرافات التي تقتلع أراضيهم ومزروعاتهم.
وينوي أهالي القرى المتضررة–بحسب محدثنا– تنظيم مظاهرة والوقوف بوجه الجرافات بشكل سلمي ولكنهم-كما قال- ينتظرون ما سيفعله الأتراك، منوّهاً إلى عدم وجود أي جهة رسمية من الجانب السوري سواء من للمجالس محلية أو الفصائل الثورية أو من المحافظة لأن الألم-حسب تعبيره- "لا يؤلم إلا صاحبه". وأكد محدثنا أن هناك تواجد لفصائل الجيش الحر من إسلامية وغيرها ورأوا كل شيء بأعينهم ولكنهم لم يحركوا ساكناً، مضيفاً بحسرة أن "الحق الذي لا يوجد قوة تحميه يصبح باطلاً في شرع السياسة".
وحول الهدف من هذه الخطوة التركية المفاجئة أكد محدثنا أن الأمر واضح وضوح الشمس والأهالي -كما يقول- يسمونه احتلالاً منمقاً فعندما تأتي جهة من خارج بلادك وتأخذ أرضك بالقوة رافعة شعاراً براقاً يمكن أن يخدع البعيد فإن الأمر يصبح جلياً والهدف واضحاً.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية