أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مخاوف من مفاوضات تعيد سيناريو حلب جنوب دمشق

جنوب دمشق - عدسة شاب دمشقي

تخوض فصائل المقاومة السورية في مناطق جنوب دمشق مفاوضات مع النظام حول مصير بلدات في تلك المناطق وأبنائها، وذلك عبر لجنة توافقت عليها الفصائل بالتفاهم مع الفعاليات بتاريخ 28/10/2016.

ويعيش أبناء بلدات "ببيلا"، "بيت سحم"، "يلدا"، و"الحجر الأسود"، إضافة إلى مخيم "اليرموك" للاجئين الفلسطينيين وحي "التضامن" هواجس عديدة خصوصاً بعد الأحداث التي عصفت بمدينة حلب الشرقية وسط صمت دولي رهيب عن عمليات التهجير والأفعال الانتقامية الحاقدة الصادرة عن الميليشيات الطائفية المُساندة للنظام.

ويرى محللون أن تلك المناطق تكتسب خصوصية عن المناطق التي سبقتها بتنفيذ مشروع المُصالحة، الأمر الذي يعطي النظام أوراق ضغط كبيرة يستخدمها بين الحين والآخر.

وتشهد المنطقة تنوعا بالوجود العسكري سواء لدى القوى المعارضة والنظام على حد سواء، إذ يتمركز مُقاتلو تنظيم "الدولة" في مدينة "الحجر الأسود" وأجزاء كبيرة من مخيم "اليرموك" وحي "التضامن" القريبين من بلدة "يلدا"، إضافة إلى وجود فصائل معارضة أخرى تابعة للمقاومة السورية.

ومن جهة النظام، فإن الميليشيات الشيعية الطائفية تسيطر على منطقة "السيدة زينب" المُتاخمة لبلدتي "ببيلا" و"بيت سحم".

وبدأت المفاوضات رسمياُ بتاريخ 14/11/2016 في اجتماع عُقد بمبنى فرع الدوريات وسط دمشق، حيث طرح النظام مقترحه للمصالحة حينها بفرض سيادته المُطلقة على المنطقة عبر تسويات لكافة الشباب وتسويات خاصة بالمنشقين والمتخلفين، وتنظيم لوائح خاصة لمن يُريد حمل السلاح لقتال تنظيم "الدولة"، وإدخال كافة مؤسساته الخدمية، وتشكيل لجان حماية من أبناء المنطقة، ورعايته لمفاوضات قد تجري بين أبناء منطقة جنوب دمشق ومنطقة "السيدة زينب" المجاورة إحدى أهم معاقل الميليشيات الشيعية الطائفية في سوريا كلها وليس على تخوم العاصمة دمشق وحسب.

*الثقة المفقودة
ويعيش أبناء تلك المناطق جنوب دمشق هواجس عديدة، وفق ما ذكره "أبو بكر التقي -مُقاتل في صفوف فصائل المقاومة، مؤكدا أنه "لا يمكن الوثوق بالنظام المجرم الذي يقتل أهلنا ويهجرهم في كل سوريا".

وأضاف "التقي" لـ"زمان الوصل" "أفضل الموت على أن أوجه بندقيتي بصدر ثائر كان يشاركني القضية السورية وأحلامها"، مؤكدا أن "عداءنا مع تنظيم الدولة ينفصل كلياً عن عدائنا مع النظام المجرم، وأُقاتل كلاً منهم بموجب الظروف الخاصة به".

بينما يعتبر "محمد أبو رامي" –مدني-أن "قتال النظام المجرم والميليشيات المُساندة له واجب علينا في كل زمان ومكان"، مشيرا إلى أنه يفضل الخروج من المنطقة على أن يتصدى للتهجير عبر التحاقه تدريجياً بصفوف النظام، كما ذكر لـ"زمان الوصل".

من جانبه يرى أحمد الصفدي –مدرس-أنه "مهما قدم النظام ضمانات لا يمكن أخذها على محمل الجد بعد تجربة 6 سنوات، مضيفا لـ"زمان الوصل" "إن قررت فصائل المقاومة، مُضطرة، الخروج من المنطقة فسأخرج معهم، وخيارنا جميعاً القتال أو الخروج".

سكان قي المنطقة يرون أن التكهن بإيجاد حلول جذرية في ريف دمشق الجنوبي يبقى أمرا صعبا في ظل حصار خانق دام طويلاً ورؤى مختلفة لدى فصائل المقاومة والكيانات المدنية، خصوصاً المعنيين في بلدات "ببيلا" و"بيت سحم"، وسط توقعات بقبول فعاليات البلدتين كافة شروط النظام وترويجهم لها في كل مناسبة وعلى المنابر، علما أنهما تعيشان حالة هدنة مع النظام منذ أكثر من سنتين. 

"الناشط أبو زيد" يؤكد أنه "نعي مخطط النظام الرامي لإعادة أدلجة المجتمع وتحويل المقاتلين لصفه، مستثمراً ظرف الفقر العاصف بشباب المنطقة".

ويردف لـ"زمان الوصل" "لا يوجد تنازل أكبر من تأمين طريق مطار دمشق الدولي لثلاثة سنوات فائتة"، معتبرا أن "من يُرد الصلح يقع على عاتقه تقديم التنازلات".

ويرى أبو زيد أن "أفضل حل للمنطقة هو تحصيل هدنة طويلة الأمد، لعله يتراءى لنا حلاً يشمل كافة البقاع السورية".

*اجتماعات بلا اتفاقات
حتى الآن، حسب ما تؤكد مصادر مطلعة لـ"زمان الوصل" فإن أربعة اجتماعات تفاوضية لم يفضِ إلى إبرام أي اتفاقات، لافتة إلى أن كل ما يتم الإعلان عنه لا يخرج عن إطار الوصول إلى قواسم مشتركة ونقاط التقاء يتم البناء عليها والانطلاق منها. وكشفت المصادر ذاتها أن آخر القواسم المشتركة المتوافق عليها دخول وفد النظام للمنطقة، وسط شائعات بأنّه قد فرض مهلة ليست طويلة للموافقة على مشروعه دون التلويح بأي إجراءات قد تُتخذ، لتبقى كل الاحتمالات واردة.

وبالتوازي مع العملية التفاوضية الجارية تطفو على السطح بين الحين والآخر مُبادرات شبابية تطالب بتوحيد الصف والكلمة من جهة، وتنشر وعي مخاطر "التغيير الديموغرافي" من جهة أخرى، داعية إلى أخذ العبرة من دروس التهجير التي يلقنها النظام للسوريين، وآخرها في حلب، بعد هدن ومصالحات واتفاقيات في "داريا" و"المعضمية" بريف دمشق، وغيرها من المناطق السورية الثائرة.

*شائعات حول التنظيم
يأتي ذلك وسط تسريبات وشائعات ظهرت في الآونة الأخيرة على وسائل الإعلام، تزامنت مع المفاوضات الجارية، تفيد بأنّ تنظيم "الدولة" في مدينة "الحجر الأسود" فك ارتباطه بالتنظيم وشكل ما يُسمى "لواء شهداء الحجر الأسود"، ما وسع دائرة الأمل لدى أهالي جنوب دمشق في تسوية ما تُعيد أبناء مخيم "اليرموك" وحي "الحجر الأسود" إلى منازلهم، قبل أن ينفي التنظيم في إصدارٍ حديثٍ لهُ، تلك الشائعات، مؤكدا استمراره في قبول البيعة من شباب جُدد، نافياً بذلك أي سبيل، قد تؤدي لتفاهمٍ ما بين التنظيم وفصائل المقاومة السورية. 

"أبو أحمد مشير – قائد "كتائب أكناف بيت المقدس" يؤكد "الانحياز للشعب المغلوب على أمره"، لافتا إلى أنه "لا تتعارض مصالحنا مع مصالح أهلنا الفلسطينيين".

ويقول مشير لـ"زمان الوصل" إنه "من غير المقبول إجراء تسوية مع تنظيم "الدولة" على حساب دمائنا التي استباحها وبيوتنا التي انتهكها"، مؤكدا "لسنا مُمثلين إلى الآن في المفاوضات الجارية".

"سامي الغزاوي" لاجئ فلسطيني مُهجر من مخيم اليرموك إلى يلدا بسبب وجود تنظيم "الدولة" في المخيم يقول "من الصعب الالتحاق بصفوف النظام أو الفصائل الفلسطينية المُساندة له حتى لو كان تحت مُسمى الحياد، كما لا يمكننا الرهان على تسوية ما مع تنظيم "الدولة"، فلا نثق بهم إطلاقاً".

دمشق - زمان الوصل
(99)    هل أعجبتك المقالة (96)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي