أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

وقف نار شامل، قمة ثلاثية، أستانة بديلا عن جنيف.. اللاعبون الكبار يضعون سوريا أمام 3 منعطفات جديدة

"سوري-سوري".. وصفة يمكن ّإدراجها في باب الخرافات، عطفا على ما آل إليه الوضع السوري –على كلتا ضفتيه- من تآكل وارتهان

لم تكد معركة حلب الأخيرة تضع بعض أوزارها، بغض النظر عن طبيعة هذه الأوزار ومن تحملها، حتى بدأ اللاعبون الكبار في الملف السوري، بكشف بعض أوراق المرحلة القادمة، والمتمثلة باستثمار ما حدث في حلب سياسيا لصالح النظام ومن أعانوه، بعدما نجحوا إلى حد كبير في استثماره ميدانيا.

وكان من البديهي جدا، أن تخرج التصريحات من عاصمة القرار السوري، موسكو، ومن رئيس سوريا الفعلي "فلاديمير بوتين"، معلنا أن الحاجة باتت ملحة بعد معركة حلب لفرض وقف إطلاق نار شامل فوق كل التراب السوري، وهذا ما يعني تلقائيا تجميد الخريطة الميدانية وخطوط التماس، وتثبيتها لصالح النظام ولو مؤقتا، حتى يستكمل الروس اللعب بورقة "التفوق" الميداني ويستغلونها لآخر رمق.

ومن موسكو أيضا، جاء الإعلان عن موعد مرتقب لقمة ثلاثية ستجمع روسيا وتركيا وإيران (27 الجاري)، ليس هناك حاجة لكثير تفكر وتمعن، حتى ندرك أنها مخصصة للنظر في شأن "الكعكة" السورية.. ولا عجب فلروسيا اليد الطولى عسكريا وسياسيا، ولتركيا امتداداتها داخل سوريا، إن بشكل مباشر أو عبر من تملك التأثير عليهم، أما إيران فرصيدها محفوظ، كونها حتى الآن الأقدر على حشد المرتزقة الطائفيين وتدريبهم وتسليحهم وإرسالهم إلى سوريا.

وفي موسكو أيضا وأيضا، يتم العمل الحثيث على تجهيز طاولات التفاوض في العاصمة الكازاخية "أستانة"، لتستقبل وفود النظام و"المعارضة"، دون أن يعلم أحد حتى الساعة ماهية هذه الوفود، ولا شكل أو لون "المعارضة" التي سيتم إجلاسها قبالة النظام، لتتلقى إملاءات الروس وإيران بلسان سوري، وفي صورة "مباحثات" أو "حوار سوري-سوري"، كما يحلو للنظام وحلفائه أن يرددوا.. "سوري-سوري"، أي يقوده السوريون ويقرر فيه السوريون ويتفق فيه السوريون وينفذه السوريون.. في وصفة يمكن عدّها من الخوارق أو إدراجها في باب الخرافات، عطفا على ما آل إليه الوضع السوري –على كلتا ضفتيه- من تآكل وارتهان، مع اختلاف النسب.

ولعل ما حصل ويحصل حتى الآن أثناء إخلاء سكان وأهل "حلب الشرقية"، يمكن أن يلخص شيئا من المشهد المرتقب، فحلب التي عرفت بمطبخها العريق، تبدو "لقمة شهية" ومغرية للجميع، وهذا ما يدفع الحلفاء أن يتصارعوا فيما بينهم عليها، فما بالك بصراع الأعداء أو الأضداد.

ورغم أن ما مضى على توقيع اتفاق حلب لا يزيد عن 72 ساعة، فإن عدد الخروقات الناجمة عن تنازع الإيرانيين مع النظام، ومع الروس، والروس مع النظام، والمليشاوي مع النظامي.. وهلم جرا.. عدد هذه الصراعات والخلافات التي عرقلت وأخرت تنفيذ الاتفاق كبير وكبير جدا، وهي صراعات مستمرة حتى الساعة، وتعطي تصورا عن تسابق محموم، تقوده طهران التي شعرت بنوع من خيبة الأمل، حيث لم يكن توقيعها موجودا على الاتفاق –بخلاف روسيا-؛ ما جعل الملالي وأنصارهم يحسون أن "نصر" حلب الذي دفعوا في سبيله آلاف القتلى والجرحى جرت سرقته.

وضعت معركة حلب المدينة معظم أوزارها الميدانية إلى حين، ولكن الأوزار السياسية لم ولن توضع على الأرجح قبل مرور فترة طويلة، قد يكون من التفاؤل أن نقيسها بالسنوات؛ ما لم يعد للحراك الميداني داخل "الشهباء" بريقه وفاعليته، مع طي صفحة الماضي، بعد التعلم من الدروس المدونة فيها طبعا.

زمان الوصل - تحليل إخباري
(94)    هل أعجبتك المقالة (94)

الهاشمي

2016-12-16

اليس اولى ان يقرر الشعب السوري الثائر ضد الطغمة الفاسدة الوقف الشامل للنار او الاستمرار - اليست حلب خير دليل فاهل مكة ادرى بشعابها وما على المتعاطفين او المؤيدين الا تقديم يد العون حين الطلب للاحرار والا ستدمر سوريا باكملها وهذا ما يريده بشار وباقي الاشرار.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي