فيما يشبه الاجتياح جدد تنظيم "الدولة الإسلامية" السيطرة على مساحات شاسعة بريف حمص الشرقي على خط يبلغ طوله من الغرب إلى الشرق 100كم، وبعمق يتراوح بين 40 و60 كم خلال 4 أيام.
مصدر عسكري من النظام يكشف لـ"زمان الوصل" حيثيات سيطرة التنظيم على تدمر

واستولى عناصر التنظيم على كل منشآت النفط والغاز في تلك المنطقة وهي حقول "جحار وجزل وشاعر وحيان وحويسيس" بشكل كامل بالإضافة إلى الاستيلاء خلال أقل من 24 ساعة على مدينة تدمر الأثرية مع التوغل جنوباً إلى قصر "الحلابات" الذي يبعد عن تدمر قرابة 30 كم والتوغل غربا والاستيلاء على قرية "التياس" التي لا تبعد عن مطار "تي فور" العسكري سوى 3 كم، وذلك في خطوة وصفها محللون بأنها غريبة جدا وبشكل لا يمكن تحليليه عسكريا بشكل منطقي في ظل تفوق الطرف المدافع بكل أنواع الأسلحة واحتلال النقاط الحاكمة هناك، فكيف حدث ذلك؟
مصدر عسكري من داخل النظام صرح لمراسل "زمان الوصل" إنه حتى يوم الخميس 8/12/2016 كانت القوات الروسية تسيطر عسكرياً على كل تلك المنطقة الممتدة من تدمر شرقاً إلى تخوم قرية "جب الجراح" غربا ومن جبال "شاعر" شمالا إلى مطار "تي فور" شرقا وذلك من خلال مواضع أمامية يتراوح عددها ما بين 20 إلى 30 موضعا متقدما تنتشر فيها قوات خاصة روسية تدعمها المروحيات القتالية المنتشرة مع تلك القوات، إضافة إلى سيطرة القوات الروسية على مدينة تدمر بالكامل، بعد إنشائها فيها أكبر قاعدة عسكرية برية في سوريا، وقد كانت هذه القاعدة قد نشرت أيضا مواقع أمامية متقدمة للرصد والاشتباك على التلال الحاكمة في محيط مدينة تدمر تساندها أعداد كبيرة من المقاتلين ضمن صفوف الميليشيات الشيعية الأفغانية بقيادة ضباط من الحرس الثوري الإيراني، وهي مخصصة للعمل تحت امرة القوات الروسية في تدمر. وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن قوات النظام لاحظت أثناء هجوم قوات تنظيم "الدولة" عليها أن لا وجود للقوات الروسية على الإطلاق في المواضع الأمامية الحاكمة التي تحتلها، حيث كانت قد انسحبت من مواقعها قبل هجوم قوات تنظيم "الدولة" بساعات قليلة على متن المروحيات العسكرية التي تعمل معها، وهم ما لم يلفت انتباه قوات النظام بحسب المصدر ذاته بسبب طبيعة عمل القوات الروسية مع المروحيات بشكل دائم.
ويضيف المصدر العسكري أن الملفت للانتباه كان أن القوات الروسية غادرت مواقعها في تدمر مساء الجمعة ليلة السبت 10/12/2016 باتجاه الغرب وعلى طريق تدمر حمص وتركت قوات النظام والميليشيا الأفغانية تلاقي مصيرها.
وذكر المصدر أن الطيران الحربي الروسي لم يقدم أي دعم للقوات المدافعة طيلة الأيام الأربعة التي حصل فيها الاجتياح، خاصة طيران المروحيات القتالية التي تتمركز في مطاري "الشعيرات" و"تي فور" المزودة بصواريخ م/د ليزرية من طراز "شتورم" التي يبلغ مداها 8 كم.
واستولت القوات الروسية بشكل مطلق على تلك المنطقة منذ تحريرها من التنظيم ربيع عام 2016 لما تحوية من كنوز وآثار، تم نهبها، حسب سكان من المنطقة، وثروات نفطية وغازية كبيرة، جدا بالإضافة إلى غنى المنطقة بالفوسفات.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية