يعيش النظام ومليشياته ساعات عصيبة عليهم من التقهقر الممزوج بالفزع، لاسيما بعد تقدم تنظيم "الدولة" إلى أماكن لم يسبق له أن بلغها بهذه السرعة في ريف حمص، وكسره خطوط دفاع كانت حتى وقت قريب تعد من ضمن أشد الخطوط احمرارا، إن صح التعبير.
فبعد بسط سلطته على مدينة تدمر بالغة الحيوية، استطاع التنظيم وفي غضون ساعات أن يستكمل سيطرته على كامل حقول الغاز والنفط في ريف حمص الشرقي، وآخرها حقل حيان ومعمله.
ولم يكتف التنظيم بذلك، بل إن الأنباء الواردة من المنطقة، تفيد بسيطرته على قرية "التياس" التي يسمى على اسمها واحد من أخطر مطارات النظام العسكرية (مطار التياس المعروف باسم تيفور)، والذي بات بدوره –أي المطار- تحت رحمة نيران التنظيم.
ومع هذه الأجواء من التقهقر، جاءت بعض الصور التي نشرتها حسابات موالية للتنظيم، لتدب مزيدا من الرعب في صفوف عناصر النظام، لاسيما هذه اللقطات أظهرت جثثا -لقوات ومرتزقة النظام- مشوهة وأخرى تحترق.
وفي ظل التقهقر عن تدمر ومحيطها، والانسحابات المتواصلة للنظام، انتابت جمهور الموالين موجة من التخوين، التي طالت كل الأطراف، بدءا من ضباط وعناصر الجيش الذين قيل إنهم فروا سريعا من وجه التنظيم، مرورا بالمرتزقة، المحليين منهم والأجانب، وانتهاء بروسيا التي قال البعض إنها تعمدت "خذلان" جيش النظام، بل إنها ربما "باعته" في تدمر.
ووسط الشهر الفائت، أعاد النظام ترميم وإصلاح مطار "تيفور" بعد توقف دام بضعة أشهر، بسبب انفجار عدة مروحيات فيه، تبنى تفجيرها تنظيم الدولة.
ويعد "تيفور" واحد من أهم أربع مطارات حربية في سوريا، وهو يبعد عن مدينة تدمر قرابة 60 كم، وعن حمص نحو 90 كم.
وويضم المطار 54 حظيرة للطائرات الحربية، وتجثم على أرضه طرازات من قبيل: ميغ 29 وميغ 27 وسوخوي 35، فضلا عن أنظمة دفاع جوي، وعربات مدرعة حديثة.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية