أسعف ممرض بريف إدلب ثلاثة أطفال مساء الثلاثاء الماضي ليفاجأ بأنهم أولاده الذين قضوا جرّاء استهداف الطيران الروسي لبلدة "معر تمصرين".
وروى والد الأطفال "مازن كاشور"، وهو ممرض فني أشعة في مشفى "الشهيد محمد البظ" الميداني، لـ"زمان الوصل" أن الطيران الروسي أغار على مدينة "معر تمصرين" بعد عصر الثلاثاء بثلاث غارات الأولى في السوق الشعبي والغارات الأخرى على منازل المدينة ومنها منزله.
وأكد أنه كان يسعف الجرحى في المشفى وإذ بطفل ملطخ بدمائه مشوّه الوجه فأجرى الإسعافات المطلوبة له، ولم يكن يعلم أنه ابنه "عبد الخالق" إلى أن استشهد بين يديه بعد دقائق، ويضيف الوالد المكلوم أن زملاءه المسعفين أحضروا طفلاً آخر مبتور القدمين والأذن بعد فقدانه الحياة، ليكتشف فيما بعد أنه ابنه "عقبة" ولم يتعرف عليه بسبب تورمه وتغيّر شكله.
وأردف "كاشور" أن زملاءه المسعفين أحضروا بعدها طفلة متفجرة الرأس ومصابة بكتفها الأيسر بشظية من صاروخ ليكتشف انها ابنته "دعد".
وأضاف أن مدير المشفى استدعاه بعد انتهاء عمله ليخبره باستشهاد أطفاله الثلاثة.
وأردف محدثنا أن أطفاله قضوا داخل منزله وتم إخراجهم من تحت الركام بواسطة عناصر الدفاع المدني، وكشف والد الأطفال الشهداء أنهم "لم يكونوا يخافون من الطائرات لدرجة أنهم كانوا يخرجون إلى ساحة المنزل ليتفرجوا عليها عندما يسمعون صوتها لأنهم اعتادوا على مشهد الطائرات التي لا تفارق سماء المنطقة ليلاً أو نهاراً" مشيراً إلى أن الطيران الروسي يحوم في أجواء المدينة في الوقت الذي يتحدث فيه لزمان الوصل.
واسترجع الأب المفجوع موقفاً مؤثراً لأطفاله عندما قضى ابن عمهم أمام أعينهم قبل سنة حين قالوا له بعفوية: "يا عبدو معن سلامتك ريتو نحن معك" وعبّر محدثنا عن تسليمه بقضاء الله وقدره، مشيراً إلى أن "فلذات أكباده كانوا أمانة لديه أعطاه إياهم المولى عز وجل ثم استرد أمانته".
وكان الطيران الروسي قد قصف سوقاً شعبياً بمدينة "معرتمصرين" إلى جانب منازل للمدنيين مساء الثلاثاء بالصواريخ الفراغية مما أدى لمقتل 11 شخصاً وعدد كبير من الجرحى، وخلّف القصف أضراراً كبيرة في ممتلكات المدنيين.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية