الأسد يكتشف أن إعلامه فاسد ويكلّف رأس الفساد بمكافحته

أشار بشار الأسد إلى أن الإعلام السوري فاسد "يجب تنظيفه"، وذلك خلال حديث لصحيفة "الوطن" التي يمتلكها ابن خاله رامي مخلوف، ينشر اليوم الخميس.
وتأتي إشارة الأسد هذه بعد سلسلة طويلة من حالات الفساد تم الكشف عنها في المؤسسات الإعلامية التي تتبع للنظام ممثلا بوزارة إعلامه التي كلفها بمكافحة الفساد وهي متهمة به أصلا.
تلفزيون الوزير
ومن أهم ما يجري الحديث عنه هو أن التلفزيون العربي السوري يشغّل جيشا من الموظفين يتجاوز عدده 10 آلاف موظف، وهو لا يحتاج لأكثر من 500 حسب إنتاجية العمل، وهذا وفقا لمعايير المؤسسات الصحفية العالمية.
ويدرك الصحافيون السوريون أن أي وزير إعلام يوظف عشرات الشباب (من الجنسين) من أقاربه والمحسوبين عليه في التلفزيون السوري فور استلامه لمنصبه، وليس من باب المصادفة أن يكون لوزير الإعلام مكتب وغرفة نوم في مبنى الإذاعة والتلفزيون.
ومن أبرز قضايا الفساد التي عرفها التلفزيون السوري كان اختراع ما يسمى موظف على بند "البونات". وأشار الكاتب الصحفي "ثائر الزعزوع" إلى أن وزير الإعلام الأسبق "محمد سلمان" وظفّ تحت هذا المسمى أكثر من 1700 شخص في التلفزيون، كان يتم وضع أسمائهم في البرامج ونشرات الأخبار رغم أن غالبية هؤلاء لا يقومون بأي عمل.
وتشير المعلومات الحديثة الواردة من التلفزيون أن عدد موظفي "البونات" تضاعف أكثر من مرة منذ ذلك الوقت.
أقارب ومحسوبيات
وأكد "الزعزوع" في حديث لـ"زمان الوصل" أن كلّ موظفي وزارة الإعلام "المرضي عنهم" كانوا يتقاضون رواتب من التلفزيون بالصفة الجديدة.
وأضاف الزعزوع: "من حالات الفساد البارزة التي كانت وزارة الإعلام تتميز بها المحسوبيات في التعيين، حيث تحولت عائلات كاملة إلى متنفذين ضمن الكادر الوظيفي، وكانت المهمات الداخلية والخارجية مخصصة لهؤلاء دون النظر إلى الكفاءة والمهنية، عدا عن الفساد المالي المتمثل في تقديم أرقام خيالية لتكلفة البرامج التي يتم تصويرها خارج مبنى التلفزيون، وتتجاوز أضعاف التكلفة الحقيقية".
دود الخل
واستهجن "الزعزوع" تكليف بشار الأسد وزارة الإعلام بمكافحة الفساد في المؤسسات الإعلامية "وهي رأس الفساد فيه والراعية له"، معتبرا أن الفاسد لا يمكنه مكافحة فاسد أو منعه من الفساد، وعليه لن يتغير في مؤسسات الأسد الإعلامية شيء.
وتأتي مطالبة الأسد بمكافحة فساد الإعلام بعد يوم واحد من نشر وسائل إعلام موالية خبرا عن فساد بوكالة "سانا" تمثل بإعلانها عن مسابقة لتعيين محررين وموظفين جدد، نجح فيها 10 فقط، وتبين أن مدير الوكالة "أحمد ضوا" عينهم قبل ذلك، وهم من أقاربه أو ممن تمت تزكيتهم من ضباط في الأمن أو مسؤولين كبار في نظام الأسد.
عشّ الفساد
وتعتبر وكالة إعلام النظام "سانا" من المؤسسات التي "يعشش فيها الفساد"، حسب قول الصحفي "جورج ميالة" الذي أكد أنها لا تزال تنشر مواد باسم صحفي انشق عنها منذ 3 سنوات في واحدة من عشرات حالات الفساد.
وتحدث عن فساد أخلاقي تفشى في وسائل إعلام النظام جعله في الحضيض حتى مهنيا، وقد كانت هذه الوسائل تعيشه من قبل، لكنه تفاقم مع الثورة السورية، حيث يصعب توصيف مشاهد وصور مذيعيه وصحفييه مع جثث الشهداء من المدنيين، خارج إطار الجرائم الأخلاقية والمهنية، "ولكن رغبة الأسد في مكافحة الفساد لن تقترب من هذه النقطة بالتأكيد" حسب قول "ميالة".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية