أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

زيارة رايس القادمة- تسويق للأوهام من جديد (1-2) .... رشيد شاهين

وزيرة الخارجية الأميركية "الدكتورة" كونداليزا رايس لا تزال تحاول بشتى الطرق أن تقنعنا بأنها لم تنفك أبدا عن التفكير في هذه المنطقة من العالم، وانها تعمل بكل جدية من اجل التوصل إلى حل للصراع العربي والفلسطيني الإسرائيلي المستحكم منذ ستة عقود، وإنها مع رئيسها بوش -"الصغير" كما كان الإعلام الرسمي العراقي يطلق عليه قبل سقوط العراق في قبضة الاحتلال- وإدارته المتصهينة يسعون بشكل جاد لحل هذا الصراع وإيجاد دولة للفلسطينيين في الأراضي المحتلة منذ العام 1967.

نحن لا ننكر أن "الآنسة" رايس لم تتوقف عن التفكير في هذه المنطقة من العالم، لكن هذا التفكير ليس له علاقة بما تدعي أو تحاول إقناعنا به ومن أنها ترغب في إيجاد الحلول التي من خلالها يمكن لحالة العداء والتصادم أن تنتهي، ولا من اجل تحويل هذه المنطقة إلى واحة للسلام، بل هي لا تتوقف وإدارتها عن التفكير في كيفية السيطرة على هذه المنطقة وكيف تبقيها تابعة لها وخاضعة لنفوذ إدارتها التي أثبتت بالممارسة الفعلية أنها إدارة لا تحمل إلا نوايا الشر والعداء لهذه المنطقة وشعوبها، وإنها وإدارتها ترغب في أن تبقي المنطقة تدور في فلك السياسة الخارجية الأميركية وأن ينفذ قادة وزعماء هذه المنطقة ما تأمر به إدارة البيت الأبيض بغض النظر عمن يسكن هذا البيت.

رايس تأتي من اجل تسويق ما تقول انه السلام في المنطقة، هذا السلام الذي لم تستطع ولم تشأ كما لم ترغب في تحقيقه خلال دورتين متتاليتين مكث فيهما سيدها "الصغير" في البيت الأبيض، وهي تريد أن تقنعنا بأنها يمكنها أن تحقق خلال هذا الوقت "الضائع" والمتبقي من عهد بوش وزوال نجم اولمرت أنها يمكنها عمل ما لم يتحقق خلال سنوات ثمانية مضت على إدارة سيدها في الحكم "الرشيد".

واقع الحال يقول إن رايس استطابت مع أركان الإدارة الأميركية الكذب والتزوير، وربما كان من الايجابي أن من كان يرصد التزوير والكذب والتلفيق الذي تتم ممارسته من قبل السيد بوش وأركان إدارته إنما كانت جهات غربية وأميركية وذلك لان ذلك يعطي مصداقية لما ترصده تلك المراكز أكثر مما لو كان الراصد من العالم الثالث، حيث تم رصد ما يقارب ألف مرة من الكذب مورست من قبل أركان إدارة بوش خلال وما قبل الحرب على العراق، ومن الواضح أن هذه السياسة في التزوير والكذب لا زالت محل ممارسة من قبل بعض الساسة الأميركيين بمن فيهم الوزيرة رايس.

يبدو أن رايس تعتقد بان أحدا ما سوف يصدق ادعاءاتها عندما تقول إنها قادمة من اجل ما تقول إنها قادمة من اجله، وهي لا تعلم أن الجميع أصبح يدرك إن بضاعتها سوف تبور وإنها لن تفلح في تسويق بضاعة ثبت فسادها وغير صالحة لأي نوع من الاستخدام، لأنه لا يمكن لعاقل أن يصدق بان أميركا يمكن أن تروج للسلام، خاصة وان ما تفعله "يداها" في أكثر من مكان في هذا العالم يثبت عكس كل ما يمكن أن تدعيه، حيث أصبح من غير المقنع الحديث عن سلام يمكن أن يقوده جورج بوش بينما يداه ملطختان بدماء الأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء في العراق وفي أفغانستان وأطراف باكستان وفلسطين ولبنان وأخيرا في سوريا، هذا عدا عن التهديدات التي يوزعها يمينا ويسارا سواء ضد سوريا أو إيران أو السودان وفنزويلا أو غيرها من بلدان العالم، ولا بد من أن نتذكر القاعدة التي أطلقها بوش عشية الحرب على العراق بان من ليس معنا فهو ضدنا، وكذلك ما تفتقت عنه ذهنية البلطجة والكاوبوي والتي تتحدث عن الحروب الاستباقية لمجرد الشبهة ضد أي بلد في العالم، هذه السياسة التي يمكن أن تكون ذريعة أو سببا للاعتداء على أي دولة في العالم وخاصة الدول الضعيفة أو ذات الإمكانيات المحدودة.

رايس تعتقد بان أحدا سوف يصدقها عندما تعلن أنها إنما تأتي من اجل تحقيق رؤية بوش الابن التي خادع بها العالم عندما تحدث عنها في المرة الأولى قبل الحرب على العراق كما فعل والده عندما تحدث عن الموضوع ذاته قبل أن يقوم بالتحشيد والهجوم على العراق عام 1991. وهي تريد أن تقنعنا بأنها وإدارتها التي تروم السيطرة على العالم والتي ومنذ جاءت إلى الحكم انتقلت من حرب إلى أخرى ومن دماء إلى مزيد من الدماء إلى أن تسببت في الانهيار الاقتصادي والأزمة المالية العالمية تحولت إلى رسول للسلام في المنطقة.

خلال الأسبوع الماضي قالت التقارير إن رايس وخلال لقاء مع إحدى المحطات التلفزيونية الأميركية ادعت بأنها وإدارتها سوف تغادر بينما المنطقة والعالم أفضل مما كان عليه الوضع قبل استلام بوش للسلطة، وقالت التقارير بان رايس أسهبت في تعداد المزايا التي تحققت خلال فترة بوش "الصغير" ، والحقيقة إن هذه الادعاءات لا تمت إلى الحقيقة بصلة، وهي إنما تأتي ضمن مسلسل الأكاذيب والتزوير الذي تحدثت عنه الصحف ووسائل الإعلام الأميركية عندما قالت إن أركان الإدارة كذبوا 950 مرة خلال وقبل الحرب على العراق كما تمت الشارة، ورايس تعلم بان ما قالته عن أنها تغادر والمنطقة أفضل حالا مما كانت عليه ليس سوى كذبة جديدة، حيث إن نظرة واحدة إلى المنطقة تكفي لكي يكتشف من يريد أن يكتشف كذب هذا الادعاء.

2008-11-1
[email protected]








(91)    هل أعجبتك المقالة (88)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي