أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

غربة في تاريخ النساء ... رهيم عماد الدين صوان

عندما كان عمري قاربا ً صغير ينساب ُ مع الامواج ِ .... والريحُ تحدد له المصير
أسرت ُ سواد الليل في عباءة ٍ من حرير وسرقت دليلا ً من نجوم الفضاء .... عليه اسير ، وحددت ساعة الصفر طالبا ً من غيمتي السوداء ان ..... تعلن النفير و تحشُد ما امكن من برق ٍ ورعد ٍ ومطرٍ كثيير وتضرب ذلك الهدوء والسكون والترقب َالطويل
بما استطاعت من عواصف وزوابع واعاصير ، وتحيل البحر وحشا ً كاسرا ً خطير وضبابا ًوموجا ًو رعبا ً مثير وصراخا ً و بكاءاً يشلُ التفكير فقد حان الانَ...... موعدُ التغيير ولن ُاذعنَ بعد الآن لهذا الزمنِ والواقع المفروض والمقدر ِ......... تقدير يداهم كيفما شاءَ ايامي لاعبا ً مستهزءا ً متحكما ً دون ايِ ِتبرير ولطالما مزق احلامي وغير المحيط حولي بلا تفسير ، سأوفاجئه ُاليومَ واعلنَ التمرد َ .... وعليهِ ُأغييرْ سيسجل التاريخ بطولات حربي وماكان بها من تدمير ، فانا اقرر شكل حياتي ومصيري واصنع كتاب عمري او...اعيد لهُ التشكيلَ والتحرير سلطتي مطلقة ٌ وارادتي تعلوا كل ارادة فهذه مملكتي وانا لها الامير، تجردت ُ من اثامِ حضارة الغرب وكفرت بماله ِ الحقيير وتركتُ آلام غربتي وراء ِ عائدا ً لوطني الفقير الجميل في ذلك المســاء.... صادرتُ وجه صبية ٍ سمراء... شرقية ٍ غريبة الاطوارو الاهواء.. سميتها بآلاف الصفات و الالقاب و الاسماء ... واقسمت في معبد عشتار ....لها الولاء واعلنت في بلاط ملكي انها هبة من السماء ، وأمرت ان ُ تقدمَ النذور على مذبح خصرها في الصباح والمســاء فقدس َ َشعرُها الطويل الانهار والبحار ومنابع المــــاء وحل الخصبُ في بلدي والقوة والرخاء.. َثبَتت لي اركان عرشي و صمدت بها .... بوجه القدر والقضاء، وساعدت عيناها السود جيوشي وحمتني واعانتني ....في معارك البقاء، فأوقفت بثغرها زحف الفراعنة والمغول ...وهزمت كل الاعداء واشعلت لأجلها ملايين الثورات في العالم... وارقت فداءا لها الدماء.. فتحولتُ بسببها الى رجل ٍ من اعظم ِ العظمـــاء وبنيت ُ مجد حضارتي ووضعت ُ التشريع والسنن... بما امدتني من عطاء ُذكِرت اسماؤها في ُرُقمِ ِ ماري وحضارة ايبلا.... وكتب التاريخ و الانباء وتوقف الكثيرُ عند وصفها من فلاسفة و ُمنظرينَ وشعراء وحاول الجهابذة ُ والحكماء فك طلاسم اسرار قلبها..وتكبدوا العناء،
ليعرفوا... كيف َدفعتُ بها عن نفسي وامتي البلاء ؟؟

فقالوا هي قديسة ..... او ربما احد ُ الانبياء ولا نملك تفسيراً اخراً نقدمه... وهذا اجماع كل الفرقاء والعلماء، فضحكت من قلبي على هذا الغباء فهي ليست سوى امرأة.. تستطيع ان تلعب دورها اي شرقية .....في وطني من النساء وما زالت يا سادتي الظباء بشرقنا ...تحترف البذل والمحبة والوفاء حتى كلما امعن ذكور القبيلة ..في الإذاء
فتبارك شرقٌ انجب كل هذا الضيـــــاء.

(114)    هل أعجبتك المقالة (104)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي