ولدت الطفلة "فاتن ادريس" مصابة بشلل نتيجة نقص الأوكسجين عند الولادة، ما أدى إلى عجزها فيما بعد عن الحركة والكلام، وبسبب ظروف الحرب والحصار وتدمير منزل أهلها في قرية "المباركية" بريف حمص الجنوبي، اضطرت عائلة "فاتن" للنزوح إلى لبنان قبل أربع سنوات.
وكان هذا اللجوء فرصة لعرضها على الأطباء وإجراء بعض التدخل الطبي، وبعد أن امتدت لها يد الخير خضعت "فاتن" لعلاج تمثل في 8 جلسات علاج فيزيائي و6 جلسات شهرياً لمدة سنة ونصف، وتمكنت الطفلة ذات الست سنوات من الوقوف على ساقيها لكنها لم تتمكن من المشي، وأصبح لديها قدرة على الكلام بشكل محدود، ولكن علاجها لم يلبث أن توقف بسبب تكاليفه الباهظة وظروف العائلة المادية التي دفعت كل ما تملك، فضلا عن إصابة والدها في ساقه جراء قذيفة قبل سنوات، الأمر الذي جعله غير قادر على العمل -كما تقول والدة فاتن- مضيفة أن طفلتها باتت بحاجة لأبر "بوتكس" لإرخاء وتر ساقها كبديل لعمل جراحي علماً أن ثمن كل ابرة 300 دولار بالإضافة لعلاج فيزيائي لمدة 6 اشهر.
وأكد الأطباء، حسب والدة "فاتن"، على ضرورة إقران الإبر بعلاج فيزيائي متابع لتأخذ ساق الطفلة وضعها الطبيعي، لافتة إلى أن "الأطباء أعطوها نسبة شفاء تبلغ 90 % بإذن الله".
وتعيش "فاتن" مع عائلتها في منزل قيد الإنشاء بمنطقة "عكار" اللبنانية، حيث لا نوافذ ولا أبواب في ظروف الشتاء القارس، ولكن ما يهم -كما تقول- والدتها أن تستكمل "فاتن" علاجها الذي تلقته خلال عام ونصف، لأنها إن توقفت فستخسر كل فترة العلاج الماضية. وأضافت والدة "فاتن" أنها راجعت الكثير من المنظمات الإنسانية والطبية، ولكنهم رفضوا مساعدتها بسبب تكلفة العلاج المرتفعة، لافتة إلى أنها لم تحصل منهم سوى على جهاز "ووكر" للمشي لا يتجاوز ثمنه الـ20 دولاراً.

ومن هذه المنظمات -كما تقول- "منظمة الإعاقة الدولية"، "الصليب الأحمر"، "أطباء بلا حدود"، "ريستات"، "جمعية إنقاذ الطفل"، إضافة إلى "مفوضية اللاجئين" و"اللجنة الطبية الدولية".
وأشارت محدثتنا إلى أن وضع "فاتن" النفسي سيئ حالياً بسبب رؤيتها لأقرانها من الأطفال وهم يمشون ويلعبون، بينما تحاول هي الوقوف والمشي، ولكنها لا تلبث أن تتعثر بعد خطوات قليلة.
وأشارت والدة "فاتن" إلى أن طفلتها تحاول أن تتأقلم مع وضعها الصحي "نحاول أن نهوّن من معاناتها بالكلام وبوعود الذهاب إلى المدرسة مع الأطفال الآخرين وغالباً ما تتملكها الفرحة لكنها سرعان ما تعود للعزلة والانطواء من جديد".
ويشكل الشلل الدماغي المسبب الرئيسي في إعاقات الأطفال، وتبلغ نسبة انتشاره نحو 1/400 بحسب منظمة الصحة العالمية ولا يتغير الخلل الدماغي الناتج عن هذا الشلل مدى الحياة إلا أن تأثيراته تختلف مع النمو.
ويشير الأطباء إلى أن الشلل الدماغي لا يُعالج، وإنما يمكن الحد من مضاعفاته التي تنتج عن تأثيرات الإصابة به ومحاولة علاج هذه المضاعفات في حالة حدوثها.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية