قرر نظام بشار الأسد نقل تجربة "المصالحات" التي اعتاد عليها إطلاق "العودة إلى حضن الوطن" إلى أوروبا، معلنا عن "تشكيل اللجنة المركزية للمصالحة الوطنية الشعبية في أوروبا".
ونشر من سمى نفسه "رئيس اللجنة الرئيسية للمصالحة الوطنية الشعبية"، فيصل قشاشة، كتابا بتوقيعه يفيد أنه كُلف من قبل وزير المصالحة في حكومة النظام لتشكيل "اللجنة المركزية للمصالحة الوطنية الشعبية في أوروبا"، وقد شارك هذا الكتاب "عبد المسيح الشامي" المعروف بارتباطه بمخابرات النظام، وظهوره المتكرر على الشاشات دفاعا عنه.
وبناء على التكليف الذي منحه إياه "حيدر"، كلف "قشاشة" بدوره كلا من "عبدالمسيح الشامي" و"صباح كاسوحة" بتشكيل لجنة المصالحات في أوروبا، على أن يكون مقرها برلين، حيث يعيش ويلجأ اليوم عدد ضخم من السوريين في جميع أنحاء ألمانيا، هو الأكبر على مستوى أوروبا.
وإذا كان "عبدالمسيح الشامي" معروفا لكثير من السوريين، فإن "صباح كاسوحة" قد لايبدو كذلك، وهو الشخص الذي تقول معلومات "زمان الوصل" إنه يقيم حاليا في ألمانيا.
ولاتعرف درجة القرابة التي تربط "كاسوحة" بالضابط المخابراتي "ميشيل سليم كاسوحة"، لكن الثابت أن كليهما من نفس العائلة ونفس المدينة (القصير).
وعرف عن "كاسوحة" أنه نشط كأحد مخبري النظام وعملائه لدى اندلاع الثورة، حيث كان عضوا في مجلس مدينة القصير، وكان يمتلك محلا للجوالات، وقد ظهر في أحد تقارير قناة "الدنيا" التي اشتهرت بفبركة الصور والوقائع والشهادات (يظهر مرتديا نظارات في الدقيقة 3 من المقطع.
أما قريبه العميد "ميشيل كاسوحة" فعُرف بدوره المخابراتي انطلاقا من منصبه في جهاز إدارة المخابرات العامة، وقيل عن "كاسوحة" إنه انخرط بقوة في تجنيد مرتزقة "قوميين"، لاسيما من مصر، ليقاتلوا في صفوف النظام.
كما أثير أن "ميشيل كاسوحة" ساهم بشكل كبير في تضليل "الفاتيكان" بشان وضع المسيحيين في مدينة القصير إبان سيطرة الثوار عليها، إلى درجة أن "الفاتيكان" تبنى رواية كاسوحة –ممثل مخابرات النظام- واتهم الجيش الحر حينها (أواسط 2012) بتهجير مسيحيي القصير.
وفي المقابل، وللمفارقة، كان الاتحاد الأوروبي في منتصف 2012 أيضا قد أصدر لائحة عقوبات جديدة بحق عدد من رموز النظام، أدرج خلالها "كاسوحة" بصفته: "ميشيل كاسوحة المعروف أيضا باسم أحمد سالم أو أحمد سالم حسن. مواليد شباط/ فبراير 1948. عضو في الاستخبارات السورية منذ مطلع السبعينات من القرن الماضي. متورط في محاربة المعارضين في فرنسا وألمانيا. منذ آذار/ مارس 2006 أصبح مسؤول العلاقات العامة في الفرع 273 التابع لإدارة المخابرات العامة. عضو قديم في الفريق الإداري ومقرب من رئيس المخابرات العامة علي مملوك المدرج على لائحة العقوبات الأوروبية منذ التاسع من أيار/ مايو 2011. متورط –أي كاسوحة- في قمع المعارضين ومطاردتهم داخل سوريا وخارجها".
*حلم السوريين
وبالعودة إلى "مركز المصالحات" الذي يتجه النظام لإطلاقه من برلين، علق "عبدالمسيح الشامي" قائلا: "لقد جاءت ساعة الفرج وفتحت سبل الحل، لكل السوريين المغتربين الذين كانوا يحلمون (لاحظوا كلمة يحلمون!) بتسوية أوضاعهم القانونية والعودة إلى وطنهم والتواصل مع أحبائهم من جديد".
وتابع "الشامي": "لقد تم اليوم تكليفنا أنا عبد المسيح الشامي، والسيد صباح كاسوحة، بموجب التكليف المبين أدناه والصادر عن اللجنة الرئيسية للمصالحة الوطنية الشعبية التابعة لوزارة المصالحة في سوريا، بتأسيس وتشكيل اللجنة المركزية للمصالحة الوطنية الشعبية في أوربا، وبموجب هذا التكليف تكون لجنة المصالحة الوطنية الشعبية السورية في أوربا قد بدأت أعمالها بشكل رسمي وفعلي".
وأفاد "الشامي" بقرب عقد "عقد مؤتمر تأسيسي (للجنة) في برلين برعاية ومشاركة السفارة (سفارة النظام)، معقبا: "سوف يتم الإعلان عن أسماء أعضاء اللجنة في هذا المؤتمر.
وقال "الشامي" إن "اللجنة" سوف تطلق صفحة خاصة بها على فيسبوك في غضون أسبوع، كما ستخصص "أكثر من خط ساخن أيضا لاستقبال كل الاتصالات والطلبات من كل المغتربين السوريين".
وأنهى "الشامي" تعليقه بالقول: "ألف مبروك لنا ولكم جميعا هذا الإنجاز الذي سوف يضع حد لمعاناة كثير من السوريين في بلاد الاغتراب".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية