شهدت بلدة "جرجناز" التابعة لمعرة النعمان قبل أيام عملية اختطاف لفتاة عمرها 18 عاما، بعد استدراجها من قبل عميلة للنظام عبر "فيسبوك" بحجة حضور مسابقة في معهد تحفيظ القرآن الموجود في البلدة، وبعد دقائق من خروجها من المنزل اختفى أثرها.
وأصبح جوالها خارج التغطية، وروى قريب المختطفة "ياسر الدرويش" لـ"زمان الوصل" أن قريبته وتدعى "هدية الدرويش" وهي متزوجة منذ سنتين، كانت تراسل فتاة على "فيسبوك" الساعة الواحدة ظهراً يوم الاثنين الماضي فأخبرتها أن هناك مسابقة في معهد تحفيظ القرآن الموجود في القرية، واقترحت عليها فكرة الذهاب إلى المعهد، ويضيف الدرويش أن قريبته وافقت على الفكرة، وكانت في بيتها مع زوجها فعرض عليها إيصالها إلى المعهد، ولكنها أكدت له أن من اتصلت بها أوصتها بأن لا تصطحب أحداً معها كي لا يراها، بذريعة أنها متدينة جداً ولا تريد أن يراها الرجال.
وأضاف محدثنا أن الجامع لم يكن يبعد عن منزلها أكثر من 300 متر الوقت كان ظهراً لذلك وافق الزوج على ذهابها فذهبت ومن حينها لم تعد.
وأكد "الدرويش" أن قريبته المختطفة كانت تحمل حقيبة يد فيها نقود وهويتها الشخصية وهوية زوجها ومصاغها الذهبي الذي كانت تحمله معها دائماً خشية القصف، ويردف محدثنا أن زوج أختها راسلها حوالي الساعة الثالثة ونصف عصراً ليسألها عن زوجته (أختها) إن كانت موجودة لديهم، وفي هذا الوقت كانت مع الخاطفين، فجاءه الرد مقتضباً (لا).
ولفت قريب المختطفة إلى أن آخر ظهور لها على "واتس آب" كان في الساعة 4.50 ولازال مغلقاً"، أما حسابها على "فيسبوك" فلا يزال يعمل، ويبدو أن الجوال بيد الخاطفين إلى حينه.
ويتابع "الدرويش" أن ذوي المخطوفة وأقاربها تواصلوا مع الخاطفين وأرسلوا لهم رسائل عارضين عليهم مبلغاً وصل إلى 20 ألف دولار، ولكنهم يقرؤون الرسائل ولا يردون بأي كلمة، وأضاف محدثنا: "من خلال التتبع والتقصي لموقع الجوال الذي استولى عليه الخاطفون من المخطوفة وتحركاتهم نستنتج أنهم عصابة وشبكة من خارج القرية"، معرباً عن اعتقاده بأن لهم أعوانا وعملاء من داخلها يدلونهم على الضحايا ويختارونهم لهم بعناية.
وربما يكون النظام -كما يقول- ضالعاً في هذا الأمر لإشغال المجاهدين بحراسة النساء والأطفال وإلهائهم بالجبهة الداخلية عن القتال في الجبهات، ودللّ محدثنا على ذلك بظهور دعوات في القرية بل في المحافظة كلها لتشكيل لجان أمنية وحواجز ودوريات، وهذا بدون شك سيستهلك رجالاً وجهوداً كان يمكن زجها في المعركة الدائرة مع النظام".
ولفت محدثنا إلى أن قريبته المخطوفة من عائلة معروفة قدمت شهداء ومجاهدين، ويبدو أن هذه الشبكة "تختار العائلات الثائرة الفاعلة المجاهدة لتعاقبها وتعوقها عن عملها الثوري الجهادي"، مشيراً إلى أن لعائلة المخطوفة شهيدين ومعتقلا منذ 9 سنوات و3 مجاهدين".
وكشف "الدرويش" أن امرأة من منطقة "أريحا" اتصلت بذوي المخطوفة بعد أن نشروا إعلاناً عن ابنتهم المخطوفة، وأفادت بأنها رأت امرأة بنفس المواصفات ونفس الصورة، وقالت إنها أطعمتها وسقتها، وأنها كانت مذعورة وتبكي ولم تتكلم خلال أربع ساعات، وبعد أن هدأت أعطتها ألف ليرة وذهبت.
ولم يكن معها حقيبة -كما أفادت- وكان هذا في يوم الثلاثاء، أي في اليوم التالي من الاختطاف، ويبدو أن الخاطفين اكتفوا بما كان معها من مال وذهب".
ويتخوف ذوو المخطوفة من أن تكون قد فقدت عقلها أو ذاكرتها لأنها طيلة هذه الأيام الخمسة لم تعد إلى أهلها ولم تطلب من أحد أن يعيدها رغم أنها خرجت من يد الخاطفين الذين رموها على قارعة الطريق. ويبذل أهالي القرية جهوداً حثيثة للبحث عن المخطوفة والجناة معاً.
وبدوره رجّح الناشط "سراج الدين علون" أن يكون اختطاف السيدة هدية بهدف تسليم عمها وخالها وهما من قيادات "فتح الشام"، مشيراً إلى أن أم المخطوفة رفضت أن يسلم خالها وعمها نفسيهما للنظام لقناعتها أن مصير ابنتها مجهول، وليس معروفاً إن كانت قد ماتت أم لا تزال على قيد الحياة".
وكشف محدثنا أن الفتاة التي استدرجتها من قرية تُدعى "الطرق" التابعة لناحية "سنجار" وفيها الكثير من أعوان النظام وأصحاب السوابق في عمليات الخطف".
وشهدت "جرجناز" من قبل محاولات خطف باءت اثنتان منها بالفشل، وأفاد ناشطون عن حالات خطف مثيلة في حارم وسلقين والمعرة ومنها لطالبة معهد في دمشق بنفس الطريقة التي خُطفت بها ابنة "جرجناز".
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية