أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"مصير" يطلق مبادرة الإنقاذ الوطني السوري

تولي المبادرة أهمية في تشخيص مظاهر قصور القوى التمثيلية للثورة - زمان الوصل

أطلق التجمع الفلسطيني السوري "مصير" مساء السبت، خلال ندوة حوارية في مكتبة "تيوتيل" باسطنبول، مبادرة سياسية بعنوان "مبادرة الإنقاذ الوطني السوري المطروحة للنقاش العام".

وتتناول مراجعة نقدية للواقع السوري بعد أن دخلت الثورة السورية عامها السادس، وتشخيص لمجمل العوامل الذاتية والموضوعية، التي أنتجت مأزق الثورة المركب، في ظل تصعيد النظام وحلفائه الروس والإيرانيين حروبهم الشعواء، لتصفية الثورة وتدمير بيئاتها المجتمعية، ودور التفاهمات الإقليمية والدولية في تعقيد الصراع، وما سيحدثه تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة، من سياسات انعزالية تضع الحرب على الإرهاب أولوية على حساب تجاهل حق الشعب السوري في التغيير والحرية.

وتولي المبادرة أهمية في تشخيص مظاهر قصور القوى التمثيلية للثورة، عن مواجهة مستويات متعددة من المخاطر الوطنية، وتعتبر أن تصحيح الخلل في شرعية تلك القوى، هو المدخل الصحيح لاستنهاض العمل الذاتي، وبناء روافع وحوامل سورية، تعيد الاعتبار لدور السوريين أولاً في حسم الصراع القائم لمصلحة الثورة ومشروعها الوطني الديمقراطي.

وحول الفكرة المركزية التي تقوم عليها المبادرة، أوضح المحامي "أيمن أبو هاشم" المنسق العام لتجمع "مصير" أن الرد على اختلال موازين القوى، ورفض هزيمة الثورة، يقتضيان من كافة القوى السياسية والعسكرية والمدنية المؤمنة بالثورة السورية، أن تتلاقى وتتحاور وتتفق على إصلاح البنى والمؤسسات القائمة، من خلال تشكيل هيئة توافق وطني، تعمل على تحفيز السوريين في الداخل والخارج لعقد مؤتمرات فرعية ومناطقية، تمهد لعقد مؤتمر وطني عام، يعبر عن تمثيل حقيقي للسوريين ومشاركة فاعلة في صناعة قرارهم الوطني.

وأوضح أبو هاشم لـ"زمان الوصل" أن هيئة التوافق الوطني المقترحة، ليست بديلاً عن الهيئات التمثيلية القائمة، لأنه من العدمية السياسية أن نطالب بإنهاء تلك القوى التمثيلية على ضعفها، فيما لا يوجد بديل وطني ناضج يحل مكانها، بل المطلوب هو العمل على إتاحة مناخ سياسي نشط وقادر على خلق البديل المطلوب، لأن في ذلك مصلحة وطنية لكل الحريصين على انتصار مشروع الثورة، الذي سيتوقف على تأمين مشاركة سياسية واسعة في تنظيم إدارة الصراع مع النظام، وزج كافة الطاقات السورية الحية في معركة إسقاط النظام.

وفي هذا الصدد طالب أبو هاشم من الائتلاف الوطني وهيئة التفاوض أن يدعموا تشكيل هيئة التوافق الوطني التي تدعو إليها المبادرة، والمساهمة في عقد تلك المؤتمرات، لأنها ستكون بمثابة الجمعية التأسيسية الوطنية التي تعزز من شرعية التمثيل، وتشكل مظلة وطنية جامعة توحد جهود كل السوريين. 

وحول خطوات تفعيل مبادرة تجمع "مصير" للإنقاذ الوطني، أكد أبو هاشم أن التجمع بدأ بطرح هذه المبادرة للنقاش والحوار الوطني العام، وهي أصبحت ملكاً لكل القوى والأطر والشخصيات الوطنية، بل أن إنضاج فكرتها وتوضيح آلياتها هو جهد عام يحتاج إلى نقاش واسع وعميق.

وأضاف: "بدأنا بإقامة العديد من اللقاءات الحوارية حولها في أماكن تجمعات السوريين في دول اللجوء، وبشكل خاص في تركيا التي تمثل المركز الرئيسي لقوى الثورة السياسية والمدنية، وفي نفس الوقت تم تشكيل لجان حوار تطرح المبادرة على الأطر السياسية والعسكرية والمدنية العاملة في الداخل السوري، وهناك مبدئياً استجابة مشوبة بقدر من الحذر والتشكيك بأي مبادرة جديدة، بسبب حالة اليأس والشعور باللاجدوى بعد العديد من التجارب الفاشلة في السنوات الماضية، وهذا أمر علينا أن ندركه ونتفهمه، وأن يزيد من شعورنا بالمسؤولية في هذه المرحلة العصيبة، ومن ثقتنا بأن هذا الشعب الذي فجر أعظم ثورة في العصر الحديث، وقدم من أجل حريته أغلى وأثمن التضحيات.. يستحق من يحرك ويقود مشروعه الوطني بكل مصداقية وأمانة واقتدار".

وختم أبو هاشم قائلا "إن المهام التي تدعو المبادرة للقيام بها، ليس سهلة أو بسيطة لكل من يدرك تحديات وتعقيدات الوضع السوري، لكن لا مناص من العمل على عودة الاعتبار للسياسة، بوصفها ليست حكراً على نخبة أو فئة معينة، وإنما بوصفها تعبيراً واسعاً عن إرادة مجتمع يحمل مشروعاً تاريخياً لتغيير واقعه، ويجب تجاوز مفهوم اختزال السياسة في دائرة العلاقات العامة والإعلام كما يطبع مؤسسات الثورة والمعارضة، إلى ممكناتها الواسعة وتعبيراتها الحركية الفاعلة، وهو ما تسعى المبادرة إليه، لأن في ذلك تعزيزا لشروط انتصار الثورة، وحماية مصيرنا الوطني من الخيارات الكارثية.

اسطنبول - زمان الوصل
(100)    هل أعجبتك المقالة (121)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي