البراميل المتفجرة تعيد "التل" إلى واجهة الأحداث في ريف دمشق

من التل - أرشيف

تعيش مدينة "التل" بريف دمشق منذ أيام على صفيح ساخن بعد استهدافها للمرة الأولى منذ سنوات ببراميل متفجرة بالتوازي مع محاولة النظام فرض تسوية ومفاوضات على المدينة التي تعتبر أكبر خزان بشري للنازحين في ريف دمشق.

ويرجّح الناشطون أن تقترب "التل" من هدنة طويلة الأجل وفك الحصار، وهو "الحل الأنسب لأكثر من مليون مدني"، كما يقول الناشط "خالد الرفاعي".

يقول "الرفاعي" لـ"زمان الوصل" إن الحل القادم سيكون بترك التل إداريا بيد أهلها مع ضمانات بعدم التعرض لمواقع النظام من قبل الجيش الحر، مقابل فك الحصار عن المدينة. وتابع أن الجيش الحر لن يقبل بفرض تسوية على "التل"، ويطالب بالهدنة، مشيراً إلى أنه "لن يكون هناك أي تسوية ولكن تهدئة طويلة الأمد وضمانات بعدم اقتراب أي طرف من الطرف الآخر".

واستبعد "الرفاعي" تكرار سيناريو الباصات الخضراء في مدينة "التل"، لأن الجيش الحر "هو من يملك القرار الحقيقي في التل، ولو كان يريد هذا الشيء لفاوض بشكل مباشر ولم يكن هناك أي وسيط بينه وبين النظام، وخاصة أن الوضع في التل لا يتحمل أي معركة".

وأردف "لو كان النظام يستطيع البقاء في التل لما خرج بعد معركة 2012 بعدة شهور وترك المدينة للجيش الحر"، مشيرا إلى أن النظام لجأ إلى سيناريو آخر وهو الضخ البشري حتى وصل عدد سكان التل إلى أكثر من مليون نسمة، وذلك لمنع الجيش الحر من فتح أي معركة.

وأضاف أن "التل تعتبر كنزاً للكثير من ضباط النظام لأن الكثير من أهل المدينة مغتربون ويرسلون الأموال لأهلهم وفيها جمعيات ولجان إغاثة".

وكشف محدثنا أن "بعض الضباط أقاموا منذ أكثر من عام ونصف سوقاً للخضار قرب مدينة "التل" تُباع فيه الخضار والفواكه بحوالي 10 أضعاف عن مدينة دمشق التي لا تبعد أكثر من 15 كيلو مترا عن التل". 

وأكد "الرفاعي" أن "الأوضاع في التل تتجه إلى التخفيف من الحصار لأن النظام لن يفك الحصار كاملاً إلا بتسوية، أما الهدنة فسوف تكون نتيجتها فكاً جزئياً وليس كلياً للحصار". ورجح أن هذا الحل "الأنسب" في الوقت الحالي، أي هدنة طويلة الأمد والحفاظ على التل هادئة وعدم حدوث أي خلل في التوازن".

وأغلب أهالي "التل" -كما يؤكد محدثنا- مع بقاء المدينة هادئة وفك الحصار وعدم دخول النظام إليها وإدارة شؤونها بيد أبنائها". 

وكانت "تنسيقية مدينة التل للثورة السـورية"، قد أفادت بأن النظام استدعى عدداً من وجهاء "التل" وأبلغهم بضرورة التفاوض، وطلب منهم رداً سريعاً بشأن المفاوضات. 

وعلى الصعيد الميداني في المدينة أفاد ناشطون بأن ميليشيا "درع القلمون" حاولت التقدم إلى مزارع أرض الضيعة على أطراف المدينة لوضع نقطة لهم هناك، فتصدى لهم عناصر المقاومة في المدينة، ما أدى إلى قصف ميليشيات الأسد لأطراف المدينة ومنطقة الروس بالأسلحة الثقيلة، وقالت مصادر مطلعة إن دماراً هائلاً أحدثه القصف المركز على المدينة واستهدفت طائرات النظام مناطق الروس والمجر ووادي موسى بسبعة براميل متفجرة قضى جراءه الشاب "أحمد العرنوس"، وحمّل نشطاء "جبهة فتح الشام" والنظام مسؤولية إفشال المفاوضات بينهما الأمر الذي أدى للوصول إلى ما آلت إليه الأوضاع في "التل".

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(110)    هل أعجبتك المقالة (106)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي