شنّ مسلحو حزب "الاتحاد الديمقراطي"، خلال الأسبوع الماضي، حملة اعتقالات واعتداءات بحق الصحفيين والنشطاء الأكراد في مجال الإعلام بالحسكة، عقب حملة اعتقالات واسعة طالت السياسيين الكرد طيلة الأشهر الأربعة الماضية.
وقال رئيس تحرير صحيفة "كوردستان"، "عمر كوجري" لـ"زمان الوصل" إن "الزميل سردار داري مراسل إذاعة ولات FM اختطفته مجموعة ملثمة تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي من محله الكائن في حي المفتي بمدينة الحسكة، مساء الثلاثاء، ليعثر عنه مرمياً قرب قرية الخمائل بالريف الجنوبي أمس الأربعاء، في حال يرثى لها، وقد نجا من الموت بأعجوبة، ومازالت هناك خطورة على حياته جراء الضرب المبرح".
وأضاف "كوجري"، الذي يشغل أيضاً منصب "نقيب صحفيي كوردستان سوريا"، أن ما حدث للزميل سردار لا يحمل عنصر المفاجأة، فليست المرة الأولى، التي يتعرض فيها الصحفيون العاملون بالمنطقة التي يتقاسم السيطرة عليها سلطة النظام الموجود بقوة في الحسكة والقامشلي، وبين سلطة حزب الاتحاد الديمقراطي، الذي يدير المنطقة بتوكيل رسمي من دمشق.
وأكد "كوجري" أن ما تعرض له داري يعتبر "قتلاً عمداً" لأن الضرب المبرح والطعن بالسكين الذي تلقاه، كان فعلاً "إجراميا بحق"، حتى يسكت عن نطق الحق، ويكتب كباقي العاملين في وسائل إعلام "PYD" ويرتضون بإغماض عيونهم عن عشرات الانتهاكات، التي تحصل لجميع شرائح المجتمع، ومن ضمنها قطاع الصحافة.
وأشار "كوجري" إلى تعرض العديد من الزملاء الصحفيين لحالات الخطف والاعتقال، وتهشيم الأصابع، وكسر في الأطراف أو النفي، وقد ازدادت هذه الحالات اللاإنسانية في عامي 2015 و2016 بشكل ملحوظ، فسلطة حزب "PYD" وعبر ذراعها الأمينة "آساييش" لا تتوانى عن انتهاك كرامة الإعلام في المنطقة، بشكل متعمد وعلى الدوام، وكل من لا ينطق بحالة "قطيعية"عن "منجزات هذه السلطة عليه أن يشد الرحال، أو هو معرض لكل انتهاك ربما يصل لحد التصفية الجسدية.
وقال رئيس تحرير صحيفة "كوردستان" إن هذا التصرف مدان بأقسى الكلمات، ولا يبدو أن "PYD" يهتم بإدانات المنظمات العالمية، سواء في استباحة كرامة الناس وزجهم في السجون، أو استباحة الإعلام الكردي، وإهانة كل من يخالف هذا "التنظيم"، لافتاً إلى أن الطريف أن إعلاميي النظام يحظون بالحماية الكاملة من "آساييش"، رغم أنهم يعرضون أسوأ التقارير عن حال الناس، ويلفقون الأكاذيب وينشرون المعلومات المضللة.
وأكد أن "نقابة صحفيي كوردستان-سوريا" تندد بهذا الفعل المجرم الجبان، وتطالب الجهات ذات الصلة بحرية الإعلام والإعلاميين على المستوى العالمي للتدخل، ووقف الانتهاكات التي تحصل بحق الإعلاميين في شمال سوريا.
وكان مسلحو حزب "الاتحاد الديمقراطي"، شنوا الأسبوع الماضي، حملة اعتقالات واسعة شملت عدداً من السياسيين الأكراد في منطقة "عامودا" بريف الحسكة الشمالي، كما اعتقلوا في 15 آب/أغسطس الماضي، سكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني–سوريا، "محمد اسماعيل" وعضو المكتب السياسي "نشأت ظاظا" وأعضاء اللجان المركزية "عبد الكريم حاجي" و"نافع عبد الله"، ومجموعة من كوادر الحزب على طريق "رميلان –قامشلي" خلال مشاركتهم في تشييع جثمان المقاتل في البيشمركة السورية "حبيب قدري"، من معبر "سي مالكا" الحدودي مع العراق.
يشار إلى أن حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، أعلن بداية عام 2014، تأسيس إدارة ذاتية، لها أجهزتها الأمنية والعسكرية، ومحاكمها، ومؤسسات شبيهة بمؤسسات الدول، في 3 مقاطعات هي "عفرين" و"عين العرب" و"الجزيرة"، ضمنها مدينتا القامشلي والحسكة التي تسيطر قوات النظام على مربعاتها الأمنية وبعض أحيائها، وليس لها -قوات النظام-جبهات مع فصائل الثورة أو تنظيم "الدولة".
الحسكة - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية