قبل 14 يوما التحقت مجموعة من طياري "الجيش المصري" بمطار حماة الحربي، فيما يبدو انخراطا عسكريا فعليا لنظام السيسي في الميدان السوري، وهو الانخراط الذي أفشت أسراره بعض الحسابات الموالية، ونفته القاهرة رسميا مطلع الشهر الجاري.
ولكن صحيفة "السفير" المحسوبة على تيار النظام وإيران ومليشيا "حزب الله"، كشفت اليوم الخميس وبالخط العريض عن وجود "طلائع عكسرية مصرية في سوريا"، واصفة الخطوة بأنها "القفزة الصغيرة التي تحتاجها العلاقات السورية المصرية كي تعود إلى طبيعتها"، حسب تصريح لوزير خارجية النظام "وليد المعلم"، أدلى به قبل 4 أيام.
وقالت صحيفة السفير إن "القفزة" قد تكون حدثت بالفعل، و"تنتظر تكريسا قريباً مع وصول ديبلوماسي مصري رفيع إلى دمشق، قد يكون وزير الخارجية سامح شكري أو أحد كبار مساعديه".
وأضافت الصحيفة: "منذ الثاني عشر من هذا الشهر، تعمل في قاعدة حماه الجوية وحدةٌ مصرية تضم 18 طيارا، ينتمون إلى تشكيل مروحيات بشكل خاص. وليس مؤكدا أن الطيارين المصريين قد بدأوا المشاركة أم لا في العمليات الجوية، لكن انضمامهم إلى عمليات قاعدة حماه، واختيار الطيارين من بين تشكيل الحوامات المصرية، يعكس قراراً مصريا سورياً بتسريع دمج القوة المصرية".
ولفتت الصحيفة إلى أن "الجيش المصري لا يزال يملك، برغم أمركة أسلحته الجوية الواسعة في الثمانينيات، أسرابا من 60 مروحية روسية من طراز مي 8"، علما أن جيش الأسد كان يملك نحو 50 مروحية من هذا الطراز لم يتبق منها سوى النصف تقريباً، حسب ادعاء "السفير".
وتابعت: "تَقَدَّم الوحدةَ عند وصولها أربعة ضباط كبار من هيئة الأركان المصرية. وفي مقرّ الأركان السورية في دمشق، يعمل منذ شهر ضابطان مصريان برتبة لواء، على مقربة من غرف العمليات"، ناسبة إلى مصادر مطلعة قولها إن "اللواءين المصريين يقومان بجولات استطلاعية على الجبهات السورية، منذ وصولهما الى دمشق قبل شهر.
وشملت العمليات التقييمية للضباط المصريين معظم الجبهات، وكان آخرُها الجبهة الجنوبية، في القنيطرة، وخطوط فصل القوات مع الجولان المحتل، ودرعا"
وكشفت "السفير" أن اللوائين شاركا في اجتماع تقييمي لمنطقة عمليات الفرقة الخامسة السورية التي تنتشر حول درعا. وقد عقد الاجتماع المصري السوري في مقر الفرقة السورية في مدينة ازرع، بعد زيارة استطلاعية قاما بها إلى مطار "الثعلة" الحربي في ريف السويداء.
ورجحت الصحيفة أن ما حصل "ليس سوى ثمرة جهود واتصالات مصرية سورية، تكثفت خلال الأسابيع الأخيرة... الوحدة المصرية وصلت بعد ثلاثة أسابيع من زيارة اليوم الواحد التي قام بها إلى القاهرة في السابع عشر من تشرين الأول الماضي، أعلى مسؤول أمني سوري، اللواء علي المملوك رئيس مكتب الأمن الوطني، للقاء اللواء خالد فوزي نائب رئيس جهاز الأمن القومي المصري".
وقدرت مصادر عربية أن يكون "الانخراط المصري أكثر من عملية رمزية... وأن تتعداها إلى إرسال قوات صاعقة مصرية للمشاركة على نطاق أوسع في دعم الجيش السوري. فيما قال "مسؤول أمني سوري رفيع" إن المصريين وعدوا الجانب السوري بإرسال قوات إلى سوريا، وإن موعد ما بعد الثالث والعشرين من كانون الثاني المقبل سيكون ساعة الصفر التي سترتفع بعدها وتيرة الانخراط المصري العسكري في سوريا.
وحسب مصدر من النظام، فإن ما بعد كانون الثاني المقبل" سيشهد وصول قوات مصرية كبيرة ستشارك في العمليات العسكرية، ولن تكتفي بتقديم المدد الجوي في قاعدة حماة".
ومؤخرا أعلن "عبد الفتاح السيسي" وجوب دعم جيش بشار الأسد، معتبرا إياه "الجيش الوطني"، وأن دعم هذا الجيش ضروري "للتعامل مع العناصر المتطرفة وإحداث الاستقرار المطلوب".
ورأت صحيفة "السفير" أن "المصريين، ومن دون المبالغة في حجم انخراطهم وتأثيرهم على المسار العسكري، يتيحون لدمشق مع تحليق 18 طياراً عربياً مصرياً في سماء الشمال السوري، وفي مواجهة تحالف تركي سعودي قطري، ومجموعات سلفية إرهابية، سقفاً عربياً ضرورياً، ومهماً، لصراع شهد استقطاباً مذهبياً حاداً مع انخراط إيران في الساحات السورية والعراقية. ويبدو أن أكبر كتلة سنية عربية تتجه إلى تصحيح وجهة الصراع بانحيازها إلى دمشق".
وختمت الصحيفة التي تروج لمقولات النظام وإيران: "من الواضح أن الانخراط المصري بغض النظر عن حجمه يعني أن سوريا خط عربي مصري أحمر، وأنه لا يزال لمصر دور إقليمي، في مجالها الشامي، وأنها مع طياريها وقواتها الخاصة، ربما غداً، طرف في المعركة من الآن فصاعداً حول سوريا".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية