اختير اليافع السوري "براء عمر" سفيرا ناطقا باسم أطفال سوريا لينقل آلامهم وآمالهم في يوم الطفل العالمي، في البرلمان التركي أمام مسؤولين أتراك وأمريكان.
وألقى الطفل القادم من حلب ليدرس الصف العاشر في مدينة "أدرنة" التركية، كلمته التي شرح فيها معاناة الطلاب السوريين بحضور ممثل "يونيسيف" في تركيا وعدد من المسؤولين الأتراك والأمريكان، في حين أنه كان من المفترض حضور مسؤولين روس.
يقول "براء" لـ"زمان الوصل" إنه التقى على هامش المؤتمر بعض المسؤولين الأتراك الذين أكدوا أنهم سيعملون على حل العقبات التي ذكرها في كلمته بالنسبة للطلاب السويين، معتبرا أن وجوده في هذا الموقع واهتمام تركيا بضيوفها من الأطفال السوريين "فضيلة جليلة"، إضافة إلى شعوره بتحمل مسؤولية كبيرة كونه ممثلا أطفال سوريا، وهذا دافع ليواصل العمل من أجل الذين شرّدتهم الحرب وسلبتهم أحلامهم وطفولتهم حسب قوله، معتبرا أن هذه المسؤولية "أمانة وشرف كبير".
وأوضح "براء" ابن الـ15 عاما، أنه في كل سنة قبيل يوم الطفل العالمي بفترة يتم اختيار طالبين سوريين وطالبين تركيين من كل محافظة تركية، قبل خضوعهم لعدد من الاختبارات، لاختيار طالب سوري واحد من خلال انتقاء الأفضل والأقدر على شرح معاناة الطلاب السوريين والمتمكن أكثر من اللغة التركية، ليكون ممثلا عن الأطفال السوريين، إضافة إلى عدد من الطلاب الأتراك في يوم الطفل العالمي الذي صادف يوم 20/ الجاري.
وبما أن أغلب المحافظات التركية لا يوجد فيها سوريون كان عدد الأطفال السوريين 50 فقط، والعدد الإجمالي 220 طالبا سوريا وتركيا.

يضيف "براء" بأنه بعد طلب من المرشحين بأن يدونوا العقبات والمطالب أمام الطلاب السوريين في تركيا، عرض ثلاث مشكلات رئيسية، حسب رأيه، أولها تعلم اللغة التركية، مطالبا بتعليم اللغة التركية للطالب السوري قبل دخوله إلى المدرسة وحتى في المدارس السورية، ليندمج الطالب السوري في المجتمع.
واقترح "براء" ضرورة الإبقاء على المدارس العربية مفتوحة كي يبقى الطلاب السوريون متواصلين مع لغتهم الأم.
وفي ثالث اقتراحاته أشار ممثل أطفال سوريا في يوم الطفل العالمي أمام البرلمان التركي إلى أهمية العناية بالأطفال السوريين مصابي الحرب وتركيب أطراف لهم، إضافة إلى مشكلة الأيتام الذين بلغوا أعدادا ضخمة ومعظمهم بلا معيل ويعملون في ظروف صعبة والعمل على إيجاد جهة رسمية تعنى بهم.
ويؤكد "براء" أنه تواصل مع كثير من السوريين وأبنائهم لمعرفة العقبات التي تواجههم قبل تدوين المطالب، لافتا إلى أنه، وفي مبادرة شخصية في فترة التدريب والانتقاء، كتب وأخرج مسرحية مع رفاقه تشرح معاناة الأطفال السوريين المتسربين من الدراسة بسبب العمل وكيف يكون ذلك على حساب دراستهم، وأنه في الفترة التي سبقت المؤتمر تم إعطاء محاضرات للطلاب على طريقة الإلقاء إضافة الى محاضرات تعريفية بحقوق الطفل ومعلومات عن منظمة "يونيسيف".

ويعتبر "براء" أن اختياره ليتكلم بلسان حال أطفال سوريا في البرلمان التركي في يوم الطفل العالمي، يرجع إلى أن مطالبه كانت الأقرب لمشاكل الطلاب السوريين ومعاناتهم، إضافة لكونه الأجدر في إتقان اللغة التركية.
وأوصت الجمعية العامة في الأمم المتحدة عام 1954 (القرار 836 (IX) بأن تقيم جميع البلدان يوما عالميا للطفل يحتفل به بوصفه يوما للتآخي والتفاهم على النطاق العالمي بين الأطفال وللعمل من أجل تعزيز رفاه الأطفال في العالم.
واقترحت على الحكومات الاحتفال بذلك اليوم في التاريخ الذي تراه كل منها مناسبا، ويمثل تاريخ 20 تشرين الثاني/ نوفمبر اليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة إعلان حقوق الطفل.
محمد عمر الشريف - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية